ارشيف من :أخبار عالمية
لقاء إيراني دولي في نهاية الشهر الجاري
اتفقت الدول الست (الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي إضافة إلى ألمانيا) والجمهورية الاسلامية الايرانية على تكثيف الحوار بشأن المقترحات الايرانية في الأسابيع القادمة، وذلك عقب جولة محادثات بينهما جرت في جنيف اليوم الخميس انتهت بالاتفاق على عقد جولة مباحثات جديدة قبل نهاية تشرين الأول / اكتوبر الجاري. كما عقد لقاء ثنائي غير مسبوق بين رئيسي الوفدين الإيراني والأميركي على هامش الاجتماع.
وحول تفاصيل الاجتماع، اعلن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني سعيد جليلي الذي شارك في اجتماعات "السداسية" في جنيف، "ان ايران لن تتراجع ابداً عن "حقها الكامل" في تطوير برنامجها النووي".
وقال جليلي في كلمته التي القاها أمام ممثلي السداسية (أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، اضافة الى ألمانيا)، وبحضور خافيير سولانا المفوض الاعلى للسياسة الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي، إن " جمهورية ايران الاسلامية لن تعدل عن حقها الراسخ".
وقدم جليلي خلال الجولة الأولى من المفاوضات عرضا تفصيليا لحزمة من المقترحات الإيرانية في المجالات الاقتصادية والدولية والسياسية والأمنية. مشددا على "ضرورة نزع الأسلحة النووية في العالم برمته".
واكد رئيس الوفد الايراني في المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد المحادثات مع القوى العالمية الست الكبرى بشأن رزمة المقترحات الايرانية والغربية، "نحن ملتزمون بتعهداتنا في اطار معاهدة منع الانتشار النووي .. وفي الوقت نفسه سنمضي قدما ونتمسك بحقوقنا النووية في اطار المعاهدة".
ووصف جليلي المحادثات بأنها كانت بناءة ومثمرة، وأنه تم الاتفاق مع الدول الست الكبرى على مواصلة الحوار الشهر المقبل، وقال "تحدثنا حول آلية استمرار الحوار، وهذه خطوة ايجابية".
بدوره، اعلن وزير الخارجية الايراني منوشهر في مؤتمر صحفي عقده في مقر الامم المتحدة في نيويورك "ان محادثات جنيف بين ايران و "السداسية" حول الملف النووي الايراني جرت في اجواء "بناءة"، معربا عن استعداد ايران لتوسيع المحادثات الى مستوى اجراء لقاء قمة، آملا بأن تتوفر لدى الأطراف الأخرى المشاركة في المحادثات الإرادة السياسية والنهج البناء .
وأكد متكي مجددا حق بلاده في تخصيب اليورانيوم في اطار برنامجها النووي للأغراض السلمية، وان "المحادثات التي جرت في جنيف لم تتمحور حول تنازل إيران عن تخصيب اليورانيوم".
من جهته، اعتبر المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا في مؤتمر صحفي في ختام المحادثات الاجتماع مجرد بداية، قائلا "علينا أن نرى التقدم في بعض الخطوات العملية".
وأوضح سولانا أن "جدول الاجتماع المرتقب الجديد سيحدد من خلال القنوات الدبلوماسية وسيناقش المقترحات التي وضعها الجانبان سابقا".
وأشار المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إلى أن إيران عبر وفدها المفاوض أبلغت ممثلي مجموعة "5+1" استعدادها للتعاون التام وبشكل فوري مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن المنشأة النووية التي كشف النقاب عنها حديثا قرب مدينة قم.
وأوضح سولانا في هذا السياق أن طهران ستسمح بعمليات تفتيش في المنشأة الجديدة في غضون أسابيع قليلة وقريبا دون تحديد موعد.
وبيّن المسؤول الأوروبي أن الدول الست كانت موحدة أثناء الاجتماع بضرورة أن الشفافية التامة من طرف إيران، وإعادة الثقة عبر خطوات ملموسة.
وأشار سولانا إلى أن كافة القضايا طرحت على طاولة المفاوضات بما فيها المقترحات والحوافز الاقتصادية والسياسية مقابل تعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم التي قدمت العام الماضي، إضافة إلى بعض التفاصيل المتعلقة بطريقة التجميد والشفافية التامة بشأن الوسائل النووية والأمور ذات الصلة وبالأخص التطورات الأخيرة في المنشأة قرب قم.
كما اعلن المفوض الاعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الاوروبي إن مباحثات الخمسة زائد واحد مع الايرانيين قد توصلت الى اتفاق لنقل جزء من عمليات تخصيب اليورانيوم منخفض التخصيب إلى خارج الاراضي الايرانية، مشيرا إلى أن تفاصيل ذلك سيتم بحثها في اجتماع يوم 18 الشهر الجاري تحضره فرنسا وروسيا اللتان أبديتا رغبة في المساعدة بذلك.
وفي سياق متصل نقلت وكالة أنباء "ريانوفوستي" عن مصدر روسي قوله ان موسكو مستعدة لإتمام عملية تخصيب اليورانيوم الايراني في حال توجهت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمثل هذا الطلب.
ونقل التلفزيون الروسي عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريبكوف قوله إن "ايران اتفقت مع الدول الست الكبرى على السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش ومراقبة منشأة "قم" لتخصيب اليورانيوم، وقال ريبكوف ان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية المنتهية ولايته محمد البرادعي سيتوجه السبت المقبل الى طهران لبحث هذا الموضوع .
وكانت وكالة أنباء "إيسنا" الإيرانية نقلت عن الرئيس محمود أحمدي نجاد قوله أمس إن "بلاده ستقترح قيام دولة ثالثة بتخصيب اليورانيوم، دون أن يوضح ما إن كان ذلك يعني أن إيران ستوقف عملياتها للتخصيب".
وعلى هامش الاجتماع، أجرى كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين سعيد جليلي مع نائب وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية وليام بيرنز محادثات ثنائية مباشرة وصفت بالهامة.
من جهتها، أشارت مصادر دبلوماسية غربية إلى أن اللقاء جرى أثناء مأدبة غداء على هامش مباحثات جنيف بين إيران من جهة ومجموعة "5+1" من جهة أخرى.
هذا، وقد وصفت الخارجية الامريكية المحادثات الثنائية التي جرت وجهاً لوجه على هامش محادثات السداسية في جنيف بـ"الهامة"، ولم يعلن المتحدث باسم الحكومة الأمريكية روبرت وودز عن اية نتائج أخرى حول اللقاء.
المحرر الدولي + وكالات
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018