ارشيف من :أخبار عالمية
الناخبون الايرلنديون يحسمون اليوم مصير معاهدة لشبونة
توجه الناخبون الايرلنديون منذ صباح الجمعة إلى مراكز الاقتراع للتصويت على معاهدة لشبونة بأصواتهم للمرة الثانية على معاهدة لشبونة الهادفة لتفعيل آلية صنع القرار في الاتحاد الأوروبي الموسع الذي يضم في عضويته 27 دولة، وذلك بعد أن رفضها الناخبون في المرة الأولى في استفتاء العام الماضي.
وتشير التحاليل السياسية أن في حال التصويت بـ"نعم"، ستزول آخر عقبة في طريق إصلاح نظام اتخاذ القرارات في الاتحاد، كما من شأنه تشكيل ضغط على رئيسي بولندا والجمهورية التشيكية للحذو حذو باقي زعماء أوروبا والتوقيع على المعاهدة.
وتعتبر أيرلندا هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي ينص دستورها على المصادقة على أي معاهدة أوروبية عبر استفتاء شعبي، حيث سيقرر نحو ثلاثة ملايين ناخب مصير المعاهدة التي أدى رفض 53.4% من الأيرلنديين لها في حزيران/يونيو العام الماضي إلى تعليق الإصلاحات في أنظمة الاتحاد الأوروبي الذي تتطلب أنظمته موافقة جميع الأعضاء.
وتعول هذه المرة دول الاتحاد الأوروبي على الايرلنديين للمصادقة على المعاهدة لتفادي نشوب أزمة سياسية جديدة.
وقد حذر رئيس الوزراء الأيرلندي بيريان كوين -الذي قد يفقد وظيفته إذا تعرضت المعاهدة لرفض ثان- من أن الرفض قد يؤدي إلى نزوح الاستثمارات الأجنبية، وحث الناخبين على ترك مشاعرهم نحوه جانباً عندما يتوجهون للتصويت.
وقال في مقال في صحيفة صن الأيرلندية "إننا بحاجة إلى نعم لبناء مستقبل إيجابي لأيرلندا"، مضيفاً أن "نعم هي تصويت من أجل الوظائف والنمو لأنها تساعد في الحفاظ على موقف أيرلندا كمكان للاستثمار ولأنها تجعل الاتحاد الأوروبي أكثر قدرة على مساعدتنا".
ويذكر أن كوين وجه صفعة قوية لمؤيدي المعاهدة العام الماضي عندما اعترف قبل أقل من شهر على التصويت بأنه لم يقرأ المعاهدة بالكامل، كما اعترف مفوض أيرلندا لدى الاتحاد الأوروبي شارلي ميكرفي بأنه لم يقرأها كذلك.
ورجحت جريدة اقتصادية ايرلندية في استطلاع للرأي نشرته الأحد الماضي فوز أنصار "نعم" بـ55 بالمائة، فيما قدرت نسبة المعادين للمعاهدة بـ27 بالمائة، كما أظهر نفس الاستطلاع أن 18 بالمائة من الناخبين كانوا مترددين بشأن التصويت بـ"نعم" أو "لا".
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الأيرلنديين سيصوتون بالإيجاب هذه المرة بعد أن حصلت بلادهم على ضمانات قانونية بشأن بعض بنود المعاهدة ووسط مخاوف بأن رفضاً ثانياً لها سيؤدي إلى عزل الدولة التي تكافح أحد أسوأ حالات الركود الاقتصادي في العالم الغربي.
وأظهر استطلاع أخر فوز معسكر "نعم" بـمعدل أصوات يتراوح بين 48 و68 بالمائة، بينما قدرت نسبة المناهضين للمعاهدة بين 17 و33 بالمائة. ورغم التفاؤل السائد في أوساط الموالين لمعاهدة لشبونة، إلا أن السلطات حذرت "الناخبين من الثقة المفرطة".
ومن المقرر أن يبدأ فرز الأصوات غدا السبت مع توقع إعلان النتائج الرسمية في المساء.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018