ارشيف من :أخبار عالمية

أنقرة ترغب في الانضمام الى الاتحاد الاوروبي قبل 2015 وألمانيا وفرنسا والنمسا تعارض

أنقرة ترغب في الانضمام الى الاتحاد الاوروبي قبل 2015 وألمانيا وفرنسا والنمسا تعارض

"الانتقاد.نت" - لطيفة الحسيني

رغم ما أبدته تركيا على لسان وزير خارجيتها أحمد داوود أوغلو من رغبة بالانضمام الى الاتحاد الاوروبي قبل عام 2015 ، الا انه لم يصدر عن دول الاتحاد منذ بدء مفاوضات الانضمام قبل أربع سنوات أي مؤشر أو موقف يرحّب بعضوية أنقرة في الاتحاد.

وفي حين أعلن أوغلو رفض تركيا الامتثال لأي انذار أوروبي حول فتح مرافىء بلاده ومطاراتها امام القبارصة اليونانيين قبل نهاية العام، قال وزير الخارجية التركي أن "موعد العام 2015 متأخر جداً لعضوية الاتحاد، ليس بالنسبة الينا وحسب وانما بالنسبة الى الاتحاد الاوروبي"، واضاف ان الانضمام ينبغي ان يحصل "في اسرع وقت ممكن".

في المقابل ، تظهر كلّ من فرنسا والنمسا وألمانيا من الدول المعارضة بشكل واضح لدخول تركيا الى الاتحاد الاوروبي، مقترحةً بدلا من ذلك شراكة مميزة وهو ما ترفضه تركيا، أما الوزير أحمد داوود أوغلو فقد ربط في معرض الحديث في بروكسل امام مركز فكري، اي تقدم في مسألة فتح موانىء ومطارات تركيا بعقد اتفاق في المفاوضات السلمية بين المجموعتين القبرصيتين اليونانية والتركية في جزيرة قبرص المقسمة.

وقال ان القبارصة اليونانيين، بتشديدهم على هذه النقطة، "يريدون ارغام تركيا على الاعتراف بهم، وهذا ما لن نفعله".

وفي وقت لاحق، تساءل خلال لقاء مع الصحافيين "لماذا لا تهتم تركيا بفتح المرافىء اليوم؟"، مشيرا الى أن ذلك يوفر "فائدة" للقبارصة اليونانيين دون مقابل في مفاوضات السلام في قبرص.

وبسبب رفض انقرة الامتثال لذلك، جمّد الاتحاد الاوروبي في كانون الاول/ ديسمبر 2006 التفاوض في ثمانية من اصل 35 فصلا تتعلق بمواضيع خاضعة للبحث على صعيد انضمام تركيا الى الاتحاد. وسيعاد تقويم الوضع في نهاية السنة مع احتمال فرض عقوبات على انقرة اذا رفضت التحرك.

وحتى ذلك الوقت، ستقدم المفوضية الاوروبية في 14 تشرين الاول/ اكتوبر الجاري تقريرا مرحليا ينتظر أن يكون حول تركيا.


وبحسب مصادر دبلوماسية، فان الاوروبيين يريدون مع ذلك تفادي أزمة خطيرة في وقت قد تتساهل فيه بروكسل حيال تركيا. وفي سياق متصل قال موظف اوروبي كبير لوكالة الصحافة الفرنسية أمس،ان "النية التي ترتسم تقضي بتفادي عرقلة مفاوضات السلام بشأن قبرص بين الشمال والجنوب، مع تقرير سلبي جدا".

وعلى خطٍَ موازٍ، استطلعت صحيفة "فاينانشال تايمز دويتشلاند" آراء سكان برلين عن رأيهم في انضمام تركيا الى الاتحاد فأجاب أحدهم قائلا: "انا ضد دخول تركيا الاتحاد الأوروبي، فطريقة حياة الاتراك وديانتهم لا تتناسبان مع حياة الأوروبيين".

وعلقت الصحيفة على ذلك بالقول: "قد يبدو هذا صحيحا، ولكن من قال إن طريقة حياة القبارصة واليونانيين والبرتغاليين تشبه نظيرتها في برلين ولندن وباريس مثلا. كما أنه ليس من المطلوب أن يغير أي عضو من أعضاء الاتحاد الأوروبي ديانته أو أسلوب حياته ليصبح عضوا في الاتحاد، بل عليه أن يلتزم ببعض القيم الإنسانية التي يمكن أن يجدها المرء في أي دين وفي أية ثقافة".

ورغم أن هذا الرأي قد لا يعكس موقف معظم شعوب الدول المعارضة، الا أنه يقدّم نظرة ألمانيا الرسمية والمعلنة. وفيما تتجه انظار متابعي الملف التركي يوم الاثنين القادم الى بروكسل حيث ستبدأ محادثات الانضمام التي يتوقع لها أن تستمر فترة طويلة من الزمن، يبدو أن معضلة انضمام تركيا الى الاتحاد لا تتعلق بدولة لا يتعدى عدد سكانها بضعة ملايين، انما الحديث هنا يتركز على واحدة من أكبر الدول المرشحة لأن تكون عضوا في الاتحاد، خاصة أنه وبحلول عام 2015 سيتجاوز عدد سكانها سكان ألمانيا، أكبر الدول الأعضاء من حيث عدد السكان، ما سيكون له تبعات تثير القلق على وزنها في عملية التصويت وفي تمثيلها في الاتحاد، هذا إضافة الى أن الاتحاد الأوروبي ينفق غالبية أمواله في مجال الزراعة وتقديم المساعدات الى المناطق الفقيرة في الدول الأعضاء وتركيا تحتاج الى الاثنين بصورة كبيرة، الأمر الذي سيثقل الميزانية الأوروبية التي تعاني أصلا من مشاكل تمويلية متعددة وتحتاج الى إصلاحات جدية مع أو بدون تركيا.

يذكر أن تركيا تقدمت أول مرة بطلب العضوية في المجموعة الاقتصادية الأوروبية عام 1959، وفي عام 1963 وقع الطرفان اتفاقية ارتباط تقبل ضمناً ترشّح تركيا.وفي عام 1995 أصبحت تركيا طرفاً في الاتحاد الجمركي. وفي عام 1999 قبل الاتحاد الأوروبي طلب تركيا للترشح لعضويته.

2009-10-03