لطيفة الحسيني

لم يتوقف مسلسل الكوارث الطبيعية عن التنقل بين مختلف عواصم العالم، فلم تكد جزيرة سومطرة الاندونيسية تلملم المآسي التي احدثها الزلزال الكبير الذي ضربها الاربعاء الماضي والذي بلغت شدته 7.6 درجات على مقياس ريختر 715 قتيلا، حتى أعلنت رئيسة الفيليبين جلوريا أورويو بلادها بكاملها منطقة منكوبة وذلك استباقاً لوصول إعصار بارما القوي والذي من المتوقع أن يضرب شمال البلاد صباح اليوم السبت ، في وقت ضربت ولاية كاليفورنيا الامريكية امس هزة أرضية قوتها 4.9 درجات بحسب ما أعلن المعهد الجيوفيزيائي الأميركي.

ولم تكن الهند وايطاليا بمنأى عن غضب الطبيعة ايضا، حيث أعلنت السلطات المحلية الهندية أمس أن أمطاراً غزيرة مفاجئة في جنوب البلاد سبّبت مقتل 76 شخصاً خلال ثلاثة أيام، ما دفع الجيش الهندي إلى استنفار جنوده ومروحيّاته لإنقاذ السكان الذين حاصرتهم الأمطار، وتوزيع المواد الغذائية والمعدّات الطبية على القرى المتضررة.

وفي ايطاليا وتحديدا في جزيرة صقلّية، قتل 18 شخصاً على الأقل، وعُدّ 40 في عداد المفقودين جراء الفيضانات وانزلاق التربة الناتجة من تساقط الأمطار الغزيرة منذ يومين.

وفي هذا الاطار، أعلن مسؤول الدفاع المدني، غيدو بيرتولاسو، أن الوضع في المنطقة "دقيق"، موضحاً أن المنقذين استطاعوا إخراج ما لا يقل عن 60 جريحاً بواسطة زوارق مطاطية قبل نقلهم عبر سيارات الإسعاف إلى المستشفيات.

وبالعودة الى زلزال أندونيسا، فقد أكّدت وزارة الصحة في البلاد اليوم أن نحو ثلاثة آلاف شخص لا يزالون محاصرين بين الأنقاض.

ونقلت عن بريادي كاردونو، المتحدث باسم وكالة معالجة الكوارث في الوزارة قوله "ان 715 شخصا تأكد مقتلهم حتى الآن بينما استقبلت المستشفيات نحو 2400 شخص على الاقل جروح الكثير منهم خطرة، مشيرا الى ان اكثر من عشرين الف مبنى سكنيا وحكوميا دمرت بالكامل في الزلزال ولا يزال نحو ثلاثة آلاف شخص عالقين تحت الأنقاض في مدينة بادانغ التي تحملت الأضرار وعدد الضحايا الاكبر وست مناطق أخرى في الجزيرة".

الى ذلك، بدأ وصول المعونات إلى آلاف الناجين المشردين لكن انقطاع الكهرباء ونقص المعدات الثقيلة لرفع الكتل الخرسانية والحجارة عرقل عمليات الإنقاذ في "بادانغ" عاصمة إقليم سومطرة الغربية التي يبلغ عدد سكانها 900 ألف نسمة والمناطق المحيطة بها.
وفي السياق ذاته، أشار المتحدث الى أن فرق الإنقاذ والإغاثة لا تزال تبحث عن ناجين فيما حلقت مروحيات مساعدات اجنبية تحمل خياما ومياه شرب وادوية ومواد غذائية و المئات من عمال الطوارئ الى المناطق المنكوبة.

وعلى صعيد الوضع في الفليبين، فقد ابدت مانيلا تأهبها لاستقبال الاعصار "بارما" اليوم، من خلال اعلان حالة الطوارئ أمس، بعد أيام على الفيضانات التي أودت بحياة حوالي 300 شخص في العاصمة مانيلا والمناطق المحيطة بها، وذكر مكتب الأحوال الجوية في الفلبين، أن "بارما" الذي تبلغ سرعة رياحه 230 كيلومترا في الساعة، والذي يتوقّع ان يصل اليوم السبت، سيكون أقوى إعصار يضرب الفلبين منذ العام 2006.

وفيما وصف رئيس مكتب الأرصاد الجوية ناثانيال كروز "بارما"، "بالإعصار القوي" اشار الى انه "يمكن أن يكون كارثيا".

وفي هذا الاطار، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن الإعصار يهدد 1,8 مليون انسان "يعيشون في أماكن يمكن أن يكون فيها اكبر تأثير للرياح".

من جهة أخرى ، أوضح المعهد الجيوفيزيائي الأميركي أن مركز الهزة التي وقعت في كاليفورنيا عند الساعة 01:10 السبت بتوقيت غرينتش، قد حدد على بعد 11 كلم جنوب مدينة "كيلر"، ولم يبلغ على الفور عن ضحايا أو أضرار.
في الختام لا بد من الإشارة، الى أن كاليفورنيا هي الولاية الأكثر اكتظاظا في الولايات المتحدة، وتقع على صدع سان أندرياس، ويقدر علماء الجيولوجيا بـ 70% احتمال وقوع هزة أرضية مدمرة في كاليفورنيا في السنوات الثلاثين المقبلة.