ارشيف من :أخبار عالمية

ممثل حركة حماس في لبنان لـ"الانتقاد.نت": الافراج عن شاليط يقتضي الافراج عن مئات الاسرى الذين قدّمت أسماؤهم الى الوسطاء

ممثل حركة حماس في لبنان لـ"الانتقاد.نت": الافراج عن شاليط يقتضي الافراج عن مئات الاسرى الذين قدّمت أسماؤهم الى الوسطاء

أسامة حمدان :السلطة ارتكبت خطأ كارثيا بتأجيل البتّ بتقرير غولدستون ورفعه الى محكمة العدل الدولية


"الانتقاد.نت" - لطيفة الحسيني

استحوذت صفقة التبادل التي تمّت أمس بين حركة المقاومة الاسلامية "حماس"والكيان الصهيوني والتي أدت الى اطلاق تسعة عشر أسيرة فلسطينية من سجون الاحتلال مقابل شريط مصور للجندي الاسير جلعاد شاليط، على مجمل الاهتمامات الاقليمية خاصة في ظلّ ما يتعرض له المسجد الاقصى من محاولات اقتحام وتدنيس من قبل المستوطنين الصهاينة وهو الامر الذي دفع الوضع الى مزيد من التأزم داخل الاراضي المحتلة.

الا أنه ورغم أن صفقة تبادل الاسيرات أمس ليست الاولى من نوعها، فللمقاومة الفلسطينية تجارب سابقة في تاريخ تبادل الاسرى والاسيرات، الا أن صفقة الامس تستدعي الوقوف عندها خاصة مع ما قدّم من الجانب الفلسطيني والشريط المصور للجندي الاسرائيلي الاسير لدى المقاومة الفلسطينية.

ممثل حركة حماس في لبنان أسامة حمدان تحدّث لـ"الانتقاد.نت" باسهاب عن تفاصيل الصفقة وما يتعرض له المسجد الاقصى من انتهاكات واعتداءات متكررة من قبل الصهانية ، وهنا نصّ المقابلة الخاصة بموقعنا الالكتروني :

س : بعد اتمام صفقة تبادل العشرين أسيرة فلسطينية أمس ، هل بدأ الحديث عن صفقة تبادل جديدة تتضمن مئات الاسرى مقابل الجندي الاسير جلعاد شاليط؟

تعليقا على هذا السؤال، وصف حمدان ، ما حصل يوم أمس بانه انجازا للمقاومة، مشيرا الى انه لأول مرة يحصل العدو الاسرائيلي على معلومات تثبت أن الاسير شاليط على قيد الحياة مقابل الافراج عن عدد من الاسيرات الفلسطينيات.

واضاف ان "هذا الحدث فتح الباب باتجاه استكمال اطلاق مئات الاسرى التي نرجو أن يتمّ الافراج عنهم"، لافتا الى انه من المبكر الحديث عن قرب الوصول الى الصفقة التالية".
وتابع قائلا : "هناك مجموعة من القضايا تحتاج الى الاتفاق وهي حتى الان ما تزال عالقة، إضافة الى ذلك يجب أن نكون حذرين من الموقف الاسرائيلي خاصة أن هذا العدو يمكن له أن ينقلب في أي لحظة ويمكن أن يغيّر مواقفه وهو ما يحتاج الى الروية والحكمة في التعامل".

الى ذلك، اكد حمدان أن الافراج عن جلعاد شاليط يقتضي الافراج عن مئات الاسرى الذين قدّمت أسماءهم حركة حماس الى الوسطاء في هذه الصفقة .

س : كيف تقيّمون صفقة تبادل الامس وهل لديكم ملاحظات على أداء الوسيطين المصري و الالماني ، وإضافة الى الجانب الصهيوني؟


اعتبر حمدان أن هذه الصفقة ليست اول صفقة تعقد للتبادل بين المقاومة والعدو، لكنه اشار الى انها تتميّز بصفتين أساسيتين، فهي من جهة، المرة الاولى التي تجري داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة وهذا ما يقتضي بعض الترتيبات المختلفة ، ومن جهة اخرى فشل عمل العدو بكلّ ما أوتي من استخبارات أمنية قوية للوصول الى مكان الجندي الاسير على الرغم من طول مدة احتجازه ( 3 سنوات وثلاثة أشهر حتى الان).

اضاف حمدان : " نحن نأمل أن تحقق هذه الصفقة ما نرجوه، والجانب الاسرائيلي حساباته معقدة ولذلك كثيرا ما يغيّر فيما يتمّ التوصل اليه ويتردد".
كما اعتبر أن موقف العدو انتقل من مرحلة عدم تحقيق أي مكاسب للمقاومة الى مرحلة تقليل هذه المكاسب الى أقلّ حدّ ممكن بعد أن أدرك أن المقاومة ستجني هذه المكاسب عاجلا أم آجلا.
واشار حمدان الى أن الوسطاء يمكن أن يلعبوا دورا ايجابيا في أي صفقة ، كما يمكن أن تكون أدوراهم أقلّ من ذلك ، متمنيا أن يكون موقف الوسطاء هو الضغط على الجانب الاسرائيلي، ذلك أن قضية الاسرى الفلسطينيين محقة وهؤلاء اختطفوا من بيتهم دون وجه حق، فيما تمّ اسر شاليط في ميدان المعركة وخلال عملية قتالية بل أنه جرى سحبه من داخل دبابة صهيونية ولم يكن نائماً في موقع آخر.

س : كيف تقرأ تأجيل البت باصدار قرار مشروع يؤكد توصيات تقرير غولدستون الذي من المفترض أن يرفع الى محكمة العدل الدولية ؟


اجاب حمدان : " هذا الفعل يقترب من الخيانة لأنه كما صرّح أكثر من طرف أن هذا التأجيل تمّ بالاتفاق بين السلطة الفلسطينية وبين الجانب الامريكي وفيه تفريط بالحقوق والدماء وبمصالح الشعب الفلسطيني والذي لا يؤتمن على دماء وأرواح الفلسطنيين لا يؤتمن على أي شيء آخر بعد ذلك ".
واعتبر ان السلطة ارتكبت خطأ كارثيا بهذا التأجيل وسعت وراء السراب وهي تخطئ في حساباتها مرة أخرى وتورط الشعب الفلسطيني وتضيّع فرصا فلسطينية لتحقيق انجازات.
واشار حمدان الى ان الادارة الامريكية أظهرت بهذا الموقف ليس مجرد الانحياز الى العدو، بل أن لا قيم لحقوق الانسان ولدماء الناس وأرواحهم، وأن كلّ ما تتشدّق به حول هذه القيم هو مصطنع وليس له أصل في سلوكياتها.
ولفت حمدان الى انه من حق الفلسطيين الذين عانوا من الاحتلال أن يحاكموا ليس فقط من قتلهم بل أن يحاكوما أيضا من يحاول التفريط بدمائهم من خلال تأجيل تحويل هذا الملف الى محكمة العدل الدولية.

س : غدا يحتفل اليهود بما يسمّى عيد المظلة ، وهناك نية لمعاودة اقتحام المسجد الاقصى ، ومن جهة أخرى هناك كلام أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو يحضر لافتتاح شبكة أنفاق تحت الحرم القدسي الشريف ، في ظلّ هذه المعطيات الى ماذا تدعو الفصائل الفلسطينية وحركة حماس؟


قال حمدان ان الصهاينة المتطرفون وغير المتطرفين سيحاولون غدا استغلال ما يسمّى "عيد المظلة" لافتتاح الانفاق وهو ما تعبره محاولة لشرعنة الاستيلاء على المسجد الاقصى من خلال الاستيلاء على ما دون المسجد الاقصى برطريقة قانونية أمام مراى العالم وحضور ممثلين عن عدة دول، ولفت حمدان الى ان بعض المؤسسات ذات الطابع الديني المتطرف تحاول ترتيب اقتحام للحرم القدسي الشريف وهذه معلومات مؤكدة.


واضاف حمدان قائلا : "نحن ندعو الى 3 مسائل :

- أولا- ندعو الامة الى أن تكون على أهبة الاستعداد بحيث اذا حصل شيء يتعلق بالمسجد الاقصى تكون هناك ردة فعل شعبية وجماهيرية عارمة تظهر أن هذه الامة لن تقف مكتوفة الايدي أمام الاعتداءات المتكررة.

- ثانيا - المطلوب إعادة النظر في المسار السياسي المعتمد على المستوى الاقليمي وخاصة ما يسمّى سياسية السلام مع العدو الصهويني ، خاصة أن الاسرائيلي يؤكد على الدوام أن لا فرص لهذا السلام ، وهو وهم وسراب ن ويجب الانتقال الى المسار الحقيقي وهو طريق المقاومة .

- ثالثا - اذا كانت الحسابات الرسمية تمنع الموقف العربي من أن يكون شريكا في المقاومة ، فلا أقلّ من أن يعطي الفرصة للشعوب في أن تساهم في دعم واسناد الشراكة في المقاومة ضدّ هذا الكيان الغاصب".

2009-10-03