ارشيف من :أخبار عالمية

مسلسل الاعتداء على الاقصى مستمر والجامعة العربية تحذر من انتفاضة جديدة

مسلسل الاعتداء على الاقصى مستمر والجامعة العربية تحذر من انتفاضة جديدة
شهدت باحة المسجد الاقصى وشوارع البلدة القديمة في القدس المحتلة امس مواجهات عنيفة بين المواطنين الفلسطينيين المرابطين داخل المسجد لمنع تدنيسه، وشرطة الاحتلال التي حاصرت المكان ومنعت دخول المصلين اليه.

وكانت المواجهات بين الطرفين قد بدأت اول من امس واستمرت حتى امس، حيث منعت الشرطة الصهيونية دخول المصلين وطالبت بخروج المرابطين فيه عبر مكبرات الصوت، ما ادى الى اندلاع مواجهات استخدمت فيها الشرطة الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع، ما ادى الى جرح عدد من الفلسطينيين واعتقال العشرات منهم، بينهم وزير شؤون الاقصى السابق في السلطة الفلسطينية حاتم عبد القادر، الذي طالبت النيابة العامة الصهيونية بتمديد اعتقاله، ونائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل، الشيخ كمال خطيب، الذي حوّلته النيابة العامة للاحتلال إلى المحكمة، مطالبة بإبعاده عن القدس لمدة شهر.

وفي المواقف الشاجبة لما يجري في الاقصى من انتهاكات وتعديات اشار رئيس الهيئة الإسلامية العليا، خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، الى ان الوضع في البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى مشوب بالحذر والتوتر لانتشار قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية وحرس الحدود والقوات الخاصة،

لافتا إلى أن ما يحدث في المسجد الأقصى هو نتيجة طبيعية لعدم نجدة العرب والمسلمين جميعاً لإخوانهم الفلسطينيين، وعدم الحفاظ على المسجد من الاعتداءات الصهيونية.

ودعا الشيخ صبري العرب والمسلمين الى تحمّل مسؤولياتهم إزاء ما يجري ويستهدف مسرى الرسول محمد (ص) وأولى القبلتين.

من جهته اكد رئيس الحركة الاسلامية الشيخ رائد صلاح ان الاحتلال الصهيوني يسعى الى تهويد القدس من خلال اعتداءاته المتكررة على المسجد الاقصى، كما انتقد ضعف الموقفين العربي والاسلامي في نصرة القدس الشريف.

وفي السياق نفسه ندد رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة اسماعيل هنية بهذه الاعتداءات، ووجه التحية للمدافعين عن المسجد الاقصى، كما انتقد نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد بحر الصمت العربي ازاء ما يتعرض له المسجد المبارك من انتهاكات صهيونية.

وكانت كتلة التغيير والاصلاح التابعة لحركة "حماس" قد حمّلت في بيان لها قادة الاحتلال كافة التداعيات الخطيرة المترتبة على اي تصعيد، محذرة من ان استمرار هذا المخطط الصهيوني بحق المسجد الاقصى ومدينة القدس كفيل بتفجير الاوضاع في المنطقة برمتها.

من جهتها حذرت وزارة الإعلام الفلسطينية مما وصفته "اشعال برميل البارود"، في اشارة الى ما يجري في مدينة القدس. واكدت في بيان لها انها تنظر بخطورة بالغة لحصار الأقصى.

وفي الاطار ذاته، حذر الشيخ زهير القيسي "أبو إبراهيم" عضو القيادة المركزية للجان المقاومة من مخاطر المساس بالاقصى الذي قد يفجر براكين الغضب في كل مكان، واشار الى أن الاعتداءات الاسرائيلية بحق المسجد الأقصى المبارك تحتاج إلى وقفة جادة من الأمة.

في المواقف الاقليمية حول احداث الاقصى، حذرت جامعة الدول العربية، من الخطر الحقيقي الذي بات يهدد المسجد الاقصى. واشارت الى المسؤولية الواقعة على الاطراف العربية والدولية، داعية اياهم الى التحرك الفوري لوقف الاعتداء على الاقصى.

ونددت الجامعة العربية في بيان لها، بعمليات القمع التي قامت بها الشرطة الإسرائيلية وأفراد جيش الاحتلال بحق المصلين المسلمين، والمواطنين الذين هبوا من مختلف أراضي الـ1948 للدفاع عن حرمة المسجد الأقصى المبارك.

وأکدت جامعة الدول العربية على ضرورة أن تقوم الدول الأعضاء في مجلس الأمن واللجنة الرباعية الدولية، وکل التجمعات العربية والإسلامية بواجبها، و"تتحرك وتظهر الغضب، وتبعث برسائل واضحة بأن الجرائم الإسرائيلية بحق الأقصى ستؤجج الموقف وتشعل النيران، وأنه سيکون لها رد فعل قوياً".

بدوره، عقّب السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في جامعة الدول العربية على ما يجري في القدس المحتلة من انتهاكات، واصفا ما يحدث في الاقصى بانه فاضح، وموضحا أن "تل ابيب" تسير بخطوات لعزل المسجد الأقصى المبارك، ثم السماح للجماعات اليهودية المتطرفة بالدخول إليه لتدنيسه والقيام بالطقوس فيه، ما يمس بشعور مليار و250 مليون مسلم في العالم".

من جهتها أبلغت عمّان الكيان الغاصب احتجاجها واستنكارها لإطلاق النار على المصلين في المسجد الأقصى، وسلم السفير الأردني في "تل أبيب" الحكومة الصهيونية احتجاجا أردنيا شديد اللهجة على الأحداث التي شهدها الأقصى.

في السياق نفسه دان وزير الخارجية الايراني منوتشهر متكي الاعتداءات الاسرائيلية على المسجد الاقصى، واعتبرها تجسيدا للنزعة العنصرية للكيان الصهيوني، وناقوس خطر للدول العربية والاسلامية، لافتا الى ان التهديد الصهيوني لا يطال دول المنطقة فحسب، بل اوروبا والولايات المتحدة ايضا
2009-10-05