رام الله ـ ميرفت عمر

رغم الاشتراطات الإسرائيلية بأن لا تشمل أية صفقة تبادل مرتقبة مع حزب الله الإفراج عن أسرى فلسطينيين، تعيش آلاف الأسر الفلسطينية حالة من الأمل بأن تتمكن المقاومة في لبنان من فرض شروطها والمساهمة في إطلاق أعداد من الأسرى الفلسطينيين على غرار ما حدث في صفقات سابقة بين الطرفين.
وقالت رئيسة لجنة الأسرى في المجلس التشريعي الفلسطيني خالدة جرار إن الفلسطينيين لم يفقدوا بعد فرصة الإفراج عن أسرى من أبنائهم داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، ضمن صفقة حزب الله المتوقعة.

وأضافت جرار في تصريح لـ"موقع الانتقاد الإخباري"، إن المستوى الشعبي الفلسطيني وكذلك المجلس التشريعي طالب منذ عام 2006 بربط مساري التفاوض على الجنديين الأسيرين لدى حزب الله وكذلك الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليط الأسير. باعتبار أن هذا الربط يعطي دفعة أقوى للفلسطينيين.

وفي السياق ذاته، أوضحت جرار أن لجنة الأسرى في المجلس التشريعي لا تتوفر لديها أية معلومات مؤكدة حول مضمون الصفقة مع حزب الله، لكن بكل الأحوال فإن الفلسطينيين يرحبون بإطلاق أسرى عرب وعلى رأسهم المناضل سمير القنطار الذي أمضى سنوات طويلة في السجون الإسرائيلية.
واعتبرت جرار أن إطلاق القنطار وأسرى لبنانيين آخرين سيفتح الطريق أمام الاستمرار في كسر الشروط الإسرائيلية المفروضة على إطلاق سراح أعداد كبيرة من الأسرى الفلسطينيين.

وحول الأسباب التي أفشلت ربط المسارين اللبناني والفلسطيني في التفاوض من أجل صفقة موحدة، أكدت جرار إن تعقيدات الوضع الفلسطيني بالإضافة إلى الوضع العربي المنقسم فرض مسارين منفصلين.

وشددت جرار على أن الفلسطينيين لكن حتى الآن لم يفقدوا كل الأوراق خاصة أنه لا زال لدى المقاومة الفلسطينية أسير إسرائيلي، معبرة عن أملها في أن تكون صفقة حزب الله مع إسرائيل حتى لو شملت اسرى لبنانيين، مقدمة لكسر المعايير الإسرائيلية بشأن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وبقية العرب أيضا.
وفي سياق متصل عبرت جرار عن أملها في أن يكون التوصل إلى اتفاق تهدئة بين المقاومة والاحتلال، ممهدا لنقاش تبادل حقيقي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لإنجاز تبادل مهم وقريب مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. مؤكدة أن صفقة حزب الله تهيئ الأرضية لصفقة قادمة مع الفلسطينيين.
وشددت النائب جرار على أن صفقات التبادل مع الاحتلال باتت الطريقة الوحيدة التي يتم بها كسر المعايير الإسرائيلية للإفراج عن أسرى فلسطينيين دون تمييز أو شروط.

ووجهت جرار رسالة باسم الفلسطينيين لحزب الله مضمونها أن الفلسطينيين يعتبرون الأسرى اللبنانيين جزءاً من أسرى الثورة الفلسطينية وكذلك الأسرى العرب الذين نذروا أنفسهم من اجل قضية فلسطين، مدركين أن حزب الله لن ينسى الأسرى الفلسطينيين، ومعبرين عن أملهم بأن يكون إطلاق سراح الأسرى متزامنا، بمعنى أن تشمل صفقة حزب الله الإفراج عن أسرى فلسطينيين وعرب بالإضافة إلى الأسرى اللبنانيين.