ارشيف من :أخبار عالمية

البرادعي يختتم محادثاته مع المسؤولين الإيرانيين

البرادعي يختتم محادثاته مع المسؤولين الإيرانيين
طهران ـ سعد حمية
 
ارتياح واضح، انعكس في مواقف المسؤولين الإيرانيين عقب المحادثات التي أجروها مع المدير العام للوكالة الدولية لطاقة الذرية محمد البرادعي خلال زيارته الأخيرة لطهران على مدى يومين.
النتائج الايجابية للمحادثات عززت التفاؤل بامكانية إزالة اللبس المفتعل حول البرنامج النووي الإيراني الذي أثارته الدول الغربية، وأكد البرادعي التعاون الإيراني مع الوكالة الدولية مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة من التعامل بين الدول الغربية وإيران تتسم بالتعاون بعدما أخذت في السابق منحى تآمريا.
البرادعي أعرب عن ارتياحه لنتائج المحادثات وأعلن أن المفتشين الدوليين سيزورن منشأة فوردو النووية الجديدة في الخامس والعشرين من الجاري، ما يؤكد صدقية طهران وشفافيتها في التعاطي، كما أعلن الاتفاق على عقد اجتماع في فيينا في التاسع عشر من الجاري بين طهران ومجموعة خمسة زائد واحد لبحث موضوع تسليم طهران اليورانيوم المخصب بنسبة خمسة بالمئة مقابل تخصيبه في الخارج بنسبة عشرين بالمئة مشيراً إلى اتصالات أجراها بهذا الشأن وتلقيه ردوداً إيجابية بهذا الشأن.
تصريحات البراعي كانت لافتة لناحية تركيزه على أن الموضوع الإيراني يمكن تسويته بالطرق الديبلوماسية  وأنه لم يلمس سابقاً هكذا إرادة لحل الموضوع ما يشير إلى مرحلة جديدة من التعامل مع هذا الموضوع.
الإيجابية ظهرت أيضاً في مواقف المسؤولين الإيرانيين خصوصاً لدى رئيس وكالة الطاقة النووية الإيراني على أصغر صالحي الذي وصف المحادثات بأنها "ناجحة" وخلص إلى أن الموضوع النووي لبلاده قد جرى حله تماماً في ما يتعلق بالمعاهدة، وأعرب عن أمله بأن تشهد المراحل اللاحقة مساراً تهديئياً .
التوافق التام بين الوكالة وطهران انعكس أيضاً خلال الاجتماعات التي عقدها البرادعي مع الرئيس محمود أحمدي نجاد الذي أكد أن التعاون مع الوكالة أدى إلى تسوية قضايا هامة بحيث لم تبقَ أي مسألة غامضة في يتعلق بالبرنامج لبلاده، ورمى الكرة في ملعب الوكالة الدولية لتنفيذ مهامها مشيراً إلى أن طهران قدمت في هذا المجال أكثر مما يفرضه القانون والالتزامات.
التعاون الإيراني مع الوكالة الدولية وفق ما أكده البرادعي وضع البرنامج النووي لطهران في مساره العادي، أي مع الوكالة الدولية، واعرب عن تفاؤله بامكانية الاستفادة من رغبة الادارة الأميركية الجديدة بالتغيير ومواصلة الحوار مع سائر الدول وذلك من خلال مقاربة الموضوع الإيراني بسياسة واعية .
وجاء هذا الموقف بعد إشارة هادفة للرئيس الإيراني اعتبر فيها أنه لم يبقَ وقت طويل لتطبيق شعار الرئيس الأميركي باراك أوباما بالتغيير، والتسويف هو بمثابة ضياع للفرص .
إذاً الفرصة متوفرة حسب وجهة النظر الإيرانية، والكرة في ملعب الآخرين الذين عليهم تلقفها والتعامل بصدقية وشفافية مقابل الشفافية التي أبدتها طهران إزاء برنامجها النووي الذي أقرت الوكالة الدولية مرة جديدة بأنه لم ينحرف عن مساره السلمي، لا بل إنها ثمنت هذا التعاون في رسالة مباشرة وجهت إلى وكالة الطاقة الذرية الإيرانية عقب إبلاغها بمنشأة فوردو الجديدة قبل ثمانية عشر شهراً من تشغيلها.
هذه التطورات يأمل المسؤولون الإيرانيون أن تنعكس إيجاباً خلال المرحلة المقبلة، وهم ينتظرون مواقف الدول الكبرى المعنية كاختبار جديد لحقيقة النوايا إزاء التعامل مع هذا الملف خلال اجتماع فيينا نهاية الشهر الجاري بعدما تمكنت طهران من لعب أوراقها بدقة متناهية لتثبيت حقها في امتلاك القدرات النووية للأغراض السلمية، وهي بصدد استكمال اجراءاتها للتصديق على هذه الاتفاقات التي ابرمت مع الوكالة في مجلس الشورى الإسلامي .
إلى ذلك يبقى اجتماع مجلس الحكام التابع للوكالة الدولية في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل موعداً مفصلياً لاقرار إذا ما كان البرنامج النووي الإيراني قد أخذ مساره العادي أو عدمه، وذلك بعد اقتناع المجلس بالتقرير الذي سترفعه طهران حول منشآتها النووية بعدما قطعت شوطاً مهماً في هذه المرحلة لاثبات سلمية برنامجها وتعاونها مع الوكالة الدولية.
2009-10-05