ارشيف من :أخبار عالمية
كوريا الشمالية تعود الى المحادثات السداسية بواسطة صينية
الولايات المتحدة الاميركية تدعو بيونغ يانغ الى التخلي عن أسلحتها النووية مقابل محادثات ثنائية بينهما
تقرير : ليلى سرعيني
كادت زيارة رئيس الوزراء الصيني ون جياباو الى كوريا الشمالية أن تذهب سدىً لولا النجاح الباهر الذي حققته الصين في إقناع وإستدراج بيونغ يانغ الى طاولة الحوار لإستئناف المحادثات السداسية، بعد قطيعة كورية شمالية عقب فرض مجلس الامن عقوبات عليها. فالتعهد الذي قام به الزعيم الكوري كيم جونغ-ايل، الى جياباو، بالعودة الى الحوار، سبقه شروط أميركية تقضي بتخلي كوريا عن كل اسلحتها النووية، مقابل اجراء الولايات المتحدة الاميركية مناقشات ثنائية مع بيونغ يانغ.
فمن جهته، أعلن جونغ-ايل لرئيس الوزراء الصيني، عن موافقة بلاده على استئناف المفاوضات السداسية حول نزع سلاحها النووي.
وذكرت وزارة الخارجية الصينية ان الزعيم الکوري الشمالي أوضح أن بلاده راغبة في استئناف المحادثات المتعلقة بانهاء برنامجها النووي، شريطة إجراء محادثات ثنائية مع الولايات المتحدة.
ونقلت الوزارة عن کيم قوله لرئيس الوزراء الصيني وين جياباو الذي زار بيونغ يانغ "ان جمهورية کوريا الشعبية الديمقراطية راغبة في حضور المحادثات المتعددة الاطراف ومن بينها المحادثات السداسية وذلك اعتمادا على التقدم في محادثات بلاده والولايات المتحدة". وأشار جونغ-ايل الى أنه "عبر الاجتماعات الثنائية الکورية الشمالية والأمريکية فان العلاقات العدائية بين البلدين يجب أن تتحول الى علاقات سلمية".
الى ذلك، نقلت الوزارة عن رئيس الوزراء الصيني وين قوله ان "الصين تقدر التزام کوريا الشمالية بالحوار وأنها راغبة في بذل جهودها بالتنسيق مع کوريا الشمالية وباقي الأطراف المعنية من أجل المساهمة في تحقيق نزع تسلح شبه الجزيرة الکورية".
وبدورها أعلنت واشنطن عبرالمتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريکية ايان کيلي عن إستعدادها لعقد اجتماعات ثنائية مع کوريا الشمالية، حيث أكد المتحدث أنه "کما قلنا من قبل نحن وشرکاؤنا في المحادثات السداسية نرغب في أن تشارك کوريا الشمالية في حوار يؤدي الى نزع التسلح النووي بصورة کاملة ومتحقق منه لشبه الجزيرة الکورية من خلال خطوات لا تراجع عنها"، مشيراً الى أن الولايات المتحدة لا تزال "راغبة في الدخول في محادثات ثنائية مع کوريا الشمالية في اطار المحادثات السداسية من أجل اقناع کوريا الشمالية بتبني مسار نزع التسلح النووي الکامل".
وأوضح كيلي ان الولايات المتحدة تعمل "بتعاون وثيق" مع البلدان الاخرى للمشاركة في المفاوضات السداسية، مضيفاً ان "الولايات المتحدة ما زالت مصممة على بلوغ الهدف الذي عبر عنه البيان المشترك في العام 2005، والذي يقضي بنزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية عبر الوسائل الدبلوماسية".
وتستضيف الصين منذ 2003 المفاوضات السداسية (كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة والصين واليابان وروسيا)، لاقناع بيونغ يانغ بالتخلي عن سلاحها النووي في مقابل الحصول على مساعدة في مجال الطاقة.
وقد توقفت هذه المفاوضات منذ انسحبت منها كوريا الشمالية في نيسان/ ابريل بعد تجربة صاروخية حملت مجلس الامن على فرض عقوبات على بيونغ يانغ.
وشدد مجلس الامن العقوبات الدولية على كوريا الشمالية عقب اطلاق كوريا صاروخ بعيد المدى. ووصفت بيونغ يانغ عقوبات مجلس الامن بأنها "ظالمة", مؤكدة ان الهدف من الصاروخ كان وضع قمر صناعي للاتصالات في المدار.
وردا على تلك العقوبات، لم تكتف بيونغ يانغ بالانسحاب من المفاوضات حول نزع سلاحها النووي، بل اجرت في 25 ايار/مايو، تجربتها النووية الثانية منذ التجربة الاولى في تشرين الاول/ اكتوبر 2006. ثم زادت كوريا الشمالية الضغوط مهددة بأنها لن تتخلى عن نشاطها النووي وباستخدام البلوتونيوم الذي في حوزتها لاهداف عسكرية.
وفي سياق آخر، ذکرت وسائل الاعلام الکورية الجنوبية اليوم أنه من المرجح أن تكون "کوريا الشمالية بلغت المرحلة الأخيرة من اعادة تشغيل منشأة نووية، کانت متوقفة عن العمل".
وقالت وکالة الانباء الکورية الجنوبية،يونهاب، نقلا عن مصدر حکومي "أن هناك مؤشرات على أن اعادة تشغيل منشأة يونجبيون في مراحله الأخيرة".
وکانت بيونغ يانغ أعلنت عن خطط لاستئناف العمل في منشأة يونجبيون، التي جرى وقف العمل بها عقب اتفاق عام 2007 لنزع التسلح، وذلك في وقت سابق من العام الحالي بعد أن فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات مشددة ضد كوريا الشمالية لقيامها بتجربة صاروخ طويل المدى.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018