ارشيف من :أخبار عالمية
قشقاوي: زيارة البرادعي الى إيران تأكيد على تعاوننا في المجال النووي
إيران تؤكد إيجابياتها في المحادثات في جنيف ومجلس الشيوخ الاميركي يدعو الى فرض عقوبات جديدة على طهران
تقرير: ليلى سرعيني
لا يزال الملف النووي الايراني يشكل المعضلة الاساس والقضية المستعصية عند الغرب وخاصة عند الولايات المتحدة الاميركية التي تطلق على نفسها "الدولة الأعظم"، فسياسة التهديد والوعيد لا زالت تفرض على الجمهورية الاسلامية الايرانية، رغم محادثات الدول الست (5+1) في جنيف، وما أعقبها من زيارة قام بها مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية المنتهية ولايته محمد البرادعي، الذي أشاد بتعاون طهران في المجال النووي.
فهذا التناقض الملحوظ بين السياسة الاميركية وموقف البرادعي، يسلط الضوء على الحملة الشرسة التي تشنها واشنطن على طهران. فقد ناقش مجلس الشيوخ الاميركي خلال جلسة استماع اليوم، مشروع قانون يهدف الى منح الادارة الوسائل لفرض عقوبات محتملة على ايران "اذا لم تبد طهران تعاونا كبيرا حول الملف النووي". وتأتي جلسة الاستماع هذه بعدما شدد عدد من النواب الاحد على ضرورة اتخاذ خطوات حيال ايران.
ققد أشار السيناتور الديموقراطي ايفان باي الذي اعد مشروع قانون في هذا الصدد، الى أن احتمال فرض عقوبات "سيحصل سريعا"، معتبرا أن "المشكلة هي انه حتى تكون العقوبات فعالة، من الضروري اشراك الروس والصينيين. وذلك يمكن ان يستغرق وقتا".
ومنذ الكشف قبل اسبوعين عن بناء طهران مركزا ثانيا لتخصيب اليورانيوم، ايد عدد كبير من النواب فرض عقوبات جديدة على ايران،. ويؤيد هؤلاء النواب "منح الرئيس (الأميركي باراك) اوباما مجموعة من الوسائل للرد على التهديدات التي تطرحها ايران".
ومن التدابير المقترحة، ينص مشروع القانون على تشديد العقوبات المتخذة في 1996 لمعاقبة مجموعة من الشركات والمؤسسات المالية التي وافقت على التعاون مع طهران. وستستهدف العقوبات ايضا انابيب النفط وانابيب الغاز وعمليات النقل البحري للمحروقات، كما ستستهدف صادرات البنزين الى ايران وتعاقب كل شركة تساعد ايران على حيازة القدرة على التكرير. ويسعى مشروع القانون ايضا الى "تعزيز امكانية تجميد الارصدة الايرانية التي تستخدم في الارهاب او صنع اسلحة دمار شامل".
أما طهران فقد أكد من جهتها، على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسن قشقاوي، أمس، ان مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية المنتهية ولايته محمد البرادعي "أشاد" خلال زيارته الأخيرة للجمهورية الإسلامية بتعاون طهران في المجال النووي، مشيرا خلال مؤتمره الصحافي الاسبوعي إلى "المقاربة الايجابية" لبلاده تجاه المفاوضات المقبلة.
وكان البرادعي أعلن، اول من أمس، ان إيران وافقت على ان يزور المفتشون الدوليون موقعها الجديد لتخصيب اليورانيوم قرب قم، في 25 تشرين الأول/ اكتوبر الجاري، كما أكد ان مشكلة الملف النووي الايراني يمكن ان تحل عبر الحوار. وقال البرادعي إنه "حالياً نحن نمر من المواجهة الى التعاون، وأطلب من ايران ان تواصل اعتماد الشفافية"، مضيفا "نحن على الدرب الصحيح. لقد بدأ المجتمع الدولي وايران مباحثات بناءة".
من جهة أخرى، أكد قشقاوي انه "لا يوجد بعد عسكري للانشطة النووية الايرانية. كيف يمكننا إثبات عدم وجود أمر ما؟"، نافياً مرة اخرى وجود أي هدف عسكري للبرنامج النووي الايراني. وقال "هذا لا يمكن إثباته. ولا يوجد سلاح نووي" في ايران. كما أكد المتحدث من جانب آخر ان إيران ستباشر المفاوضات النووية المقبلة مع الدول الست بناء على "مقاربة ايجابية". وأردف "لا يمكننا الحكم على المستقبل لكننا نعتقد ان (المفاوضات) ايجابية لأنها تمضي قدماً". وتابع "لا نرى سببا لنكون متشائمين. نحن نمضي قدما وفق مقاربة ايجابية".
وكانت إيران والدول الست (الصين وروسيا وفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا والمانيا) التقت الخميس الماضي في جنيف لاستئناف المباحثات التي توقفت قبل نحو 15 شهرا. وقبلت ايران أثناء هذا الاجتماع الذي وصفه مختلف الاطراف بالايجابي، بزيارة دولية لموقعها الجديد لتخصيب اليورانيوم في 25 اكتوبر الجاري.
وفي موضوع محاثات جنيف، أكد قشقاوي انه لا يوجد أي تغيير في الموقف الإيراني من البرنامج النووي، وأن هذه المسألة لم تطرح خلال محادثات جنيف مع القوى العالمية، مشيرا الى أنه "لم نتطرق خلال محادثات جنيف إلى أي شئ يتعلق بحقنا في امتلاك تكنولوجيا نووية سلمية". وأوضح قشقاوي أن اجتماع جنيف بحث المقترح الإيراني المتعلق بمجمل القضايا العالمية العامة ، وليس البرنامج النووي الإيرانى.
وكشف قشقاوي ان الاتفاقات المرتبطة بالسماح بتفتيش المنشأة النووية الجديدة الموجودة جنوب طهران في 25 من الشهر الجاري واللقاء الذي سيعقد في فيينا في 19 من الشهر نفسه حول تخصيب اليورانيوم فى الخارج تم التنسيق لهما مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية فقط. واعتبرت إيران نتائج محادثات جنيف وزيارة محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية لها بمثابة اعتراف غربي بحقها في امتلاك تكنولوجيا نووية سلمية تتضمن تخصيب اليورانيوم.
وعلى صعيد متصل ، نقل التلفزيون الوطني الإيراني امس عن علي أكبر صالحي رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية وكبير مفاوضي الملف النووي أنه تم الاتفاق على تفتيش المنشأة الجديدة ورفع مستوى تخصيب اليورانيوم بين إيران والوكالة التابعة للأمم المتحدة. وأعرب صالحي عن أمله في أن يكون تقرير البرادعي في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل فاتحة خير لتطبيع الملف النووي لبلاده. وكان البرادعي قد حث طهران خلال زيارته التي استمرت يومين على تنفيذ البروتوكول الإضافي للوكالة الذي يتيح لمفتشيها تفتيش أي موقع نووي إيراني دون إعلان مسبق، واعتبر البرادعي أن هذا سيزيد الثقة الدولية في البرنامج النووي الايراني.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018