ارشيف من :أخبار عالمية

خاص الانتقاد.نت: الحرية تحت ظلال المقاومة

خاص الانتقاد.نت: الحرية تحت ظلال المقاومة

غزة ـ فادي عبيد

خاص الانتقاد.نت: الحرية تحت ظلال المقاومة"الحرية التي سُلبت لن تمنح بالمجان"، قاعدة وضعتها المقاومة الفلسطينية نصب أعينها، فمضت في طريقها دونما وهن أو تراجع، فها هي الفصائل الآسرة للجندي الصهيوني جلعاد شاليط، وبعد نحو ثلاث سنوات من نجاحها في صد كل المحاولات التي أقدم عليها العدو لتحريره، تضيف إنجازاً جديداً إلى سجلاتها، عبر الإفراج عن عشرين أسيرة من مختلف ألوان الطيف السياسي الفلسطيني، بالرغم من حالة الانقسام السائدة بين شطري الوطن المسلوب.

"الانتقاد.نت" وكما تابعت فصول هذا الملف منذ بدايته واكبت لحظات الانتصار التي أحدثتها ما باتت تعرف بصفقة "شريط شاليط"، وفي الإطار ذاته تحدثنا إلى الأسيرة المحررة فاطمة الزق "أم محمود" (41 عاماً) من سكان حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وهي تعد نموذجاً من "نوع" آخر للزوجة والأم، فبعد ما يزيد عن عامين من إبعادها عن أسرتها وسط ظروف معيشية صعبة وقاسية متنقلةً بين زنازين السجون الصهيونية، عادت مرة أخرى لتحضن أبناءها الثمانية، ليس هذا فحسب، بل وتجمعهم بشقيقهم الأصغر يوسف ابن العام والثمانية أشهر، الذي لم يتنسم عبير الحرية منذ ولادته إلا منذ الإفراج عن أمه.

أصعب لحظة
تقول أم محمود إن أصعب اللحظات التي مرت بها خلال الساعات الأخيرة التي سبقت الإفراج عنها هي لحظة وداعها مع طفلها يوسف من قبل الأسيرات اللواتي تركتهن خلفها في معتقل هشارون، حيث اختلطت المشاعر بين فرحة الإفراج عنها والحزن لفراقها.

وتضيف أم محمود وقد ردت الحياة إلى وجهها الذي غُيب لأشهر متلاحقة عن نور الشمس: "كنت أتمنى أن يفرج عن الأسيرات من ذوي المحكوميات العالية، والمرضى، ولو كان لنا خيار لفضلناهن على أنفسنا".

الأسيرة الزق، التي عاشت فصولاً خاصة داخل سجون الاحتلال، سواء قبل ولادتها أو حتى بعدها، لم تخف حزنها من بقاء عشرات الأسيرات وراء القضبان، مكررة كلماتها التي أطلقتها بمجرد تنسمها عبير الحرية: "صحيح أنني سعيدة بالإفراج عني، لكنني في ذات الوقت حزينة ومتألمة لتركي أخواتي رهينة للاحتلال وسجانيه المجرمين".

تعلق أم محمود برفيقات دربها من الأسيرات، دفعها وبصورة لافتة للنظر، للتأكيد على حجم المعاناة التي يعشنها حيث إنهن يواجهن إجراءات أقل ما توصف به أنها غير إنسانية ووحشية من قبل ما تسمى بإدارة مصلحة السجون الصهيونية، فضلاً عن أنهن يتقن لرؤية ذويهن، ولا سيما أن الزيارة ممنوعة بصورة كاملة لأسرى غزة، في حين أنها شبه مقطوعة لأسرى الضفة الغربية المحتلة.

حال الأسيرة الزق، لم تختلف كثيراً عن ابنة أخيها ورفيقتها في مسيرة الاعتقال والتحرير، إنها روضة حبيب (31 عاماً) التي أفرج عنها بعد يومين من إطلاق سراح الأسيرات الـ20.

تقول حبيب، وهي متزوجة وأم لأربعة أطفال: "إن كل يوم يمرعلى الأسيرات خلف القضبان بمثابة أعوام من الحرمان والقسوة".

خاص الانتقاد.نت: الحرية تحت ظلال المقاومة

رسالتان
حبيب، وبرغم سعادتها الغامرة بالحرية إلا أنها فضلت الحديث عن مصير باقي الأسيرات ومن بينهن أمهات يشتقن لاحتضان أطفالهن، والجلوس إلى جوار الأهل والأحبة، ليس هذا فحسب، حيث أصرت على نقل رسالة تلك الأسيرات ومفادها، أولاً: على المقاومة التمسك بكل ما أوتيت من قوة بشروطها لتحرير المعتقلين، وفي مقدمتهم أصحاب الأحكام العالية وكبار السن والمرضى، وثانياً: على كافة الأطراف الوطنية العمل بكل جد وصدق لاستعادة اللحمة بين أبناء شعبنا، كي يتمكنوا من مواصلة طريق الجهاد نحو تحرير التراب الفلسطيني، وردع العدو الصهيوني الذي لا يميز بين هذا الفصيل أو ذاك، وخير دليل على ذلك أن هناك قرابة 11 ألف أسير من كافة الفصائل والقوى.

التراجع الصهيوني عما كان يعرف بالخطوط الحمراء في التعاطي مع الأسرى الفلسطينيين، والإفراج عن أسيرات حددت المقاومة أسماءهن، لن يكون من قبيل الصدفة، وإنما هو نتيجة حتمية للصمود الأسطوري الذي أبدته تلك الأسيرات وغيرهن.
2009-10-07