ارشيف من :أخبار عالمية

خاص الانتقاد.نت: إشكالية التقارب الاقليمي والتدخل الاميركي

خاص الانتقاد.نت: إشكالية التقارب الاقليمي والتدخل الاميركي
هل تضيء قمة دمشق "الاخضر" لبنانيا ام يبقى "البرتقالي"؟!


احمد شعيتو
 
في ظل التقارب السوري السعودي تطغى الاجواء الايجابية على المناخ الاقليمي وعلى التفاهم حول الملفات العربية والتأثير المنشود على الملف اللبناني، الا ان قلقا لا زال موجودا من المعطيات التي برزت مؤخرا حول التدخل الاميركي المستجد الذي قد "يفرمل" الاندفاعة الحكومية اللبنانية ويؤثر سلبا على القمة بجزئها اللبناني.
 
فالتساؤلات تبقى رغم هذه الايجابية هل ان القمة ستحمل الضوء الاخضر للحل الحكومي اللبناني ام ان هذا الحل هو في اليد اللبنانية غير المقيدة بقيود التضاد الاقليمي والعربي؟ واذا كانت هذه هي الحال فأين التدخل الاميركي المحذور منه والذي انطلق من حد المستور الى المعلن من التصريحات والمواقف اثناء لقاء الاطراف اللبنانية والايعاز لاطراف داخلية بالتطرف في المواقف ؟

هذه الإشكالية تبقى متعلقة بكل الوضع اللبناني المرتبط دوماً بالموضوع الاقليمي والدولي، ولكن الحراك الايجابي والحوار المكثف حول الحكومة بين الرئيس المكلف ومختلف الاطراف وخاصة العماد ميشال عون، يبقى مطلوبا في جميع الاحوال.


هل الحل اصبح لبنانيا بحتا؟


وقد كان في هذا الاطار لافتا ما اعلنه مستشار الرئيس الفرنسي هنري غينو في ختام زيارته لبيروت من انه نقل رسالة فرنسا إلى لبنان التي تفيد بأن اللبنانيون هم من يسيطر على قدرهم في اشارته الى الموضوع السياسي والحكومي بشكل خاص، وهذا ما قد يفسر برفع يد خارجية في الموضوع الحكومي وتركها للتفاهم اللبناني اللبناني وهو امر كفيل بانجاز التشكيلة قريبا.


الا ان افق تشكيل الحكومة ورغم الايجابيات لا يبدو واضحا ومحسوما حتى الان، خاصة انه  "كلما لاح في الافق تقارب حقيقي جدي بين الافرقاء على الصعيد الاقليمي ان كان عربيا عربيا او بين العرب وتركيا والعرب وايران او في لبنان بين الاطراف اللبنانيين في اطار العمل على وحدة اقليمية او وحدة وطنية تدخل الاميركي تحديدا وبشكل مباشر لحماية خطة التفرقة التي هي خطة اسرائيلية ولا تخدم سوى "اسرائيل" وتدخل لدى اطراف لبنانية وتدخل لدى انظمة ما يسمى الاعتدال العربي"... هذه الاشارة هي عبر الوزر السابق ميشال سماحة في حديثه لـ"الانتقاد.نت".


الامتحان السابق يتكرر


يكشف سماحة في هذا الاطار اننا نمر اليوم في هذا الامتحان بالذات على الصعيد الاقليمي والمحلي مضيفا "عسى ان يكون العرب والفلسطينيون قد اخذوا دروسا حقيقية من القمة الثلاثية بين اوباما ونانياهو وعباس وما نتج عنها". 


ويلاحظ سماحة عدة امور في هذه المرحلة:


ـ لا اعتبر ان السلطة الفلسطينية فهمت ما جرى في القمة والا لما كانت تواطأت مثلا في موضوع تقرير غولدستون حول التحقيقات بالانتهاكات الصهيونية في قطاع غزة.


ـ على صعيد الانظمة ارجو الا تكون زيارة وزير الخارجية المصري ووزير المخابرات الى السعودية والاردن عامل اجهاض للتقارب العربي.


ـ نرى رؤساء وزعماء عرب يجالسون القادة الاسرائيليين عشرات المرات قبل ان يقبلوا بلقاء اشقاء عرب.


وان كانت القمة السعودية السورية تأتي في اطار قرار من الجانبين بالتقارب وبحث الملفات الساخنة في المنطقة والتنسيق بشانها خاصة ان سوريا لها تأثيرها في مختلف ملفات المنطقة وهو ما تعرفه الولايات المتحدة والدول العربية، فإن سماحة لا ينتظر ان تحل القمة السورية - السعودية الموضوع اللبناني، وليس في ذلك حسم بأن الموضوع اللبناني لن يشهد حلا قريبا بل لأن الموضوع اللبناني ليس الاساس في القمة ولأن على اللبنانيين ان يقلعوا شوكهم بأيديهم في كل الاحوال.


وهنا اشارة من سماحة الى ان طرفي القمة السعودية السورية "لديهما بين ايديهما كل ملفات العراق والملف الفلسطيني امام كل الانسدادات ومستقبل المنطقة وليس موضوع القمة لبنان" وهو يخلص الى ان "على اللبنانيين ان يبلغوا سن الرشد السياسي ولا يخضعوا لاغراءات ولا لضغوطات لا تخدم سوى اسرائيل".


هذه الاشارات التي يتحدث عنها سماحة وان كانت تؤكد في مضامينها على قرار بالتفاهم او على الاقل التشاور في ملفات المنطقة الا انها تبقي الموضوع اللبناني معلقا بين الايجابية والقلق من تأخر الحل مجددا وألا تحمل القمة في دمشق في مضامينها تاثيرا حاسما وسريعا على  الموضوع اللبناني.

2009-10-07