ارشيف من :أخبار عالمية

فضيحة غولدستون" تواصل تفاعلها ... وتحذيرات من انعكاساتها السلبية على رحلة البحث عن المصالحة الفلسطينية

فضيحة غولدستون" تواصل تفاعلها ... وتحذيرات من انعكاساتها السلبية على رحلة البحث عن المصالحة الفلسطينية
غزة – الانتقاد
مع بدء العد التنازلي لحلول تاريخ الخامس والعشرين من تشرين الاول/ أكتوبر الجاري، وهو الموعد المعلن والمفترض لتوقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية الداخلية، تزداد المخاوف من أن يصطدم الجميع بـ "خيبة أمل" جديدة عنوانها: الترحيل، والإبقاء على حالة الانقسام بين شطري الوطن المسلوب.
هذه المخاوف عكستها المواقف المتلاحقة، والمتسارعة بشأن ما باتت تعرف "بفضيحة غولدستون"، التي جرى تحميل السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس كامل المسؤولية عنها وعن التبعات المتعلقة بها، بدءاً بأصدقاء الأمس وليس انتهاءً بـ "أعداء" اليوم، فها هو نبيل عمرو ـ عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، والسفير السابق لدى القاهرة ـ يشن هجوماً لاذعاً على الرئيس عباس، متهماً إياه بأنه هو من اتخذ قرار تأجيل التصويت على تقرير غولدستون بشأن الحرب العدوانية الإسرائيلية على قطاع غزة.
عمرو وفي سياق هجومه طالب عباس بتحمل المسؤولية الكاملة عما حصل، وإلغاء لجنة التحقيق التي أمر بتشكيلها بهذا الخصوص، والعودة إلى الوطن.
حركة حماس بدورها، تعاطت مع هذا الملف على أكثر من صعيد، سواء الرسمي ممثلاً بالحكومة، وكتلتها البرلمانية في المجلس التشريعي، أو على الصعيد الشعبي، فسيرت عدداً من التظاهرات وعقدت سلسلة من اللقاءات الجماهيرية للتنديد بما جرى، وللمطالبة بتجريم قيادة السلطة وعلى رأسها: عباس، وأمين عام رئاسته الطيب عبد الرحيم، ورئيس دائرة شؤون المفاوضات د. صائب عريقات، وكذلك مراقب فلسطين لدى الأمم المتحدة إبراهيم خريشة.
وبالرغم من هذا التعاطي وزخمه؛ إلا أن حماس نفت على لسان الناطق باسمها فوزي برهوم التسريبات التي تحدثت عن وضع الحركة شروطاً جديدة للمصالحة بعد تأجيل التصويت على تقرير "غولدستون".
برهوم وفي تصريح له قال :"لم نضع أي شروط جديدة لأننا معنيون بالجهد المصري الذي يبذل، ومعنيون بإنجاز المصالحة".
أما الشيخ نافذ عزام ـ عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، فكرر التأكيد على أن ما حصل من سحب لتقرير غولدستون يمثل وصمة عار ستلاحق الفلسطينيين.
عزام وفي حديث لـ"الانتقاد.نت" رأى أن الرد على ما جرى في مجلس حقوق الإنسان، وما يجري في القدس المحتلة من اعتداءات وتنديس وتهويد، يستوجب من الجميع الحرص على التوجه للحوار، والتعاطي مع المصالحة لتوحيد الجبهة الفلسطينية لمواجهة الأخطار المحدقة بالقضية الوطنية.
تداعيات "فضيحة غولدستون"، تسببت في تأجيل الزيارة التي كانت مقررة في السابق لعضو اللجنة المركزية لحركة فتح صخر بسيسو، وفي هذا الإطار قال زميله جمال محيسن: "إن هذه الزيارة كانت رسمية، ولتهيئة الأجواء أمام إنجاز المصالحة؛ لكن تصعيد لهجة الانتقادات للسلطة على خلفية تقرير لجنة التحقيق الأممية يساهم في تنامي الخلافات مجدداً ، وبالتالي كان من الأفضل إرجاؤها".
حزب الشعب الفلسطيني، الذي تحدثت التقارير الرسمية الفلسطينية عن تكليف أمينه العام حنا عميرة برئاسة لجنة التحقيق الخاصة بظروف تأجيل التصويت على التقرير برغم نفيه شخصياً ذلك، دعا على لسان عضو مكتبه السياسي وليد العوض، إلى ضرورة المضي قدماً في طريق المصالحة، وأن لا يعطل موقف السلطة الذي وصفه "بالخاطئ" بشأن تقرير غولدستون المساعي الحثيثة لتحقيق ذلك، والتوقيع على اتفاق المصالحة من دون أي تأجيل أو ترحيل.
العوض وفي بيان صحفي له أكد على ضرورة أن يتم تجديد الاتصالات مع كل القوى من أجل ضمان عقد جلسة الحوار في موعدها؛ لكنه لم يخف في الوقت نفسه خشيته من أن رحلة البحث عن إنجاز المصالحة هذه المرة ستكون أكثر صعوبة وأكثر تعقيداً.
2009-10-07