ارشيف من :أخبار عالمية

قمة سورية سعودية تفتح الباب أمام علاقات عربية ثنائية مميزة وتعزز العمل العربي المشترك في مواجهة التعنت الصهيوني

قمة سورية سعودية تفتح الباب أمام علاقات عربية ثنائية مميزة وتعزز العمل العربي المشترك في مواجهة التعنت الصهيوني
تقرير: ليلي سرعيني خليفة

إتجهت كل الانظار الى سوريا بعد الزيارة التاريخية للملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، في خطوة تبرز دور سوريا إقليميا وعربيا بعد قطيعة ومحاصرة اميركية وعزلة عربية، فرضت عليها من قبل الادارة الاميركية السابقة بسبب مواقفها الداعمة للمقاومة.

وفي هذا الاطار، بدأت امس القمة السورية السعودية بين الرئيس الاسد والملك السعودي لتدفع إيحابيا نحو علاقات ثنائية أفضل، وتعزيز العمل العربي المشترك، في ضوء التعنت الصهيوني وانتهاكاته المستمرة في فلسطين والقدس المحتلة.


وفي التفاصيل، فقد عقد الزعيمان العربيان، أمس في قصر الشعب جلسة مباحثات موسعة حضرها أعضاء الوفدين الرسميين تلتها محادثات ثنائية، حيث تناولت علاقات الأخوة والروابط التاريخية التي تجمع سورية والمملكة وسبل توطيد التعاون بينهما في جميع المجالات.

وأكد الرئيس الاسد والملك عبد الله حرصهما على دفع هذه العلاقات قدماً من خلال البناء على ما تم انجازه خلال الفترة الماضية، وإزالة جميع العوائق التي تعرقل مسيرة تطور هذه العلاقات وفتح آفاق جديدة للتعاون تخدم الشعبين الشقيقين ومصالح البلدين المشتركة وتساهم في مواجهة التحديات التي تعترض سبيل العرب جميعاً في بلدان عربية عدة وخاصة في فلسطين المحتلة والقدس الشريف.

وتطرق الجانبان الى وضع الفلسطينيين في ظل الحصار المفروض عليهم، حيث دعوا الى ضرورة تضافر جميع الجهود العربية والإسلامية والدولية لرفع الحصار اللاإنساني المفروض على الفلسطينيين ووقف الاستيطان في الأراضي المحتلة ووضع حد لتمادي قوات الاحتلال الإسرائيلي المستمر على حقوق الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية والتي كان آخرها محاولة اقتحام المسجد الأقصى.

وعلى الصعيد العربي، ناقش الطرفان العلاقات العربية العربية وأهمية تطويرها ومتابعة الجهود المبذولة في سبيل تعزيز العمل العربي المشترك خدمة لمصالح الأمة العربية وقضاياها المحقة وخاصة أن جميع دول العالم تسعى إلى تكتلات إقليمية تعطي لموقعها وزناً على الساحة الدولية بينما ما زال العرب يعانون من فرقة وانقسام في المواقف الأمر الذي يضعفهم جميعاً، مؤكدين حرصهما على استمرار التنسيق والتشاور بين البلدين وعلى جميع المستويات في القضايا والملفات التي تهم الشعبين الشقيقين ولاسيما أن ارتقاء العلاقات السورية السعودية سينعكس إيجاباً على مختلف القضايا التي تهم العرب جميعاً.

وفي بداية اللقاء، تم تبادل الأوسمة الوطنية بين الرئيس الأسد والملك عبد الله، حيث قلد الرئيس الاسد الملك السعودي وسام "أمية ذا الوشاح الأكبر" الذي يعد أعلى وأرفع وسام وطني في الجمهورية العربية السورية في حين قلد العاهل السعودي الرئيس الأسد قلادة الملك عبد العزيز وهي أعلى وأرفع وسام في المملكة العربية السعودية.

وبعد ذلك جرى بحضور الرئيس الاسد والملك عبد اله توقيع اتفاقية منع الازدواج الضريبي بين وزارتي المالية في البلدين.


من جهته، وصف وزير الإعلام السعودي عبد العزيز خوجة العلاقات السعودية السورية بالتاريخية والمتميزة جدا، لافتا إلى أنها "ستشهد تطورا كبيرا في المستقبل القريب"، وإعتبر إن "مباحثات الملك عبد الله مع الأسد ستحل العديد من مشاكل المنطقة، لأن نتائج لقاء الأخوة دائما مفيدة وطيبة".

وبدورها وصفت الناطقة السياسية والاعلامية في الرئاسة السورية الدكتورة بثينة شعبان، أجواء الجلسة الموسعة بـ"الإيجابية والبناءة والودية"، مشيرة في موقف لافت لها إلى أن التنسيق السوري والسعودي يهدف إلى "خلق فضاء عربي يخدم مصالح الأمة العربية ويحاول أن يستفيد من الطاقات العربية لرفع كلمة العرب على الساحة الإقليمية والدولية"، وأنه "يضاف إلى التنسيق الذي تقوم به سوريا مع كل من تركيا وإيران لخلق فضاء إقليمي عربي إسلامي يستطيع أن يواجه التحديات الكبيرة التي تعترض الأمتين العربية والإسلامية".

وأضافت شعبان أن الملك عبد الله، وبعد أن قلده الأسد وسام سوريا الأرفع، أثنى على تاريخ العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أنها "ذات تاريخ طويل من التعاون والتنسيق"، فيما أشاد الأسد "بعروبة الملك عبد الله". وقال "إننا حين نذكر اسم الملك عبد الله، الكل يعلم أنه الملك العروبي الذي يؤمن بالعروبة وبالتنسيق العربي".

ورأت شعبان أن هذا هو هدف الزيارة، منوهة بالجهود التي بذلتها سوريا منذ قمة دمشق في العام 2008 لتحقيق أكبر قدر ممكن من التضامن العربي، حيث "أكد الأسد أننا جميعا في قارب واحد، وأننا يجب أن نعمل جميعا من أجل القمة".

وأشارت إلى أن القيادة السورية "تعمل من أجل تآخي وتنسيق وتعزيز الصفوف العربية، وتبعت هذه الخطوة (في القمة) من خلال الخطوة التي اتخذها جلالة الملك (عبد الله) في الكويت والدوحة، وخطوة الأسد في افتتاح الجامعة (الملك عبد الله) في جدة".

إلى ذلك، أشار وزير المالية السعودي إبراهيم العساف، الى أن "اتفاقية منع الازدواج الضريبي التي تم توقيعها مهمة جدا في تشجيع الاستثمار بين البلدين"، موضحا أن "إيقاف فرض العبء الضريبي على المستثمرين يوضح العلاقة الضريبية بالنسبة للمستثمرين في البلدين"، لافتا إلى أن "هذه الاتفاقية ستساعد على زيادة الاستثمارات المشتركة بين البلدين".

من جهته، قال وزير المالية السوري محمد الحسين ان "توقيع الاتفاقية يأتي استكمالا لبناء إدارة إطار تشريعي متكامل للعلاقات الاقتصادية بين البلدين الشقيقين"، موضحا أنها "اتفاقية مهمة وخطوة أساسية لموضوع انتقال رؤوس الأموال وتشجيع الاستثمارات المشتركة بين البلدين".

ورأى عبد الرحمن بن حمد العطية، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن محادثات الملك السعودي والرئيس السوري "ستفتح آفاقا جديدة للعمل العربي"، موضحا أن "زيارة الملك لدمشق تجدد التأكيد على حيوية الدور الخليجي في دعم العمل العربي المشترك والإسهام الفاعل في قضايا الأمة من اجل تحقيق رفاه وأمن واستقرار وازدهار دولها وشعوبها".

2009-10-08