ارشيف من :أخبار عالمية
القمة السورية السعودية وضعت أسسا لاستعادة العلاقة التاريخية
خاص "الانتقاد.نت"
تصدرت زيارة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الى دمشق، والقمة السورية السعودية التي عقدت بالامس عناوين وصفحات الصحف العربية، حيث اجمعت الصحف السورية والسعودية الصادرة لهذا اليوم على أن زيارة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الى سورية ومباحثاته مع الرئيس بشار الأسد تسهم في تعزيز التعاون والتضامن العربي، لمواجهة التحديات والمخاطر المتزايدة التي تتعرض لها المنطقة اكثر من اي وقت مضى، وأكدت أن ما بين سورية والمملكة تاريخ وحاضر ومستقبل مشترك وأن العلاقات بين البلدين ستبقى قوية ومتينة تصب في خدمة المنطقة وشعوبها.
وفي هذا السياق، ذکرت صحيفة الوطن" السورية أن القمة السورية السعودية لم تقتصر على طي صفحة ماض محزنة بين دمشق والرياض بل وضعت أسسا لاستعادة علاقة تاريخية لم تکن سوى خير لمصالح الأمة العربية والاسلامية فتجسدت في وجود رأي عربي موحد وفهم متقاطع لمصلحة العرب وجهد وسعي مشترک لصيانة حقوق هذه الأمة والدفاع عنها بما توافر من وسائل.
وقالت الصحيفة في عددها اليوم انه کان واضحا في قمة أمس التي جمعت الرئيس السوري بشار الأسد والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز أن النظر هو الى المستقبل لا الى الماضي القريب وأن مرحلة جديدة من التنسيق العربي والاقليمي يمکن أن تکون وجدت لنفسها نواة التکوين في دمشق.
وأضافت الصحيفة أن رغبة الزعيمين العربيين بدت في هذا السياق في ابراز التقدير الرسمي والشخصي کل منهما للاخر عبر تبادل الأوسمة الأرفع لدى الدولتين کما کان لافتا من قبل الجانب السعودي اصطحاب الملك معه رؤساء تحرير 18 وسيلة اعلام سعودية خاصة وحکومية صافحوا جميعا الرئيس الأسد خلال مراسم الاستقبال الرسمي الذي أقيم على شرف العاهل السعودي.
بدورها، رأت صحيفة "الثورة" السورية انه "إذا كان بضع السنوات الماضية قد شهدت حالة توتر بين سوريا والسعودية طويت بارادتهما، فإن التفاهم الأخوي استمر عقوداً من الزمن، وعمَّ طيفه الحياة العربية وشؤون المنطقة".
واعتبرت الصحيفة في افتتاحياتها ان "أمن واستقرار المنطقة يحتاج إلى الفعل العربي، الذي يحتاج إلى سوريا والسعودية، وبالتالي ثمة فضاء واسع للحركة بالاتجاهين العربي والإسلامي حيث الدول المجاورة المعنية مباشرة إيران وتركيا بصورة رئيسية وصولاً إلى حوض المتوسط والقوقاز وما تحدث فيه الرئيس بشار الأسد عن البحار الأربعة"، لافتة الى ان "لا حدود لهذا الفضاء ولم يولد اليوم، إنما لقاء اليوم يقدم مستنداً داعماً كبير الأهمية لخروج المنطقة من دوامة التحديات والاضطرابات وظلال الحروب، علَّ حقبة للسلام والتفاهم والعمل المشترك والتنمية تبدأ".
ورأت الصحيفة ان "كل ذلك يحتاج إلى الجدار العربي الذي يبدأ باستعادة دعائمه باللقاء السعودي السوري، بما تعنيه سوريا وبما تعنيه السعودية"، مشيرة الى ان "المسألة أكبر بكثير من قضية هنا وأخرى هناك وملف ساخن هنا وأكثر سخونة هناك، لافتة الى ان "التحديات لن تنهزم أبداً بالأماني والتحيات وتبادل الحب والتهاني، ولا حتى في مذكرات التفاهم وتبادل الثقة، بل تحتاج إلى الفعل وكلما تأخرنا عنه ازداد صعوبة وتطلباً لمزيد من العمل والجهد".
ولفتت "الثورة" الى ان "الموعودين بالفعل السوري السعودي كثيرون وفي مقدمتهم فلسطين، حيث لا يمضي يوم واحد بلا إضافة جديدة على جريمة لم توقفها السنون والتدخلات الدولية ومبادرات السلام ومشاريع المصالحة ومذكرات الإدانة وتقارير الاتهام بجرائم الحرب، من الاحتلال الى رفض السلام والاستيطان والتهويد والاعتداء على الأقصى والتنصل من المسؤولية عبر الغدر بتقرير غولدستون ولا رادع فعلياً".
وتساءلت الصحيفة السورية "هل عوّل العدو الصهيوني على الخلافات العربية وتوتر الأجواء بعد كارثة العراق بالاحتلال، أم أن هذه الكارثة وذاك الاحتلال استهدفا أن تسود هذه الخلافات؟".
ورات الصحيفة ان.. إسرائيل هي المستفيد الأول والوحيد من جريمة غزو العراق وتدميره، وهي المستفيد الأول والأخير من الخلافات العربية"، مشيرة الى انه "بالاستفادة من هذا وذاك ترسم وتنفذ جرائمها كل يوم، في غزة، في الضفة في فلسطين كلها، وفي جنوب لبنان، والجولان السوري الذي تصر على أن تتمسك باحتلاله، وغزة والضفة والأقصى وفلسطين ولبنان والعراق والجولان، كلها موعودة بعودة الفعل السوري السعودي تمهيداً لعودة العرب إلى الساحة الدولية قوة واحدة، تكون المساهم الأول في استقرار المنطقة وأمنها، حيث الدول الصديقة والشقيقة تمد أيديها للقاء، وهي أيضاً أيدٍ تنتظر عودة الفعل كما ينتظره شعبا البلدين الشقيقين سوريا والسعودية".
من جهتها، رأت صحيفة "الوطن" السعودية أن زيارة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الى سورية تأتي لترسم مسارا جديدا لعلاقة طالما كانت متينة بين البلدين مشيرة إلى أن توقيت الزيارة الذي يتزامن مع ذكرى حرب تشرين التحريرية يزيد معانيها قوة ويعيد إلى الأذهان الموقف السعودي المشرّف الذي اتخذه آنذاك الملك فيصل بإدخال النفط كسلاح استراتيجي عربي حيث أمر بإيقاف تصديره إلى أوروبا الغربية والولايات المتحدة للضغط عليها لكونها كانت تدعم إسرائيل في حربها مع العرب .
وأضافت "الوطن" أن توقيت الزيارة خلال أيام ذكرى حرب تشرين التحريرية يؤكد على أن التضامن العربي مستمر ومهما انتابته من أزمات فالإرادة الواعية قادرة على إعادته إلى الواجهة وكل المؤشرات تدل على مرحلة خلاقة من التضامن العربي تشهدها المرحلة المقبلة .
وأشارت الصحيفة الى أن الزيارة تحمل اكثر من رسالة واكثر من مدلول وفيها تحقيق لامال وتطلعات المواطن العربي بعلاقات ثنائية لايعكر صفوها شيء وتتحول الى علاقات جماعية متميزة على مستوى الوطن العربي بأسره ليعود التفاؤل الى مختلف الشعوب وتزداد ثقتها بان الخلافات زائلة لا محالة وان المشكلات التي طرأت لسبب او لاخر لن تستمر والهموم المشتركة لابد ان يتم العمل من اجل انهائها كي تتمكن الشعوب من مواصلة الدرب نحو الحضارة والرقي والعيش الامن في ظل قيادات تدرك ان عملها الحقيقي هو ارتقاء شعوبها الى المستوى الذي يضعها في مصاف الدول المتقدمة .
من جانبها رأت صحيفة "المدينة" السعودية أن توقيت الزيارة وأهدافها والآمال المعقودة عليها ينطوي على أهمية قصوى فهي تأتي في ظروف حساسة تتعرض فيها الأمة لمخاطر غير مسبوقة سواء على صعيد تنامي المشروع الاسرائيلي عدوانا واستيطانا وحصارا وتهويدا أو الصعد الاخرى .
واعتبرت الصحيفة أن القوى المعادية تنظر إلى هذه الزيارة غير العادية بمزيد من القلق وتعتبرها ضربة لمشاريعها التي تعتمد فيها على الانقسام والخلافات العربية.
أما صحيفة "الرياض" فأشارت إلى الدور الذي يمكن أن يلعبه البلدان في تعزيز التعاون والتضامن العربي ومواجهة المخططات العدوانية في المنطقة .
وقالت الصحيفة إن كلا من الرياض ودمشق لاعب أساسي في العمل العربي وأي توافق في الأفكار سيؤدي الى حل أكثر التعقيدات السياسية وأي تباعد يعني بقاءها على حالها مشيرة إلى أن دمشق ليست مع قفل الأبواب أو الانعزال بل بتثمير أي خطوة تؤدي إلى التضامن العربي.
واضافت "الرياض" ان الزيارة تراقب عربيا ودوليا وهذا يعطيها زخما آخر أي أن لكل من القيادتين مسؤولية كبيرة أدبية وأخلاقية تجاه الوضع العربي العام وهذا ما يزيد الضرورة بتأكيد تقاربهما.
من جهتها قالت صحيفة "الجزيرة" إن زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى سورية الشقيقة تؤكد أن ما بين المملكة وسورية تاريخ وحاضر ومستقبل مشترك فالمملكة دولة عربية وإسلامية كبيرة بمقوماتها الدينية والاقتصادية والتاريخية وسورية دولة كبيرة بعمقها الحضاري الإسلامي والعروبي وأي تلاق بين الدولتين سيعود بالخير على العرب والمسلمين جميعا.
بدورها قالت صحيفة "اليوم" ان زيارة الملك عبد الله الى دمشق تستحوذ على متابعة وانتظار الجميع في الوطن العربي الذي يأمل في ان تكون النتائج بحجم ثقل البلدين الاستراتيجي .
واعتبرت الصحيفة ان سورية حجر محوري لا غنى عنه وان البلدين حصنان من الحصون العربية التي صعب اختراقها باي شكل وتحت اي ظرف او ضغط بل انهما استطاعا الوقوف حجر عثرة مقابل كل الدعوات والمحاولات والمخططات الرامية الى تصفية القضايا العربية والاسلامية .
من جانبها رأت صحيفة "البلاد" ان زيارة العاهل السعودي الى سورية تعزز العلاقات بين البلدين الشقيقين الى جانب تبادل الرؤى والافكار حول الاحداث التي تهم المنطقة والعالم .
وقالت الصحيفة: "إن الزيارة تعني احياء مهما للدول العربية الفاعلة في المنطقة وفق رؤى ومصالح مشتركة تتوافق مع تطلعات المواطن العربي من المحيط الى الخليج وتقدم نموذجا عربيا امام دول العالم يؤكد وحدة الصف العربي لمواجهة اي تطلعات دولية سلبية تجاه الامة العربية وتحقق التضامن العربي المطلوب لمواجهة الغطرسة الاسرائيلية التي تتمادى في سلب الحقوق الفلسطينية المشروعة" .
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018