ارشيف من :آراء وتحليلات

باختصار: يوم الإرادة

باختصار: يوم الإرادة
كتب محمد يونس
إنه يوم القدس الذي نحتفل به عاما بعد عام، هذا اليوم الذي دعا إلى إحيائه الإمام الخميني (قده) يكتسب سنة تلو أخرى أهمية زائدة.
فقبلا كان إحياء المناسبة يقتصر على إيران ثم إيران ولبنان فقط، حينها كان العدو الإسرائيلي يعمل جاهدا لمحو فكرة القدس من وعي الأمة الإسلامية والعربية، وكان بدأ يجني بعض ثمار هذه المحاولات.
لكن دعوة الإمام الخميني (قده) التي تؤكد على الأهمية التي كان يوليها سماحة الإمام لمعركة الوعي هذه فعلت فعلها، وبعد أكثر من ثلاثين عاما على إطلاقها بات أمر إحياء يوم القدس في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك ثابتة من ثوابت الإدراك في وجدان الأمة، حيث ترى التحضيرات تعم مختلف مناطق العالم وليس فقط البلدان الإسلامية.
هي معركة أخرى تتكلل بالنصر، لكنها أولى معارك الوعي مع هذا العدو الذي ربما تفاجأ بنوعية المقاومة التي أطلقها وأسس لها الإمام الخميني، استهزأ بها بداية ووضعها في سياق ما كان يخبره من صراعه أو ما يسمى صراعا مع الأنظمة العربية، لكنها وكما يدرك الجميع الآن مقاومة أصابت العدو في وعيه وفي لا وعيه، وباتت سلسلة الانتصارات تتوالى بعدما كسرت المعركة الأولى أحد أهم الحواجز التي كانت تقف في وجه تحقيق النصر، وهي الحواجز النفسية وحواجز الإرادة والإصرار.
إنه يوم القدس أعاد تشكيل الرابط المقدس بين المسلمين وقدسهم، رابط سيزداد قوة ومتانة حتى يزيح هذا الكابوس الصهيوني عن صدر مدينة أولى القبلتين.
الانتقاد/ العدد1302 ـ 26 أيلول/ سبتمبر 2008
2008-09-26