ارشيف من :آراء وتحليلات
خلف القناع: يوم إحياء الإسلام..

كتب مصطفى خازم
الناظر في التاريخ يقرأ الكثير من الاعاجيب عن الذين باعوا القضية.. واحد ببرميل بارود "تالف" لا يدفع البلوى، وآخر بطائرة متهالكة لا تقوى على ضرب أخيه ـ جاره..
من تلك الامثلة مخطوطة نشرت قبل سنوات بخط يد المجاهد الشهيد عبد القادر الحسيني.. وجاء فيها:
"السيد الامين العام لجامعة الدول العربية ـ القاهرة
إني أحملكم المسؤولية كاملة بعد ان تركتم جنودي في اوج انتصاراتهم بدون عون او سلاح".
سلسلة الخيانة وتخلي... بعد معركة القسطل الشهيرة..
ثم جاءت النكبات على الشعب المشتت قتلا في مخيمات الذل العربي.. وتهجيراً من قرية إلى قرية على خارطة هذا العالم المستسلم لاميركا وربيبتها..
إلى ان بزغت شمس طهران.. من تكويرة عمامة مشرقية.. سوداء.. تحولت الى قطب رحى يدور الكون من حولها..
وقف الإمام المقدس في اللحظات الاولى.. ليطلق شرارة المواجهة مع الصهيونية، وكانت القدس والمسجد الأقصى نصب عينيه.. الثورة في كفة وفلسطين والقدس في كفة.. وقلب المعادلة..
جاء الإمام الخميني (قده) ليطالب بفلسطين كـل فلسطين وليس بدويلة، أو توطين.. أو ترقيع.. أقفل سفارة العدو واستقبل قادة الثورة الفلسطينية وسلمهم مفاتيح السفارة مرفوعا عليها علم فلسطين..
اختار آخر جمعة من شهر رمضان يوم حضور الفلسطينيين في المسجد الاقصى لتوديع الشهر المبارك.. ليعلنه يوماً عالمياً للقدس..
ولم يكتفِ الإمام بإعلان يوم القدس العالمي مناسبةً، بل وقرنه بـ"يوم إحياء الإسلام.."، و"من لم يشارك في يوم القدس فليس بمسلم..".
القدس والاسلام واحد.. لا اسلام بلا القدس.. ولا قدس بلا الاسلام.
اليوم تتكرر مأساة عبد القادر الحسيني، لكن هذه المرة بحصار أكثر من نصفه عربي..
صراخ وعويل في كل المحيط، ولكن القدس بأهلها.. تبقى صامدة.. وتقاوم.. هيكلهم المزعوم.. كما تاريخهم المزعوم..
هي القدس.. عاصمة السماء وعاصمة الأرض.. وهي قدس المسلمين والمسيحيين..
وحده الإمام الخميني (قده) حمل القضية يوم ألقى الكثيرون البندقية وقال: "لو كان المسلمون متحدين معا، لاستطاعوا اغراق إسرائيل، فيما لو تولى كل واحد منهم قذفها بدلو من الماء، ومع ذلك فإنهم عاجزون أمامها".
اليوم يشد الفلسطينيون الرحال اليها، يزحفون من كل فلسطين، مع تصرّم أيام شهر رمضان.. وينتظرون يومها ليجددوا العهد بالحفاظ عليها..
برغم الحصار والتعذيب وحواجز الاحتلال.. يفترشون الارض ويلتحفون السماء من حولها.. أوليست قبلتنا الاولى..
"قادمون"...
من جبل المكبّر ـ الذي أخرج حتى اليوم 3 استشهاديين أذاقوا العدو المر هذا العام ـ الى جبل النبي صمويل، من وادي سلوان الى وادي الجوز.. الى سورها وباب العمود وباب الساهرة وباب الحديد وباب الخليل وباب النبي داوود وباب الاسباط وصولاً الى باب المغاربة الذي يحاولون هدمه.. من تكاياها وزوايا العرفاء.. فيها، من المسجد الاقصى الى قبة الصخرة وكنيسة المهد.. والأرض التي بارك الله فيها وحولها..
ويبقى يوم القدس.. يوم إحياء الإسلام..
الانتقاد/ العدد1302 ـ 26 أيلول/ سبتمبر 2008
الناظر في التاريخ يقرأ الكثير من الاعاجيب عن الذين باعوا القضية.. واحد ببرميل بارود "تالف" لا يدفع البلوى، وآخر بطائرة متهالكة لا تقوى على ضرب أخيه ـ جاره..
من تلك الامثلة مخطوطة نشرت قبل سنوات بخط يد المجاهد الشهيد عبد القادر الحسيني.. وجاء فيها:
"السيد الامين العام لجامعة الدول العربية ـ القاهرة
إني أحملكم المسؤولية كاملة بعد ان تركتم جنودي في اوج انتصاراتهم بدون عون او سلاح".
سلسلة الخيانة وتخلي... بعد معركة القسطل الشهيرة..
ثم جاءت النكبات على الشعب المشتت قتلا في مخيمات الذل العربي.. وتهجيراً من قرية إلى قرية على خارطة هذا العالم المستسلم لاميركا وربيبتها..
إلى ان بزغت شمس طهران.. من تكويرة عمامة مشرقية.. سوداء.. تحولت الى قطب رحى يدور الكون من حولها..
وقف الإمام المقدس في اللحظات الاولى.. ليطلق شرارة المواجهة مع الصهيونية، وكانت القدس والمسجد الأقصى نصب عينيه.. الثورة في كفة وفلسطين والقدس في كفة.. وقلب المعادلة..
جاء الإمام الخميني (قده) ليطالب بفلسطين كـل فلسطين وليس بدويلة، أو توطين.. أو ترقيع.. أقفل سفارة العدو واستقبل قادة الثورة الفلسطينية وسلمهم مفاتيح السفارة مرفوعا عليها علم فلسطين..
اختار آخر جمعة من شهر رمضان يوم حضور الفلسطينيين في المسجد الاقصى لتوديع الشهر المبارك.. ليعلنه يوماً عالمياً للقدس..
ولم يكتفِ الإمام بإعلان يوم القدس العالمي مناسبةً، بل وقرنه بـ"يوم إحياء الإسلام.."، و"من لم يشارك في يوم القدس فليس بمسلم..".
القدس والاسلام واحد.. لا اسلام بلا القدس.. ولا قدس بلا الاسلام.
اليوم تتكرر مأساة عبد القادر الحسيني، لكن هذه المرة بحصار أكثر من نصفه عربي..
صراخ وعويل في كل المحيط، ولكن القدس بأهلها.. تبقى صامدة.. وتقاوم.. هيكلهم المزعوم.. كما تاريخهم المزعوم..
هي القدس.. عاصمة السماء وعاصمة الأرض.. وهي قدس المسلمين والمسيحيين..
وحده الإمام الخميني (قده) حمل القضية يوم ألقى الكثيرون البندقية وقال: "لو كان المسلمون متحدين معا، لاستطاعوا اغراق إسرائيل، فيما لو تولى كل واحد منهم قذفها بدلو من الماء، ومع ذلك فإنهم عاجزون أمامها".
اليوم يشد الفلسطينيون الرحال اليها، يزحفون من كل فلسطين، مع تصرّم أيام شهر رمضان.. وينتظرون يومها ليجددوا العهد بالحفاظ عليها..
برغم الحصار والتعذيب وحواجز الاحتلال.. يفترشون الارض ويلتحفون السماء من حولها.. أوليست قبلتنا الاولى..
"قادمون"...
من جبل المكبّر ـ الذي أخرج حتى اليوم 3 استشهاديين أذاقوا العدو المر هذا العام ـ الى جبل النبي صمويل، من وادي سلوان الى وادي الجوز.. الى سورها وباب العمود وباب الساهرة وباب الحديد وباب الخليل وباب النبي داوود وباب الاسباط وصولاً الى باب المغاربة الذي يحاولون هدمه.. من تكاياها وزوايا العرفاء.. فيها، من المسجد الاقصى الى قبة الصخرة وكنيسة المهد.. والأرض التي بارك الله فيها وحولها..
ويبقى يوم القدس.. يوم إحياء الإسلام..
الانتقاد/ العدد1302 ـ 26 أيلول/ سبتمبر 2008