توقع اليوم تركيا وارمينيا اتفاقية سلام اليوم في زوريخ، احدى اهم المدن السويسرية، منهية بذلك عداء دام لقرن ناجم عن قيام القوات العثماني بقتل جماعي للارمن في الحرب العالمية الاولى .

ويتوقع ان يحضر حفل التوقيع كل من وزيرة خارجية اميركا هيلاري كلينتون، وزير خارجية روسيا سرجي لافروف، وزير خارجية فرنسا بيرنار كوشنير، المفوض الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافير سولانا ووزيرة خارجية سويسرا ميشلين كالمي راي على يقر هذه الاتفاقية وزيرا خارجية البلدين في مواجهة معارضة من القوميين في الطرفين وارمن الشتات الذين يصرون على اعتراف تركيا بأن عمليات القتل الجماعية آنذاك كانت ابادة جماعية .

وبالرغم من ان حكومتي البلدين تملتكان الاغلبية الكافية، فان التصديق على البروتوكولين قد يتطلب بعض الوقت بسبب معارضة نواب من كلا الطرفين للاتفاقية .

وقد اعتبر هيج بوب، وهو محلل كبير في مجموعة الازمات الدولية ومؤلف كتب بشأن تركيا، هذه الاتفاقية بأنها علامة على ان تركيا تتغير وهي تعالج الآن امورا تتعلق بماضيها وانها شريك نافع للغرب.

وأضاف بوب ان عدم وجود علاقة مع ارمينيا يعرقل دور تركيا في القوقاز، مشيرا الى ان هذا التحسن سيفيد ايضا سعي تركيا المضطرب للانضمام للاتحاد الاوروبي .

في المقابل، ستخرج ارمينيا المحاصرة والمحرومة من الموارد النفطية من عزلتها.

يذكر ان تركيا كانت قد قطعت علاقاتها مع ارمينيا واغلقت حدودها معها عام 1993 تأييدا لاذربيجان التي خاضت آنذاك معركة خاسرة ضد الانفصاليين الارمن في قرة باغ .

واحتجاجا على الاتفاقية، شارك الاف الارمن في ارمينيا بمظاهرات صعدوا خلالها على النصب التذكاري على احدى التلال في العاصمة ياريفان قيم للارمن الذين قتلوا على يد القوات العثمانية في الحرب العالمية الاولى .