دمشق ـ راضي محسن

يصل إلى دمشق اليوم الأحد وفداً من الوكالة الدولية للطاقة الذرية يضم خبراء رفيعي المستوى للتحقيق في مزاعم أميركية وإسرائيلية تحدثت عن قيام سورية ببناء مفاعل نووي في محافظة دير الزور شمال شرق البلاد، الواقعة بالقرب من الحدود مع العراق.

وسيعاين الخبراء موقع الكَبَر الذي دمرته الطائرات الإسرائيلية في أيلول الماضي بزعم أنه منشأة نووية تبنيها سورية بمساعدة كوريا الشمالية بينما تؤكد دمشق أن الموقع مجرد مبنى عسكري قيد البناء.
ويرأس الوفد الذي ستستمر مهمته يومين المسؤول الثاني في وكالة الطاقة الذرية أولي هاينونن.

وبحسب المعلومات المتوافرة لـ"الانتقاد.نت" فإن السلطات السورية هي من دعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إرسال وفد لزيارتها للتحقق من الإدعاءات الأمريكية والإسرائيلية، وذلك بهدف تعرية هذه الادعاءات وكشف كذبها.

وقالت مصادر مطلعة لـ"الانتقاد.نت" إن سورية ستسمح لوفد الوكالة بزيارة المنشأة المدمرة في دير الزور فقط دون أية مواقع أخرى، علماً أن سورية لم توقع على البروتوكول الإضافي لمنع انتشار الأسلحة النووية في 1997 الذي يمنح مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية القيام بتفتيش مفاجئ في الدول الموقعة على الملحق من دون إخطار مسبق.

ورداً على سؤال، لم تستبعد المصادر أن تلجأ الولايات المتحدة إلى "الضغط على سورية نووياً لتحقيق مكاسب سياسية" وذلك من خلال اتباع سيناريو جديد معها شبيه بذاك الذي اتبعته مع العراق قبل عزوه عام 2003 حين اتهمته بحيازة أسلحة نووية ثم تبين فيما بعد كذب وزيف هذه الاتهامات.
وتأتي هذه الزيارة بعدما قدمت الإدارة الأمريكية ما أسمته "وثائق وصور سرية" زعمت أنها تظهر مبنى كانت سورية على وشك الانتهاء من بنائه ويشبه مبنى المفاعل الكوري الشمالي يونغبيون.

ورفضت دمشق هذه المزاعم وأكدت عدم صحتها وقالت إن الصور التي عرضتها واشنطن صور مفبركة، مذكرة بالنهج الذي اتبعته الولايات المتحدة مع العراق.

وأعلنت سورية مباشرة عن حصول الغارة الإسرائيلية على موقعها وهو ما أربك إسرائيل وأوقعها في حيرة من أمرها ما دعاها إلى المراوغة فترة من الزمن قبل أن تتحدث وتعترف بقيامها بالغارة.

يذكر أن سورية انضمت منذ عام 1963 إلى معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، وهي تمتلك مفاعلاً صغيراً مخصصاً للأبحاث العلمية، يخضع لعمليات تفتيش دورية من الوكالة الدولية للطاقة الذرية حسب الإجراءات المرعية أصولاً.