ارشيف من :أخبار عالمية

الحوار الفلسطيني بين مدٍ وجزر.. وحماس تؤكد ان مشروع المصالحة ما زال قائماً لكن بشروط

الحوار الفلسطيني بين مدٍ وجزر..  وحماس  تؤكد ان مشروع المصالحة ما زال قائماً لكن بشروط
اعداد : هبه عباس

لا يزال موضوع المصالحة الفلسطينية يتأرجح بين مد وجزر سيما بعد الفضيحة التي شاركت فيها السلطة الفلسطينية إثر ضلوعها في مسألة تأجيل التصويت على تقرير غولدستون في جلسة مجلس الامن في جنيف.


وبعد ان ردت الفصائل الفلسطينية على الورقة المصرية مبدية استعدادها لبدء الحوار على ان يعقد مؤتمر الحوار في السادس والعشرين من الشهر الجاري جاء موضوع تأجيل التصويت ليقلب المعايير كلها ويحدو بحركات المقاومة الاسلامية الفلسطينية ومن ضمنها "حماس" الى اعادة النظر في الموضوع مع اصرارها على مشروع المصالحة ضمن شروط معينة.


في جديد هذا الملف اكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في خطاب ألقاه امس في ملتقى الجولان في دمشق ان مشروع المصالحة ما زال قائما بالنسبة لحركة "حماس" وان تحقيقها يتم بشرطين اولهما ترتيب البيت الفلسطيني بناء على ارادة الشعب والثاني التوافق على برنامج سياسي وطني وقرار وطني واحد، مؤكدا ان المصالحة تحتاج لآلية وتوقيت جديدين.


واعتبر مشعل ان تقرير غولدستون كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير ما يدعو الى اعادة تنظيم الاوراق الفلسطينية داخليا.


وعن المساعي الاميركية الحثيثة التي تبذل لإستئناف المفاوضات اتهم مشعل الاميركين بالسعي لفرض التوطين على الدول العربية، مشيرا الى عدم وجود اي رد فعل امريکي جدي يلجم الاستيطان الاسرائيلي في القدس والضفة الغربية، ومعربا عن عدم جدية اقوال الادارة الاميركية لانها لا تُقابل بأفعال.


من جهته اشار مسؤول الاعلام المركزي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة انور رجا الى ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس يبدو مثقلا بحجم الفضيحة والخطيئة الكبرى المتمثلة بقرار تأجيل البت في تقرير غولدستون والتي تضعه في خانة الذين خانوا شعبهم، حيث انكشف تماما.


واكد رجا ان عباس يحاول يائسا القاء مسؤولية ما يجري في الساحة على الآخرين، محاولا انكار الاجماع الدولي الذي حصل للتصويت لمصلحة قرار البت في تقرير غولدستون.


في السياق نفسه اعلنت لجنة المتابعة العليا المنبثقة عن المؤتمر الوطني الفلسطيني خلال اجتماعها في دمشق امس تأجيل المصالحة الوطنية الفلسطينية التي كان من المقرر إنجازها أواخر الشهر الجاري في القاهرة بسبب طلب السلطة الفلسطينية تأجيل مناقشة تقرير غولدستون.


واعتبرت اللجنة موقف رئاسة السلطة الفلسطينية بتأجيل مناقشة التقرير واستجابتها للمطالب الأمريكية والإسرائيلية تفريطا بحقوق الشعب الفلسطيني ومصالحه واستخفافا بدماء الشهداء وآلام الجرحى جراء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.


ولفتت اللجنة إلى ضرورة تنفيذ ما توافقت عليه الفصائل الفلسطينية في حوارات القاهرة ببدء عمل القيادة الفلسطينية المؤقتة واعتبارها المرجعية والمسؤولة عن القرار السياسي الفلسطيني في مختلف القضايا الوطنية حتى إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية.


من جانبها رأت حركة الجهاد الاسلامي ان "مبررات أبو مازن لتأجيل التقرير واهية وضعيفة ومحاولة للتنصل من المسؤولية.


من جهة أخرى وعلى الرغم من الانتقادات الواسعة التي طالت الرئيس الفلسطيني محمود عباس على خلفية ضلوعه في عملية تاجيل التصويت على تقرير غولدستون دافع عباس عن قراره مشيراً الى انه اراد الحصول على تأييد أكبر للوثيقة مؤكداً ان هناك دولا كثيرة لم يسمها طلبت تأجيل القرار.


واتهم الرئيس الفلسطيني حرکة حماس باستغلال ما جرى من تأجيل للتصويت على تقرير جولدستون للتهرب من توقيع اتفاق المصالحة الذي ترعاه مصر.


ورفض عباس هجوم حماس عليه بسبب تأجيل التقرير وقال "نحن لا نأخذ شهادات الإيمان والوطنية من أحد بخاصة من قبل حرکة حماس التي رفضت وأدانت وشککت بالقاضي جولدستون وبتقريره قبل وبعد صدوره."


والجدير ذكره ان قرار عباس قد دفع حماس الى مطالبة مصر بتأجيل اجتماع مع حرکة فتح التي يتزعمها عباس کان من المتوقع التوقيع خلاله على اتفاق للمصالحة الوطنية.


وقال متحدث باسم حماس في غزة ان خطاب عباس کان محاولة للتنصل من المسؤولية عما وصفها بالجريمة التي ارتكبتها السلطة الفلسطينية في جنيف.

2009-10-12