ارشيف من :أخبار عالمية
خاص "الانتقاد.نت": تركيا تعيد الاهتمام بأجندتها مع دول الجوار والمحيط ..
سوريا وتركيا تلغيان سمات الدخول بينهما وتعقدان أولى اجتماعات مجلس التعاون الاستراتيجي العالي المشترك
حلب ـ "الانتقاد.نت"
دخلت العلاقة السورية التركية "مرحلة استراتيجية تاريخية" تؤسس "لعلاقة تكاملية بين البلدين" اللذين وقعا اليوم رسمياً على إلغاء سمات الدخول لمواطنيهما وذلك في أول اجتماع لمجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى الذي أعلن عن تأسيسه خلال زيارة الرئيس بشار الأسد إلى اسطنبول الشهر الماضي بهدف تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
ويدعو مجلس التعاون إلى تنظيم لقاءات وزارية منتظمة وعقد مجلس مشترك للوزراء مرة كل عام.وانعقد اجتماع المجلس في مدينة حلب (شمال البلاد) بمشاركة معاون نائب الرئيس السوري العماد حسن توركماني وأحد عشر وزيراً من الجانب السوري ونظرائهم الأتراك وهم: وزراء الدفاع، والخارجية، والداخلية، والزراعة، والري، والاقتصاد والتجارة، والتعليم العالي، والنفط، والإسكان والتعمير، والكهرباء، والصحة. وفي تطبيق عملي لقرار إلغاء سمات الدخول بين البلدين، سيغادر الوفد السوري والتركي الحدود مشياً على الأقدام، ليتابعا بعدها اجتماعاتهما في يومها الثاني في مدينة غازي عينتاب التركية قرب الحدود مع سورية.
ويتضمن جدول أعمال الاجتماع بحث تعزيز وتطوير التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والدبلوماسية والأمنية العسكرية والاقتصادية والنقل والطاقة والصحة والتعليم والبيئة والثقافة والسياحة والزراعة. وسيبحث الاجتماع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وبروتوكولات التعاون التي سيتم توقيعها خلال انعقاد المجلس الأعلى برئاسة رئيسي الوزراء في البلدين بدمشق الشهر المقبل.
وعلمت "الانتقاد.نت" أن هذه الاتفاقيات البالغ عددها نحو ستين اتفاقية ومذكرة تفاهم ستشمل التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والزراعية والثقافية والطاقة والسياحة والصحة. ومن أبرز ما سيتم التوقيع عليه، اتفاق على التشاور السياسي بين وزارتي خارجية البلدين بشكل منتظم، وتوجيه وتنسيق الاستراتيجيات في المجالات المشتركة، والتعاون في مجال حماية المصالح في البلدين التي لا يمتلك فيها أحد البلدين تمثيلا دبلوماسيا، كما الدعم المتبادل لمرشحي البلدين في المحافل الدولية، وسيتفق البلدان على تدريب الدبلوماسيين المتبادل ، كما التعاون في المجال العسكري، وفي إطار الاتفاقيات القائمة، وتعزيزوتوسيع التعاون في مجال اتفاقية أضنة الأمنية، والتعاون في المجال الزراعي، ولاسيما في الأراضي الحدودية التي يتم إزالة الألغام منها وتحويلها إلى أراض زراعية. ووقع البلدان اتفاقاً للتجارة الحرة بينهما دخل حيز التنفيذ مطلع العام 2007، كما افتتحت الوكالة التركية للتعاون والتنمية مكتباً لها في سورية، وهو ما ساعد على دعم وتشجيع الاستثمار بين البلدين الذين وصل حجم التبادل التجاري بينهما إلى ملياري دولار العام الماضي ومن المتوقع أن يرتفع إلى ثلاثة مليارات دولار العام الجاري.
وفي افتتاح أعمال اجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى قال العماد توركماني: إن اجتماع اليوم "يأتي لتجسيد مضمون مجلس التعاون الاستراتيجى بين البلدين الذي جاء نتيجة طبيعية للعلاقات المتطورة بين البلدين والتي تتنامى بسرعة كبيرة" وأعرب عن تطلعه إلى "إيجاد آفاق جديدة للتعاون من خلال هذا المجلس وذلك فى جميع المجالات". ولفت توركماني إلى أن المجلس "إضافة إلى انه يتوج علاقات البلدين ويفتح مرحلة جديدة فإننا نعول عليه كثيرا بالجهود المشتركة للجانبين للارتقاء بهذه العلاقات والتشاور إلى مستوى أعلى لتكون نموذجاً يحتذى للعلاقات بين الدول في المنطقة والعالم". من جانبه وصف وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو الاجتماع بأنه "يوم تاريخي ينطلق العمل فيه من وعى مشترك لأهمية بناء المستقبل معاً".
وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السوري وليد المعلم: إننا نعمل من خلال هذا المجلس لتجسيد الإرادة السياسية للبلدين وتحويلها إلى آلية للتعاون السياسي وتحويل التعاون إلى تكامل اقتصادي وتعزير الروابط الثقافية والتاريخية. ووصف داوود أوغلو التعاون السوري التركي بـ"المتميز" معتبراً أنه "يشكل نموذجاً يحتذى به لكل دول المنطقة".
واوضح داودو اوغلو انه بهذا الاجتماع الوزارى الاول لمجلس التعاون الاستراتيجى السورى التركى نخطو الخطوة الاولى لهذا العمل الاستراتيجى وقال: خلال شهر او شهرين واثناء زيارة رئيس الوزراء التركى لدمشق وتحت رعاية رئيسى الوزراء فى البلدين سيتم عقد اجتماع عالى المستوى للطرفين. ووصف الوزير التركي اجتماعات اليوم بأنها "مهمة للغاية ومثمرة وتعاملنا كدولتين ووفد واحد ومن خلال المفاهيم المشتركة قمنا بتحديد الاطر الاساسية" لتعزيز التعاون فيما بيننا، ولفت إلى أن ذلك "يشكل نموذجا لتعاون استراتيجى" معتبراً أن هذا التعاون "رسالة موجهة الى المنطقة ونأمل ان يحقق هذا المفهوم التكامل الاقتصادى والثقافى بين الشعبين وان يعم هذا التعاون المنطقة". واعتبر أوغلو ان هذه العلاقات "ضرورية لامفر منها، فنحن نتشارك نفس الجغرافيا وننظر لهذه العلاقة على انها تعزز العلاقة مع الدول العربية"، واصفاً سورية بأنها "دولة عزيزة علينا وهى احدى الدول المهمة فى الجامعة العربية". ودعا داوود أوغلو إلى "عدم القلق" على خلفية التطور الذي تشهده العلاقات بين تركيا وسورية "فهذه العلاقات ليست بديلا من العلاقة مع اى دولة اخرى بل ستساعد فى تطوير العلاقات العربية التركية".
وفي هذا السياق، أشار المعلم الى ان اول اتفاق للتعاون الاستراتيجى تم التوقيع عليه كان بين سورية والعراق الشقيق قبل شهر من انجاز اتفاق التعاون الاستراتيجى مع تركيا مؤكداً في الوقت نفسه أنه "لا شىء على حساب الشىء الاخر بل سورية وتركيا تتكاملان والدعوة مفتوحة لكل الاشقاء لكى يتعاونوا معنا". واضاف اوغلو: "ان هذا اليوم من ناحية الصداقة السورية التركية هو رمز لشعار المصير والتاريخ والمستقبل المشترك" الذي يجمع البلدين سوياً.وقال الوزير المعلم إن المجلس "يشكل في هذا اليوم حدثا تاريخيا حيث نحتفل بعد قليل بعبور الحدود المشتركة إيذاناً بالتوقيع الرسمي على إلغاء سمات الدخول بين البلدين" واضاف: إن هذا اليوم كما سماه الوزير أحمد داوود أوغلو هو عيد للشعبين الشقيقين السوري والتركي وهو نموذج نقدمه لكل الأشقاء في المنطقة.وأضاف المعلم: نأمل أن تحذو حذوه في علاقات استراتيجية تشمل مختلف المجالات، وقال: في جلسة اليوم تم استعراض أوجه النشاط والتعاون الاستراتيجي المشترك ولمسنا تطابقاً في وجهات نظر السادة الوزراء وان هذه العلاقات تتطور بسرعة بين بلدينا في إطارها الاستراتيجي ونتطلع إلى الأمام نحو تكامل اقتصادي وتبادل ثقافي وكذلك تبادل بشري.
وأشار المعلم إلى أن رؤية الرئيس بشار الاسد لربط البحار الاربعة هى رؤية استراتيجية بعيدة المدى تنسجم مع الواقع الجغرافى والتاريخى لهذه المنطقة كما تنسجم مع الرغبة المشتركة لقادة هذه البلدان وشعوبها.
ودعا الرئيس الأسد إلى ربط البحار الأربعة المحيطة بدول سورية وتركيا وإيران والعراق وهي البحر المتوسط وبحر قزوين والبحر الأسود والخليج.وفي حال تم ربط هذه البحار بشبكة نقل برية وسككية وبحرية، وشبكة أنابيب لنقل النفط والغاز فإن المراقبون يرون أنها ستكون نقطة ربط تجارية عالمية، وهو ما يساعد على جعل سورية وتركيا ممر مهم بالنسبة لآسيا وأوروبا والعالم العربي في مختلف المجالات ما يساعد على تكامل دول المنطقة فيما بينها.
بدوره، قال داوود اوغلو إن بلاده تنظر إلى علاقتها مع سورية على انها "عنصر اساسى لتطور العلاقات مع العالم العربى والشرق الاوسط من ناحية علاقات الدول الجارة ومن ناحية اقتسام المكان والتاريخ والجغرافيا المشتركة".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018