ارشيف من :أخبار لبنانية
انفجار سيارة مفخخة في دمشق ومكان الانفجار يوحي برسائل عدة
راضي محسن -دمشق
قتل 17 شخصاً وأصيب 14 آخرين بجروح بعضها خطيرة إثر انفجار سيارة مفخخة بالقرب من أحد المراكز الأمنية على طرق المحلق الجنوبي عند تقاطع طرق يشهد عادة حركة عبور كثيفة ويؤدي إلى مدينة السيدة زينب قرب دمشق.
وقال مصدر رسمي إن السيارة المفخخة كانت تحوي 200 كغ من المتفجرات وانفجرت عند الساعة الثامنة وخمس واربعين دقيقة صباحاً واضاف أن وحدة مكافحة الارهاب المركزية تولت التحقيقات للتوصل إلى هوية الفاعلين.
وعلى الفور قامت القوى الأمنية المختصة بضرب طوق امني حول مكان الحادث ومنعت احداً من الاقتراب منه .
وبدت السيارة التي استخدمت في الانفجار مدمرة تماماً حتى انه لم يمكن بالإمكان تمييز نوعها من النظر إليها
ورفض وزير الداخلية السوري اللواء بسام عبد المجيد توجيه الاتهامات "لجهة معينة" وتحميلها مسؤولية حادث التفجير الإرهابي مفضلاً انتظار نتائج التحقيق، وقال في اتصال هاتفي مع التلفزيون السوري"لا نستطيع الان ان نشير الى جهة معينة والتحقيقات جارية للتوصل الى الفاعلين".
ولم تعلن حتى الآن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير، كما لم يعرف على الفور المستهدف من وراءه،
ووصف اللواء عبد المجيد الحادث بأنه "عملية ارهابية وجبانة استهدفت منطقة مزدحمة على طريق المطار كان حصيلتها 17 قتيلا و 14 جريحا من المدنيين".
واضاف"ان الاجهزة الامنية ووزارة الداخلية تقوم بالتحقيق في هذا الحادث الارهابي وعندما تتضح خلفيته ستقوم وزارة الداخلية باعلان تفاصيله\".
واشار إلى ان "العملية الارهابية استهدفت منطقة مدنية على الطريق العام بين المطار ودمشق عند مفترق السيدة زينب وان وصول عدد القتلى والجرحى الى هذا الرقم يعود الى ان مكان الحادث يشهد حركة مرور كبيرة من القادمين والمغادرين الى تلك المنطقة وان قوات مكافحة الارهاب تقوم بالتحقيقات اللازمة للتوصل الى الفاعلين"ويسمح موقع الانفجار للمتابعين بالتكهن بانه اريد من ورائه توجيه رسائل عدة فالانفجار وقع بالقرب من احد المقرات الأمنية وفي مكان مزدحم بالمارة ويبدو ان الهدف منه كان إيقاع أكبر عد ممكن من الضحايا حيث ان مكانه كان في منطقة تقاطع وعبور كثيفة للسيارات والمارة.ولأن اليوم يوم عطلة رسمية في سورية فقد ساعد الأمر على انخفاض عدد الضحايا وإلا كان الأمر كارثة كبرى وخاصة في ظل وجود مدرسة قرب موقع الانفجار الذي ألحق أضراراً جسيمة بعدد من السيارت التي كانت متوقفة في مكان الانفجار إضافة إلى تدمير عدد من واجهات المباني والمحلات المجاورة.وتحدث شهود عيان عن ضخامة صوت الانفجار الذي هز المناطق المجاورة ووصف بعضهم الصوت بأنه"كصوت الزلزال". وقال أحد سكان المنطقة إنه كان نائماً على سريره وعند وقوع الانفجار ارتفع عن سريره وطُرِح أرضاً ووقع فوقه باب الغرفة .
وقطع التلفزيون السوري بث برامجه المعتادة وقام بتغطية الحدث مباشرة واستضاف في الاستديو وعبر الهاتف محللين ومتابعين سوريين ولبنانيين للتعليق على الحدث.
وبدأت الإدانات الرسمية تظهر من مختلف أنحاء العالم وأدان الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الانفجار وقدم تعازيه للرئيس الأسد بسقوط الضحايا.
كما أدان الرئيس الفرنسي العمل كذلك واكد تضامن بلاده مع سورية وكذكل فعل الاتنحاد الاوروبي
ووقع تفجير ارهابي في الثاني عشر من شباط الماضي في منطقة كفر سوسة وسط دمشق، في عملية اغتيال القائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية.
وقبل حوالي السنتين شهدت عدة محافظات سورية من بينها دمشق وريفها، وحلب وحماة وادلب والحسكة اشتباكات بين قوات مكافحة الإرهاب السورية، ومجموعات وصفت بـ 'الإرهابية التكفيرية'، إضافة إلى اشتباكات مماثلة بين قوات الأمن ومجموعات قالت سورية إنها تابعة لتنظيم 'جند الشام'،
وأسفرت هذه الاشتباكات عن مقتل عدد من هؤلاء المسلحين، واعتقال العشرات منهم، ووقوع إصابات مختلفة في صفوف رجال الامن.