ارشيف من :آراء وتحليلات
نقطة حبر: التعصب المذهبي مرض له جذور

كتب حسن نعيم
جذور التعصب الديني قديمة، قدم التاريخ نفسه، ولعل أقدم تاريخ لهذا النوع من التعصب يعود الى مصر القديمة عندما مارسه كهنة آمون سدنة الدين الرسمي ضد المتمردين عليهم من أنصار "أتون"، وهو دين قديم نادى بالتوحيد.
ملامح التعصب الأولى تشكلت بين الذين يحافظون على سطوتهم ومكتسباتهم ويأخذون من الدين ستاراً للسلطة، وبين الرافضين لهذا الظلم الذي يرتدي لبوس الدين، الأمر الذي يحول دون طموحاتهم في الإصلاح والتغيير.
منذ ذلك الحين ظلّ التعصب رفيقاً أميناً للتاريخ يبرحه ولا يغادره، إلا في ما رحم ربك من الأزمان، فلو راجعنا دفاتر التاريخ لرأينا كيف كان أباطرة اليونان يلقون بالمسيحيين الأوائل للأسود الجائعة، وكيف مارس المسيحيون أنفسهم في ما بعد التعصب على من خالفهم في العقيدة لأنهم ـ بزعمهم ـ لم يدخلوا في الكاثوليكية، وكيف أقيمت محاكم التفتيش وسط ظلمات العصور الوسطى، وعقب سقوط الأندلس وما تلاه من مجازر ومقاصل وفقأ عيون وإرغام من بقي من المسلمين في اسبانيا على التنصر. وبعد ذلك كيف سارت جيوش الفرنجة تحت راية الصليب كي تحرر الاراضي المقدسة في فلسطين من "الكفرة".
بين انجلترا وفرنسا ما زلنا نتذكر فصولاً من التعصب الذي دفع ببريطانيا إلى طرد الايرلنديين الكاثوليك الى فرنسا رداً على إجلاء رعاياها البروتستانت المناهضين للمذهب الرسمي للدولة ونزع ممتلكاتهم منهم، وما زلنا نذكر الحملة القاسية التي شنتها الحكومة الفرنسية على الحجاب، وهو الزي الإسلامي الشرعي، عندما حرمت الطالبات المسلمات من دخول المؤسسات والمدارس والجامعات بسبب التزامهن بدينهن وارتدائهن الحجاب الإسلامي.
الأميركيون والغربيون ما زالوا حتى الآن يمارسون الاضطهاد للمسلمين المهاجرين بحجج وذرائع معلنة مختلفة، ونية مضمرة واحدة، وهي انهم مسلمون.
الصهاينة اليهود قادوا أكبر عملية تنكيل وتهجير في التاريخ بحق شعب بأكمله، ولو أمكنهم لهجّروا الشعوب العربية كلها الى الصحراء ليقيموا دولتهم التلمودية من الفرات الى النيل.
كل هذا مرفوض وان كان مفهوماً في سياقاته التاريخية كأحد وجوه الطغيان الذي تقوم به جماعة ضد أخرى, أما ما هو مرفوض وغير مفهوم فهو التعصب المذهبي، بمعنى ادعاء احتكار الحقيقة واحتكار الحق الأوحد في الحياة والبقاء، الذي يمارسه بعض المسلمين ضد كل المسلمين.
الانتقاد/ العدد 1303 ـ 30 أيلول/ سبتمبر 2008
جذور التعصب الديني قديمة، قدم التاريخ نفسه، ولعل أقدم تاريخ لهذا النوع من التعصب يعود الى مصر القديمة عندما مارسه كهنة آمون سدنة الدين الرسمي ضد المتمردين عليهم من أنصار "أتون"، وهو دين قديم نادى بالتوحيد.
ملامح التعصب الأولى تشكلت بين الذين يحافظون على سطوتهم ومكتسباتهم ويأخذون من الدين ستاراً للسلطة، وبين الرافضين لهذا الظلم الذي يرتدي لبوس الدين، الأمر الذي يحول دون طموحاتهم في الإصلاح والتغيير.
منذ ذلك الحين ظلّ التعصب رفيقاً أميناً للتاريخ يبرحه ولا يغادره، إلا في ما رحم ربك من الأزمان، فلو راجعنا دفاتر التاريخ لرأينا كيف كان أباطرة اليونان يلقون بالمسيحيين الأوائل للأسود الجائعة، وكيف مارس المسيحيون أنفسهم في ما بعد التعصب على من خالفهم في العقيدة لأنهم ـ بزعمهم ـ لم يدخلوا في الكاثوليكية، وكيف أقيمت محاكم التفتيش وسط ظلمات العصور الوسطى، وعقب سقوط الأندلس وما تلاه من مجازر ومقاصل وفقأ عيون وإرغام من بقي من المسلمين في اسبانيا على التنصر. وبعد ذلك كيف سارت جيوش الفرنجة تحت راية الصليب كي تحرر الاراضي المقدسة في فلسطين من "الكفرة".
بين انجلترا وفرنسا ما زلنا نتذكر فصولاً من التعصب الذي دفع ببريطانيا إلى طرد الايرلنديين الكاثوليك الى فرنسا رداً على إجلاء رعاياها البروتستانت المناهضين للمذهب الرسمي للدولة ونزع ممتلكاتهم منهم، وما زلنا نذكر الحملة القاسية التي شنتها الحكومة الفرنسية على الحجاب، وهو الزي الإسلامي الشرعي، عندما حرمت الطالبات المسلمات من دخول المؤسسات والمدارس والجامعات بسبب التزامهن بدينهن وارتدائهن الحجاب الإسلامي.
الأميركيون والغربيون ما زالوا حتى الآن يمارسون الاضطهاد للمسلمين المهاجرين بحجج وذرائع معلنة مختلفة، ونية مضمرة واحدة، وهي انهم مسلمون.
الصهاينة اليهود قادوا أكبر عملية تنكيل وتهجير في التاريخ بحق شعب بأكمله، ولو أمكنهم لهجّروا الشعوب العربية كلها الى الصحراء ليقيموا دولتهم التلمودية من الفرات الى النيل.
كل هذا مرفوض وان كان مفهوماً في سياقاته التاريخية كأحد وجوه الطغيان الذي تقوم به جماعة ضد أخرى, أما ما هو مرفوض وغير مفهوم فهو التعصب المذهبي، بمعنى ادعاء احتكار الحقيقة واحتكار الحق الأوحد في الحياة والبقاء، الذي يمارسه بعض المسلمين ضد كل المسلمين.
الانتقاد/ العدد 1303 ـ 30 أيلول/ سبتمبر 2008