ارشيف من :آراء وتحليلات
على العهد: الجريمة.. والأهداف المبيّتة

كتب إبراهيم الموسوي
جريمة التفجير الأخير في طرابلس التي حصلت عشية عيد الفطر هي رسالة دموية بالغة الوحشية والقساوة لكل لبنان واللبنانيين، أياً تكن الجهة التي قامت بها. وهنا يجب وضع "اسرائيل" في أعلى لائحة المتهمين، فهي تستهدف الشر بالوطن كل الوطن، وبالمواطنين على اختلاف توجهاتهم السياسية وانتماءاتهم الطائفية والمذهبية.
الرسالة تقول شيئاً واحداً، ان من وراءها يحس بضررٍ فادح وبالغ جرّاء تعثر مشروعه في البلد، خاصة في الآونة الأخيرة، بفعل المصالحات والمصارحات التي طالت مختلف المناطق والطوائف.
ماذا يريد المتضرر من الاستقرار الأمني والسلم الأهلي في لبنان؟ بكل بساطة، هو يريد تفخيخ الأوضاع وتسميم الأجواء لإعادة البلد إلى دوامة الفتن والاقتتال الداخلي، وبالتأكيد فإن أي طرف داخلي يتولى هذا الأمر فهو لا شك يأتمر بأوامر خارجية.
في الحساب المنطقي، لا يبدو أن أياً من أطراف المعادلة الأساسية في البلد صاحب مصلحة في ما جرى، وبصورة أدق فإن كل الذين يمتلكون حسابات وطنية لبنانية راسخة هم متضررون حكماً من هذه الجريمة ومثيلاتها. أما الهامشيون الذين يقتاتون على فتات هزيل من التحالفات العابرة، أو يركبون موجات الصراع صعوداً وهبوطاً، فهم أكثر المستفيدين مما جرى، وعليه فإنه من الضروري والحري بأصحاب المصالحات والمصارحات أن يتنبهوا جيداً خلال هذه المرحلة الحساسة والخطرة، الى أن المستهدف الأساسي هو مشروعهم للمصالحة والسلم الأهلي والبناء الوطني.
يخطئ كثيراً من يظن أن العدو الإسرائيلي سيترك لبنان من دون أن يعكّر صفوه ويعرقل مسيرة نهوضه وبنائه، وحيث إن الخيارات العسكرية قد سقطت، سيما بعد حرب تموز 2006 والخسارة المدوية للعدو، فإن الخيار الأمني لا يزال خياراً متاحاً أمام الصهاينة، ولديهم من شبكات العملاء والمتعاملين الكثير، وكذلك من تلتقي حساباته السياسية الضيقة مع حساباتهم.. من هنا فإن مسلسل التفجيرات والاغتيالات قد يتصاعد، وهو ما تخوف منه أكثر من مسؤول لبناني وعربي.
لكن.. ما هو الموقف المطلوب اتخاذه حيال ما تقدم؟
أولاً: من الضروري أن يتكاتف جميع اللبنانيين رسمياً وحزبياً وشعبياً وقوى ومنظمات أهلية ومجتمعا مدنيا لدرء الخطر المقبل.
ثانياً: من الواجب أيضاً رفع مستوى الحيطة والتنبه والحذر، ومنع أيادي الفتنة من التسلل من جديد لضرب الحصانة اللبنانية المتنامية، والمناعة التي أخذت تضخ مجدداً في الحياة السياسية بعد المصالحات الأخيرة.
ثالثاً: ان التنبه الى ما تضمره "اسرائيل" وتخطط له أمر واجب، وينبغي أن لا ينخدع بعض الساسة بما يجري فيستغله لتحقيق أهداف سياسية أو انتخابية ضيقة تهمه وحده وتضر بالوطن ككل.
رابعاً: ان الجريمة هي جريمة كبرى بحق كل اللبنانيين وتستحق كل الإدانة والشجب والاستنكار، ولكن ليس بالإدانة والاستنكار وحدهما تُبنى الأوطان وتستعاد العافية المفقودة وينشد النهوض المرجو.. وعليه فإن الحسابات الوطنية يجب أن تُبنى على أسس متينة وسليمة. وإذا كانت المقاومة استطاعت أن تقطع اليد العسكرية التي امتدت إلى لبنان، فإن أجواء المصالحة الحقيقية والتواصل والحوار الوطني بين أبناء الأسرة اللبنانية الواحدة وبرعاية رئاسة الجمهورية، كفيلة هي الأخرى بسد منافذ التخريب التي يحاول الأعداء فتحها على لبنان.
العزاء كل العزاء للشهداء، شهداء المؤسسة العسكرية الجامعة، مؤسسة الجيش التي تضم تحت جناحها كل أبناء الوطن.. والدعاء كل الدعاء للجرحى من عسكريين ومدنيين بالشفاء العاجل.. والدعوة مفتوحة للتكاتف حتى نكون جميعاً والوطن أيضاً بخير.
الانتقاد/ العدد 1303 ـ 30 أيلول/ سبتمبر 2008
جريمة التفجير الأخير في طرابلس التي حصلت عشية عيد الفطر هي رسالة دموية بالغة الوحشية والقساوة لكل لبنان واللبنانيين، أياً تكن الجهة التي قامت بها. وهنا يجب وضع "اسرائيل" في أعلى لائحة المتهمين، فهي تستهدف الشر بالوطن كل الوطن، وبالمواطنين على اختلاف توجهاتهم السياسية وانتماءاتهم الطائفية والمذهبية.
الرسالة تقول شيئاً واحداً، ان من وراءها يحس بضررٍ فادح وبالغ جرّاء تعثر مشروعه في البلد، خاصة في الآونة الأخيرة، بفعل المصالحات والمصارحات التي طالت مختلف المناطق والطوائف.
ماذا يريد المتضرر من الاستقرار الأمني والسلم الأهلي في لبنان؟ بكل بساطة، هو يريد تفخيخ الأوضاع وتسميم الأجواء لإعادة البلد إلى دوامة الفتن والاقتتال الداخلي، وبالتأكيد فإن أي طرف داخلي يتولى هذا الأمر فهو لا شك يأتمر بأوامر خارجية.
في الحساب المنطقي، لا يبدو أن أياً من أطراف المعادلة الأساسية في البلد صاحب مصلحة في ما جرى، وبصورة أدق فإن كل الذين يمتلكون حسابات وطنية لبنانية راسخة هم متضررون حكماً من هذه الجريمة ومثيلاتها. أما الهامشيون الذين يقتاتون على فتات هزيل من التحالفات العابرة، أو يركبون موجات الصراع صعوداً وهبوطاً، فهم أكثر المستفيدين مما جرى، وعليه فإنه من الضروري والحري بأصحاب المصالحات والمصارحات أن يتنبهوا جيداً خلال هذه المرحلة الحساسة والخطرة، الى أن المستهدف الأساسي هو مشروعهم للمصالحة والسلم الأهلي والبناء الوطني.
يخطئ كثيراً من يظن أن العدو الإسرائيلي سيترك لبنان من دون أن يعكّر صفوه ويعرقل مسيرة نهوضه وبنائه، وحيث إن الخيارات العسكرية قد سقطت، سيما بعد حرب تموز 2006 والخسارة المدوية للعدو، فإن الخيار الأمني لا يزال خياراً متاحاً أمام الصهاينة، ولديهم من شبكات العملاء والمتعاملين الكثير، وكذلك من تلتقي حساباته السياسية الضيقة مع حساباتهم.. من هنا فإن مسلسل التفجيرات والاغتيالات قد يتصاعد، وهو ما تخوف منه أكثر من مسؤول لبناني وعربي.
لكن.. ما هو الموقف المطلوب اتخاذه حيال ما تقدم؟
أولاً: من الضروري أن يتكاتف جميع اللبنانيين رسمياً وحزبياً وشعبياً وقوى ومنظمات أهلية ومجتمعا مدنيا لدرء الخطر المقبل.
ثانياً: من الواجب أيضاً رفع مستوى الحيطة والتنبه والحذر، ومنع أيادي الفتنة من التسلل من جديد لضرب الحصانة اللبنانية المتنامية، والمناعة التي أخذت تضخ مجدداً في الحياة السياسية بعد المصالحات الأخيرة.
ثالثاً: ان التنبه الى ما تضمره "اسرائيل" وتخطط له أمر واجب، وينبغي أن لا ينخدع بعض الساسة بما يجري فيستغله لتحقيق أهداف سياسية أو انتخابية ضيقة تهمه وحده وتضر بالوطن ككل.
رابعاً: ان الجريمة هي جريمة كبرى بحق كل اللبنانيين وتستحق كل الإدانة والشجب والاستنكار، ولكن ليس بالإدانة والاستنكار وحدهما تُبنى الأوطان وتستعاد العافية المفقودة وينشد النهوض المرجو.. وعليه فإن الحسابات الوطنية يجب أن تُبنى على أسس متينة وسليمة. وإذا كانت المقاومة استطاعت أن تقطع اليد العسكرية التي امتدت إلى لبنان، فإن أجواء المصالحة الحقيقية والتواصل والحوار الوطني بين أبناء الأسرة اللبنانية الواحدة وبرعاية رئاسة الجمهورية، كفيلة هي الأخرى بسد منافذ التخريب التي يحاول الأعداء فتحها على لبنان.
العزاء كل العزاء للشهداء، شهداء المؤسسة العسكرية الجامعة، مؤسسة الجيش التي تضم تحت جناحها كل أبناء الوطن.. والدعاء كل الدعاء للجرحى من عسكريين ومدنيين بالشفاء العاجل.. والدعوة مفتوحة للتكاتف حتى نكون جميعاً والوطن أيضاً بخير.
الانتقاد/ العدد 1303 ـ 30 أيلول/ سبتمبر 2008