ارشيف من :أخبار لبنانية
فتنة "باب التبانة" ـ "جبل محسن"

استقرت حصيلة اشتباكات باب التبانة وجبل محسن في منطقة طرابلس على أربعة قتلى و28 جريحا في اشتباكات دارت طوال اليوم، والقتلى هم: سامر الرشيد، برهان الخطيب، احمد حسين السيد ومواطن من آل عبد الله.
وكانت الاشتباكات اندلعت عند الساعة الرابعة من فجر اليوم حيث دارت معارك عنيفة بين منطقتي باب التبانة، وجبل محسن، حي البقال، دوار الملولة، ومحيط سوبر ماركت الريفا في طرابلس، واستخدمت فيها مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية، اضافة الى عمليات القنص التي ادت الى سقوط جرحى جدد عرف منهم: خالد الراعي، ديالا عرعور، علام حمزة، عبد القادر شوام، ابراهيم محمود العلي، مصطفى نور الدين (عسكري).
وطاول القصف بالقذائف الصاروخية مباني في شارع ابن سينا في القبة للمرة الاولى وشارع الجديد، ما أدى الى عمليات نزوح كبيرة من قبل الاهالي الذين وجدوا من المدارس والمساجد مكانا جديدا للسكن.
وفي التفاصيل أن المدعو فادي ضاحي من جبل محسن ومحسوب على تيار موالٍ في باب التبانة جرى عراك بينه وبين عدد من الشبان الذين أسرفوا في شرب الخمر داخل أحد المقاهي في باب التبانة، تطور الى تضارب بالايدي وشتائم طالت العديد من السياسيين ما لبثت أن تحوّلت إلى إلقاء قنابل يدوية من قبل المدعو ضاحي باتجاه منطقة التبانة، وسط انتشار للشائعات عن أن هجوماً بدأ ضد التبانة، فخرج الناس إلى الشوارع حاملين الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية لتندلع مواجهات عنيفة أطلقت خلالها من قبل التيارات السلفية بمعدل 80 قذيفة "ار.بي. جي" استمر إطلاقها من السادسة صباحا حتى تمام الساعة التاسعة صباحا لتنتهي ذخائر المسلحين في التبانة والقبة و"لم يجدوا بديلا عنها حين نفدت".
في هذا الوقت انتشرت الاسلحة المتوسطة بكثافة في شوارع طرابلس وتحديدا في شارع ابن سيناء حيث استطاع انصار الحزب العربي الديمقراطي السيطرة على جزء كبير من منطقة القبة وصولاً لسيطرة النارية امتدت حتى "حي الراهبات"، شارع "الجديد"، محيط الريفا وشارع نادي الضباط حيث اعتلى القنّاصة أسطح المنازل وبدأوا باعمال قنص منعت أياً كان من التنقل ومؤازرة القوى المسلحة التي حوصر بعضها في مجمع الحريري والبعض الآخر في الراهبات وانقطعت عنهم الامدادات العسكرية ومواد التموين.
العمليات العسكرية قابلها اجتماع عقد في منزل مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، ضم ممثلين عن الاطراف المتنازعة في جبل محسن توصل إلى اتفاق وقف لإطلاق النار بدأ عند التاسعة مساء.
وشهد الاجتماع الذي عقد في منزل مفتي طرابلس والشمال مواقف عديدة علّق أصحابها على الأوضاع االمتوترة في المدينة.
وقال الرئيس نجيب ميقاتي: تداولنا مع صاحب السماحة والأخوة قيادات ونواب مدينة طرابلس في الأحداث الأمنية المتنقلة في لبنان إضافة إلى التعبئة النفسية والإعلامية التي تحصل ، كل هذه الأمور برأينا تؤدي الى أحداث ربما تبدأ فردية ولكنها تكبر وتنمو، وهذا برأينا يشكل خطراً حقيقياً على السلم الأهلي . وقد أكدنا خلال اجتماعنا اليوم على أن رهاننا هو على الدولة ونحن متمسكون بالجيش ووجوب القيام بدوره كاملاً في حفظ الأمن والنظام وحماية المواطنين والعيش الواحد بين جميع أبناء الوطن على اختلاف انتماءاتهم وطوائفهم، وقد أعطينا في حضور ممثل عن الجيش اللبناني كل الغطاء السياسي اللازم لكي يقوم الجيش بدوره كاملاً وخاصة لتوقيف كل مخل بالأمن في مدينة طرابلس .
سئل: هل يمكننا أن نقول إن هذه الاشتباكات انتهت؟
اجاب: لو كان القرار بيدنا لما كانت بدأت أصلا، ولكننا نؤكد أن هناك دعماً كاملاً للجيش ليأخذ دوره ونتمنى على جميع المعنيين من قيادات وأفراد العمل على إبعاد طرابلس والشمال عن الفتن التي تسيء إلى السلم الاهلي لا سيما وأن طرابلس هي على الدوام مدينة حاضنة للجميع.
سئل :هل سيكون الجيش حازما ويتمكن بالتالي من إعادة الاستقرار؟
أجاب: اخذنا الوعود من قائد منطقة الشمال العسكرية بأن الجيش سيقوم بدوره كاملا بتثبيت الأمن ومعالجة أي خلل أمني.
سئل:هل علمتم سبب انسحاب الجيش من هذه المناطق؟
أجاب: لقد اوضح لنا ممثل الجيش اللبناني أسباب هذا الانسحاب وقال بحيثيات تقنية عسكرية لا خلفية لها، ولم تأت كخطوة متحيزة لصالح جهة ضد أخرى.
سئل : هل هناك من موعد لوقف اطلاق النار؟
أجاب: سيرأس حضرة العميد اجتماعا أمنياً لجميع الاطراف من الجانبين لتثبيت وقف اطلاق النار.
ونوس
ودعا النائب بدر ونوس أهالي بعل محسن والتبانة الى عدم الانجرار لمحاولات إشعال الفتنة وتوتير الأجواء وإلى ترك المعالجات للجيش اللبناني والأجهزة الأمنية المخولة للحفاظ على الامن. كما نشدد على وجوب تدخل الجيش للفصل بين المتقاتلين والرد على مصادر النيران من أي جهة أتت وإسكاتها وملاحقة مفتعليها. كما تدعم الجهود المبذولة من قبل فاعليات البلد والهيئات الروحية في مساعيها لوأد الفتنة التي لا يريد مفتعلوها الخير للبلد".
الحزب العربي الديموقراطي
واستنكر الحزب العربي الديموقراطي خلال اللقاء الساخن "الاعتداء الذي دبرته الايدي الاثمة على مناطقنا حيث تم اطلاق نار متقطع مع بعض القنابل اليدوية في الساعة الثالثة إلا ربع فجرا باتجاهنا. ثم ازداد اطلاق النار على كافة المحاور امتدادا من التبانة حتى القبة وبكثافة كبيرة مما يدل أن الامر مدبر ومخطط له مسبقا من قبل مجموعات مشبوهة سخرت نفسها للأعمال الإجرامية مقابل حفنة من الدولارات عن طريق بعض السفارات".
اضاف "ودفاعا عن انفسنا وبعد ان تركنا الامر للجيش اللبناني عدة ساعات، ولكن الامر خرج عن حده حيث قاموا بالهجوم علينا مما اضطرنا للدفاع عن أنفسنا والرد الساعة السابعة صباحا".
وتابع: "ان الحزب العربي الديموقراطي يهيب بأجهزة الدولة للحد من هذه الفوضى والاقتصاص من المجرمين المعتدين حتى لا نقع بامور لا تحمد عقباها، خاصة ان اهل التبانة والقبة غير راضين عن هذه الممارسات والاعتداءات علينا".
منقارة
رئيس مجلس قيادة حركة التوحيد الإسلامي, الإسلامي ,الشيخ هاشم منقارة استنكر الفتنة المتنقلة بين الحين والآخر والتي وصلت إلينا وأوقعت القتلى والجرحى وأحرقت البيوت وشردت الأهالي وأرعبت الأطفال والنساء دون هدف واضح إلا الخراب والدمار وإثارة الغرائز والأحقاد الدفينة التي تطل برأسها بيد من لا يعيش إلا بها ولا يعبأ به إلا بوجودها.