ارشيف من :أخبار عالمية

ارتفاع عدد الشهداء إلى 49 شخصاً بينهم مسؤولون في الحرس الثوري في هجوم بلوشستان

ارتفاع عدد الشهداء إلى 49 شخصاً بينهم مسؤولون في الحرس الثوري في هجوم بلوشستان
طهران ـ سعد حمية
اثار الهجوم الارهابي الذي استهدف اجتماعاً في منطقة بيشن  بمدينة سرباز التابعة لمحافظة سيستان بلوشستان جنوبي شرق الجمهورية الإسلامية الايرانية استياءً عارماً في الشارع الإيراني واستدعى العديد من المواقف التي اتهمت عدداً من القوى الدولية والاقليمية بالوقوف ودعم من يقف وراء الهجوم .
الهجوم الدموي أسفر عن استشهاد عدد من قادة الحرس الثوري أبرزهم نائب قائد القوة البرية العميد علي شوشتري و العميد محمد زاده قائد قوات الحرس في سيستان وبلوشستان ومسؤولون آخرون إضافة إلى علماء دين من السنة والشيعة وزعماء القبائل في المنطقة، وارتفعت الحصيلة غير النهائية للضحايا إلى تسعة وأربعين شهيداً وعشرات الجرحى.
الهجوم نفذه شخص يرتدي حزاماً ناسفاً في وقت كان مسؤولو الحرس وزعماء القبائل وعلماء الدين وزعماء القبائل يستعدون لعقد اجتماع تحضيري لمؤتمر الوحدة بين العشائر السنية والشيعية لتمتين أواصر الوحدة بين أهالي المنطقة والعمل على تعزيز سبل الاستقرار الاجتماعي والأمني في المنطقة لمواجهة محاولات زعزعة الامن وبث الفرقة من قبل جماعة عبد المالك ريغي وعصابات تهريب المخدرات التي نشطت منذ الاحتلال الأميركي لأفغانستان والتي ترتبط بدول أجنبية.
وقد اتهم المسؤولون الايرانيون ما يسمى جماعة جند الله بالوقوف وراء الهجوم الاخير، وهي جماعة سبق وأن نفذت اعمالاً إرهابية وآخرها استهداف مسجد في زاهدان قبل شهرين ما أسفر عن استشهاد عدد من المصلين.
مجمل المواقف الايرانية ذهبت مباشرة الى اتهام واشنطن ولندن وأجهزة الاستخبارات الاسرائيلية، وتحدثت عن أدلة تؤكد قدوم المهاجمين من باكستان، كما سارعت الخارجية الإيرانية إلى استدعاء القائم بالاعمال الباكستاني  لمطالبة اسلام اباد باتخاذ إجراءات حازمة تجاه هذه الجماعة التي تتحرك من المناطق الباكستانية المحاذية لايران.
هذا وقد توعد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بأن ينال الجناة عقابهم سريعاً مؤكداً أن محاولات زعزعة الأمن وبث الفتنة في سيستان وبلوشستان مصيرها الفشل كما حصل سابقاً، وذهب رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني إلى اعتبار الهجوم الاحير نتيجة للأداء الأميركي مشيراً إلى اتصالات بين الجماعات الاجرامية وواشنطن وقال "إن هدف الارهابيين زعزعة الأمن والاستقرار وعرقلة مسيرة التنمية الاقتصادية ".
أما رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى علاء الدين بروجردي، فأشار إلى دور العميد شوشتري في اقامة افضل العلاقات مع زعماء العشائر بمحافظة سيستان وبلوشستان، وقال" إن العلاقات بين الحرس الثوري وعشائر البلوش كانت جيدة للغاية وهو ما أثار غضب أعداء الثورة الاسلامية  خاصة أميركا التي تدعم الارهابيين" 
الهجوم لاقى ردود فعل شاجبة من قبل النواب السنة في مجلس الشورى واتهم  بيان تلاه نائب بوكان "الاستكبار العالمي وعدد من الوهابيين العملاء المنحرفين " واعتبر البيان أن الهجوم استمرار لهجمات سابقة أسفرت عن استشهاد عدد من علماء الدين من السنة والشيعة ، كما أكد البيان أنه "متوقع أن يتم الكشف بأسرع وقت ممكن عن الضالعين في هذه الجريمة لينالوا جزاءهم العادل "، واعتبر أن "تنفيذ هذه الاعمال الارهابية التي تهدف إلى اثارة الخلاف بين السنة والشيعة لن تمس وحدة الإيرانيين بل على العكس ستزيد من متانتها أكثر خلف قائد الثورة الإسلامية السيد على الخامنئي".
ويأتي هذه الهجوم ليعيد مجدداً التوتر إلى علاقات طهران مع الدول التي اتهمتها بالوقف ودعم الجماعات المعادية للثورة والتي نشطت في الأونة الاخيرة خصوصاً عقب احداث الشغب التي شهدتها طهران عقب الانتخابات الرئاسية العاشرة وما تخللها من تدخلات اجنبية لأجهزة الاستخبارات الدولية والحملة الاعلامية المستمرة ضد طهران ضمن حملة منسقة واضحة أشار إليها المسؤولون الايرانيون عدة مرات وأكدتها الاعترافات خلال المحاكمات للمتهمين باثارة وتنظيم أعمال الشغب التعاون مع منظمات محظورة في إيران بتحريض من اجهزة استخبارات دولية وتسخير وسائل الاعلام والمواقع الالكترونية لتضليل الرأي العام الايراني والرأي العام الدولي والتحريض ضد القيادة الايرانية  تحت عنوان الاصلاح والديمقراطية.
2009-10-18