تضاربت التقارير الصحفية الصادرة فى القاهرة اليوم الاثنين حول استقالة مرشد جماعة الاخوان المسلمين محمد مهدي عاکف من منصبه بعد تصاعد الخلافات داخل صفوف الجماعة فى الفترة الأخيرة.

وقالت صحيفة الشروق المستقلة نقلا عن مصادر داخل الجماعة أن عاکف تقدم باستقالته لمکتب الارشاد صباح أمس الأحد مطالبا بتقديم موعد نهاية ولايته وأن الدکتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد سيقوم بأعمال المنصب کمفوض من أعضاء مکتب الارشاد لحين اجراء انتخابات لاختيار مرشد جديد فى كانون الثاني/يناير المقبل.

وأرجعت الصحيفة نقلا عن تلك المصادر استقالة عاکف الى عدم موافقة مکتب الارشاد على طلبه بتصعيد الدکتور عصام العريان کنائب ثالث له.

في المقابل نفى موقع جماعة الاخوان المسلمين الرسمي (اخوان أون لاين ) أن يکون مرشد الجماعة قد تقدم باستقالته مؤكدا انه مارس عمله بمکتبه أمس وعقد عدة لقاءات.

ونقل الموقع الليلة الماضية عن عاکف قوله ان هناك سعيا حثيثا من قبل بعض وسائل الاعلام الى افتعال مواقف هامشية لصرف النظر عن قضايا أکثر أهمية مطالبا بأنه من الأولى "تسليط الضوء لفضح ممارسات النظام ضد معارضيه حيث يجرى بصورة دورية القاء القبض على عشرات من الاخوان وترويع اسرهم ومحاربتهم فى أرزاقهم".

غير أن الموقع أشار الى رفض المرشد العام الخوض فى الرد على ما تردد بخصوص استقالته مؤکدا أن أمور الجماعة موکولة لأعضائها وهم وحدهم المنوط بهم ترتيب شأنها الداخلي.

من جانبه، ذکر موقع صحيفة المصريون الاليکتروني ان المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين تراجع عن قرار استقالته بعد مضي خمس ساعات فقط من مغادرته مکتب الارشاد الى منزله، مضيفا أن أعضاء مکتب الارشاد عقدوا اجتماعا مغلقا فى مقر الجماعة بالمنيل في القاهرة لدراسة الموقف من قرار عاکف بالاستقالة، غير أن ضغوطا مکثفة على عاکف دفعته الى التراجع عن قراره غير المسبوق فى تاريخ الجماعة منذ انشائها قبل ثمانين عاما، لافتا الى ان الضغوط تركزت فى تحذيره من أن قراره بالاستقالة يهدد بحدوث انقسامات وانشقاقات خطيرة فى صفوف الجماعة الأمر الذى يهدد وجودها فى ظل ظروف استثنائية وغير طبيعية فى ضوء الحملات الأمنية الشرسة التى تشن عليها من کل اتجاه.

نقلت صحيفة الشروق عن مصادر مطلعة أن أطرافا طلبت من عاکف عدم الاعلان عن قرار باستقالته وأن يستمر فى التواجد بمکتب الارشاد `حتى ولو کان صوريا - لحين انتهاء ولايته بعد ثلاثة أشهر من أجل تفويت الفرصة على من وصفتهم المصادر بالشامتين و المتربصين بالجماعة.

فى الوقت نفسه، أکدت صحيفة المصري اليوم نشوب أزمة کبيرة فى مکتب ارشاد جماعة الاخوان المسلمين بسبب محاولات عاکف تصعيد العريان عضو مجلس شورى الجماعة الى عضوية المکتب مشيرة الى أن مصادر داخل جماعة الارشاد لم تحسم بعد صحة أنباء استقالة المرشد العام الذي واجه ضغوطا شديدة فى اجتماع عاصف أمس لمکتب الارشاد بسبب رفض عدد من اعضائه رغبة عاکف فى تصعيد العريان.

ولفتت الصحيفة الى ان عاکف انهى الاجتماع وغادر الي منزله فورا وهو فى حالة انفعال شديد بعد أن کلف نائبه الأول محمد حبيب بممارسة مهام عمله وفقا للائحة الداخلية للجماعة.

المحرر الاقليمي + وكالات