ارشيف من :أخبار عالمية

هللي يا غزّة .. أبواب رفح قد فُتِحَت

هللي يا غزّة .. أبواب رفح قد فُتِحَت
هللي يا غزّة .. أبواب رفح قد فُتِحَت

نادر عز الدين

هلّل يا أقصى.. المحاصر هلّل، كبري يا مآذن القدس ليصدح صوت الآذان من شمال فلسطين المحتلة حتى جنوبها، إقرعي يا كنيسة القيامة أجراسك مبتهجة، زغردي يا رياح و اعزفي نشيد الكرامة والعزة والنخوة العربية، فها هي مصر أم العرب والعروبة تفرج صدر غزة وشهدائها، ها هي مصر أنور السادات تضحض كل ما سيق لها من اتهامات منذ توقيعها لمعاهدة السلام مع العدو الإسرائيلي، ها هي مصر حسني مبارك تتجه لإعلان فتح معبر رفح!
 المعبر الذي أغلقته منذ ما يقارب الثلاثة أعوام بوجه المقاومة، بوجه أهل غزة فحاصرتهم حتى مات بعضهم جوعاً، بوجه حليب الأطفال، بوجه جرحى العدوان الإسرائيلي. لم تلبي آنذاك مصر العربية صيحات إخوانها ولم تسمع أذني حسني مبارك وحكومته أنين الأطفال وآهات الأمهات الثكلى!  فأصرّت على احترام السيادة (الإسرائيلية) حتى أطلقت قواتها العسكرية النار بوجه من حاول الهرب من آلة القتل الصهيونية فأردته قتيلاً. مصر التي اعتقلت المجاهد سامي شهاب وإخوانه وسجنتهم بتهمة العمالة لحزب الله ومحاولة تهريب رصاصات المقاومة لتسكن في صدر المحتل الغاصب، ويا لها من تهمة!
كم أتمنى لو كنت إلى جانب كل قارئ منكم لكي أتفحص معالم وجهه عندما يسمع أن مصر تلك نفسها قررت أن تفتح أبواب رفح ولو متأخرة قليلاً! أنا أراكم الآن وأرى البسمة مرسومةً على وجه كل عربي وأجنبي شريف مقاوم، ومن الممكن أن تكون الدهشة قد أصابتكم أيضاً وبعضكم ينده لأهله أو لأصدقائه أو لجيرانه ليزف لهم الخبر المعجزة ..

ولكن انتظروا لحظة!

لقد قررت جمهورية مصر العربية أن تفتح معبر رفح الحدودي بطلب من العدو الصهيوني!
صدقوا أو لا تصدقوا فالطلب هو من "نادى هواة الدراجات البخارية الصهيوني" أما السبب  فهو إقامة سباق دراجات بخارية إسرائيلي على الأراضي المصرية بموافقة وترحيب الحكومة المصرية!
وبحسب اللجنة الصهيونية المشرفة التي وضعت خط السير فإن السباق سينطلق من معبر رفح الحدودي ثم سيبيت المشاركون فيه من الإسرائيليين في فندق طابا، على أن يتوجه المتسابقون في اليوم التالي إلى القاهرة عبر نفق الشهيد أحمد حمدي ليقطعوا بذلك حوالي 500م داخل القاهرة، يقومون بزيارة الأهرامات في اليوم التالي، ويواصلون بعدها السباق حتى محافظة البحيرة ليقطعوا بذلك مسافة 400م تقريبًا.
وفى اليوم الرابع والخامس يتوجهون إلى واحة الفرافرة ثم الواحة الداخلية ثم إلى الخارجة، وفى اليوم السادس يمتد السباق إلى مدينة الأقصر ليعبروا في اليوم السابع نهر النيل ومنه إلى الغردقة ثم السويس.
وفى اليوم الثامن، يعود المتسابقون أدراجهم حتى مدينة طابا في سيناء ليقضوا ليلتهم فيها، وفي اليوم الأخير يعود الإسرائيليون إلى نقطة البداية وهى معبر رفح الحدودي ليعبروا إلى الكيان الصهيوني.

وكان النائب المصري الدكتور "فريد إسماعيل" فد تقدم بسؤال عاجل إلى رئيس مجلس الوزراء ووزيري السياحة والتنمية المحلية ورئيس المجلس القومي للشباب والرياضة حول عزم "نادى هواة الدراجات البخارية الصهيوني" إقامة سباق للدراجات البخارية على الأراضي المصرية خلال فترة تستمر من 6 إلى 9 أيام.
واستغرب "إسماعيل" في سؤاله صمت الحكومة المصرية رغم إعلان اللجنة المشرفة على السباق لخط السير، مؤكداً أن هذا الصمت يثير الدهشة ويعتبر تحديًا صريحًا من الحكومة المصرية لكل مشاعر الشعب المصري الرافضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني بكافة أشكاله وألوانه.
وتساءل عن سر عدم رفض الحكومة لإقامة مثل هذا السباق الصهيوني الذي قال أنه يمثل وصمة عار على جبين الحكومة المصرية.

ويبقى السؤال الأهم: هل أرض الكنانة أصبحت ملعبًا للصهاينة لإقامة مسابقاتهم؟
سؤال نضعه برسم كل من بقي لديه حس الشرف والنخوة العربية، مقدمين اعتذاراً بإسم الشعب المصري وكافة الشعوب العربية لآلاف الشهداء الذين سقطوا في حرب عام 1967، ولمئات الأسرى من جنود عبد الناصر البواسل الذين أعدموا ودفنوا وسط صحراء سيناء.

ولا يسعنا في النهاية سوى أن نترحم على الرئيس جمال عبد الناصر الذي مات ومات معه حياء قادة مصر و دفنت معه مصر العربية.

عشتم وعاشت الشهامة العربيّة!

2009-10-20