حذرت جامعة الدول العربية من أن سلطات الاحتلال الاسرائيلي تقوم بحملة تهويد غير مسبوقة في محيط المسجد الاقصى المبارك بدأت مع بداية فصل الصيف وتتضمن مخططا بإقامة 60 وحدة على بعد مئات الأمتار من المسجد ومطلة عليه وذلك في منطقة رأس العامود.
ونبه تقرير لقطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة صدر اليوم الى ان سلطات الاحتلال بدأت بالفعل في اقامة البنى التحتية في الموقع بعد استيلاء المنظمات الاستيطانية الصهيونية على مساحات من الأراضي العربية في المدينة المقدسة.
وقال التقرير انه لتسويق هذا المشروع تقوم منظمات وشركات تهويدية صهيونية بحملة اعلامية لترويج المشروع من خلال تركيز مادتها الاعلامية على وجود هذه الوحدات الاستيطانية قرب المسجد الاقصى وسهولة الوصول اليه مشيا على الاقدام وان كل نافذة من نوافذ الوحدة السكنية تطل على المسجد.
وأضاف ان من بين الداعمين الاساسيين لهذا المشروع الثري اليهودي الامريكي مسكوفيتش الذي يدعم عمليات الاستيطان الاسرائيلي في القدس المحتلة محذرا من ان عدد المنازل العربية المعرضة للهدم في مدينة القدس المحتلة نتيجة الاجراءات الاسرائيلية التعسفية يصل الى 150 ألف منزل يمكن هدم أي منها في أي يوم حيث هدمت سلطات الاحتلال 80 منزلاً في القدس منذ مطلع العام الجاري. وأكد التقرير أن إسرائيل تفرض قيوداً صعبة على الفلسطينيين للحصول على تراخيص بناء وتصل قيمة الترخيص في حال الحصول عليه الى 30 ألف دولار امريكي مشيرا الى ان ما يكابده الفلسطينيون في العديد من احياء القدس من شروط تعجيزية لاستصدار تراخيص بناء أو توسيع المباني القائمة حيث تشهد تلك الضواحي نتيجة لذلك ازمة خانقة مما يضطر أهالي القدس المحتلة للبناء بدون ترخيص وتكون أوامر الهدم لهم بالمرصاد.
ونقل التقرير عن مركز "القدس للحقوق الاقتصادية" قوله إن سلطات الاحتلال سلمت خلال شهر آب الماضي 50 إخطاراً لهدم منازل لمواطنين فلسطينيين في بلدة العيسوية بدعوى عدم الترخيص أثناء البناء وربط المركز بين التصعيد في هدم المنازل والتطورات الامنية في المدينة.
كما وجهت سلطات الاحتلال في تموز الماضي 10 إخطارات هدم لمنازل فلسطينيين في حي البستان بمساحة 50 دونما بقرية سلون جنوبي المسجد الأقصى المبارك.
وكشف التقرير عن وجود خريطة مخطط جديد في بلدية القدس لإعادة تفعيل ملف هدم منازل حي البستان والذي تم تجميده قبل عامين من خلال ممارسة الفلسطينيين لضغوط سياسية ودبلوماسية وجماهيرية لافتاً الى ان هذا المخطط يتضمن تعريض قرية سلوان لهجمة استيطانية شرسة مدعومة من المؤسسة السياسية الرسمية متعددة الوسائل خاصة في وادى حلوة وحي البستان بهدف تهجير أهالي المنطقة من الفلسطينيين. ونقل التقرير عن مؤسسة القدس الدولية تحذيرها من تسارع الحفريات أسفل المسجد الأقصى المبارك وفي محيطه في 18 موقعاً في مختلف جهاته موضحاً أن الطريق "الهيرودياتي" الذي يمتد بطول أكثر من 600 متر ويربط ساحة البراق بالمدخل الجنوبي للمدينة يشكل أخطر الحفريات. وذكرت المؤسسة أنه يوجد في الجهة الغربية للمسجد 10 مواقع حفريات من أكثرها نشاطاً شبكة أنفاق الحائط وفي الجهة الشمالية خاصة في منطقة المدرسة العمرية الملاصقة لدرب الآلام حيث موقع بركة القيرة.
كما نقل التقرير عن معهد الابحاث التطبيقية "أريج" تحذيره من خطورة مشروع مستوطنة البوابة الشرقية والخطة "اي 1" والذي صمم لربط مستوطنة "معاليه ادوميم" بالقدس المحتلة من خلال إقامة 500 وحدة سكنية ومنطقة صناعية ومكاتب وأماكن ترفيهية ورياضية و10 فنادق ومقبرة بهدف زيادة عدد المستوطنين في المستوطنة الى 70 ألفاً مع نهاية العام الحالي وتحقيق تقييد النمو الطبيعي للمجتمعات الفلسطينية ومنع التواصل الجغرافي للدول الفلسطينية وتطويق مدينة القدس المحتلة بالمستوطنات والمستوطنين.