ارشيف من :أخبار عالمية

هل اقتربت المواجهة الاسرائيلية الايرانية...؟

هل اقتربت المواجهة الاسرائيلية الايرانية...؟


تشهد منطقة الشرق الاوسط تطوراً للاوضاع السياسية في اتجاه يعاكس بوصلة الاهداف الاميركية، وفي مكان وتوقيت حرج اقليميا مرده الى توتر العلاقة التركية الاسرائيلية من جهة والغزل السوري التركي من جهة مقابلة، وتنامي القدرة العسكرية والنووية الايرانية، بدأت الولايات المتحدة الاميركية مناورات عسكرية مشتركة مع "اسرائيل" في مياه البحر الأبيض المتوسط وتحمل اسم "جونيبر كوبرا 10".

وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيحاي أدرعي أن "التدريب بدأ اليوم، وسيستمر حتى العاشر من شهر تشرين الثاني المقبل". وأوضح مسؤولون في وزارة الحرب الإسرائيلية، بحسب ما ذكرت جريدة الأخبار، أنه "خلال المناورات التي تستغرق أسبوعين، يقوم نحو ألف فرد من القوات الأميركية بتركيب صواريخ اعتراضية على الأرض وفي البحر، مثل نظام صواريخ ايجيس ونظام الدفاع الميداني (تي.أتش.آيه.آيه.دي)، وصواريخ باتريوت إلى جانب الدرع الصاروخية الإسرائيلية "حيتس/آرو 2"

وعلى الرغم من أن الجيشين الإسرائيلي والأميركي أجريا تدريبات مشابهة خلال السنوات الماضية، إلا أن "التدريب الحالي هو الأكبر من نوعه..وهو يستند إلى اتفاقيات تعاون طويلة الأمد بين الجيشين، وهذه المرة الخامسة التي يجري فيها هذا التدريب، ويحصل مرة كل عامين في موعد محدد"، بحسب مصدر في الجيش الإسرائيلي .

وأوردت جريدة السفير معلومات إضافية فقالت إنه إلى جانب البوارج الحربية الأميركية والإسرائيلية سيشارك في هذه المناورات محطات رادار وبطاريات صواريخ من أنواع مختلفة.

وتهدف المناورة الأميركية الإسرائيلية المشتركة، للتدرب على التنسيق بين قوات كل طرف وقوات الطرفين في حال تعرض إسرائيل لهجمات صاروخية واسعة.

وتستند فكرة المناورة إلى احتمال تورط "إسرائيل" في حرب شاملة، تتعرض فيها لهجمات صواريخ متوسطة المدى من سوريا، وصواريخ متوسطة المدى وأخرى قصيرة المدى من حزب الله، وصواريخ بعيدة المدى من إيران وصواريخ قصيرة المدى وبدائية من قطاع غزة.وستطلق في جزء منها صواريخ فعلية تهديدا ومضادات.

وحول برنامج المناورة اشارت السفير ان "فرضية العمل في أساس المناورة هي انه في أثناء الحرب ستنقل الولايات المتحدة لإسرائيل منظومات دفاعية ضد الصواريخ تعمل إلى جانب منظومة صواريخ «حيتس 2»، وذلك بالتوازي مع تواصل الصناعات الجوية تطوير منظومة «حيتس 3» التي ستكون أكثر تطورا. وشدد مسؤولون أميركيون على أن السيناريو المفترض للمناورة هذا العام هو الأكثر تعقيدا منذ البدء بها".

اما حول الاسلحة الاميركية المستخدمة فتقول الصحيفة إن "البوارج الأميركية، التي تبحر قبالة الشواطئ الإسرائيلية، تحتوي على منظومات صواريخ مضادة للصواريخ من ألانواع ألاكثر تطورا. وتعتبر هذه المنظومات جزءا من الانتشار الأميركي لمواجهة خطر الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى.

وستشارك في المناورة بطاريات صواريخ «ثاد» الأميركية ومنظومات مضادة للصواريخ من طراز «باتريوت» و«هوك». كما سيتم استخدام الرادار الأميركي الجديد الذي نصب في الأراضي الفلسطينية المحتلة قبل نحو سنة للتحذير من نار الصواريخ البالستية. ويوفر الرادار زمن إنذار أطول مما في الماضي، ويسمح للإسرائيليين بالوصول في الوقت المناسب إلى الأماكن المحصنة.


لا شك في أن المناورات المشتركة الاميركية الاسرائيلية تأتي في إطار ما تعتبره واشنطن حمايةً لامنها القومي في الشرق الاوسط، والتزاماً بسياستها في حماية أمن الكيان الصهيوني، لكن لابد من وضعها ايضاً في إطار مواجهة مستجدات ميدانية وسياسية في المنطقة، اهمها:

1: تنامي القدرات الايرانية التي تعتبرها الولايات المتحدة الاميركية والقوى الغربية مجتمعة تهديداً لأمن "اسرائيل"، فضلاً عن ثبات الموقف الإيراني إزاء الضغوطات الدولية الكبيرة في ما يتعلق بالملف النووي.


2:الخشية الإسرائيلية من التورّط في حرب شاملة تتعرّض فيها لهجمات صاروخية مباشرة تنقل المعركة إلى داخل حدود فلسطين وفي عمق الكيان الصهيوني. سواء من سوريا أو قطاع غزة أو من إيران.


3: تطوّر الترسانة العسكرية للمقاومة الاسلامية، على مستوى الكم والنوع، ما يدفع المسؤولين العسكريون في كل من تل أبيب وواشنطن إلى إجراء مراجعات استراتيجية معمّقة لدراسة سبل اتقاء نيران حزب الله في حال وقوع أي حرب.


4: اختلاف منظومة التحالفات الإسرائيلية مع بعض دول المنطقة شكلاً ومضموناً، في حال الدخول في أي حرب عسكرية مع ايران، خصوصاً أن الحليف الأكبر الولايات المتحدة لم تجد طريقها بعد للتخلص من المستنقع الأفغاني الجديد، وهي لما تخرج من المستنقع العراقي.


وفي الخلاصة يمكن وضع هذه المناورات في إطار استعراض العضلات، بعيداُ عن اي إمكانية اسرائيلية حالية في الدخول بمواجهة عسكرية مع ايران، وبالتالي فهي لا تعدو كونها عملية تهدف لاثبات الحضور ميدانياً، ورسالة سياسية تحذيرية لدول الممانعة، وفي الوقت نفسه إٍشارة دعم لما يسمى دول الاعتدال العربي.

المحرر الاقليمي

2009-10-21