القاهرة ـ "الانتقاد.نت"

في تردٍ واضح للعلاقات المصرية الإسرائيلية، وفي قرار ثانٍ ومفاجئ... قررت مصر استبعاد وفد طبي إسرائيلي من المشاركة في مؤتمر دولي لمكافحة مرض السرطان يعقد في الإسكندرية هذا الأسبوع، وتنظمه مؤسسة سوزان كومان، وهي جمعية أمريكية رائدة في مجال مكافحة سرطان الثدي، تحت رعاية عقيلة الرئيس المصري سوزان مبارك.

وكان التليفزيون الإسرائيلي قد أذاع أن الوفد الطبي الإسرائيلي قد تحايل لدخول مصر بجوازات سفر أجنبية للمشاركة في المؤتمر، وفور أن علمت السلطات المصرية بحقيقته، حتى أبلغت الوفد تليفونياً بالاعتذار عن عدم مشاركته.

وقالت القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلي "إن الوفد الطبي كان سيعرض خبرات إسرائيل في مكافحة مرض السرطان، والأمراض المستعصية، ورغم انتهاء الإجراءات الأمنية الخاصة باستقباله، وترتيبات لقائه مع سوزان مبارك، رئيسة المؤتمر، فإن أفراد الوفد فوجئوا بقرار استبعادهم في اللحظة الأخيرة."

وصرحت رئيسة جمعية مكافحة الأمراض المستعصية في "إسرائيل"، ديبورا كورن، بأنها استعدت للمشاركة في المؤتمر، بصحبة زوجها البروفيسور بن كورن خبير علاج الأورام، لكن قرار منعهما وصل في اللحظة الأخيرة، وأضافت: "تلقينا مكالمة تليفونية من مصر، تبلغنا أن وزير الصحة الدكتور حاتم الجبلي قرر منعنا من المشاركة، ولا نعتقد أن القرار يرتبط بأسباب أمنية، فقد حصلنا على كل التصاريح اللازمة، بل نظموا لنا لقاء مع السيدة سوزان مبارك، وكنا قد قررنا دخول مصر بجوازات سفر أجنبية، لكن ما إن اكتشفوا أننا إسرائيليون، حتى أبلغونا برفضهم استقبالنا".

ومن جانبها، أبدت وزارة الخارجية الإسرائيلية استياءها من القرار، وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة: "إذا كانت هذه المعلومات صحيحة، فإننا نتعامل مع خطوة مصرية خطيرة، تنطوي على رفض منح تأشيرات لمواطنين إسرائيليين، ونحن سنتوجه بطلب إلى السلطات المصرية لإيضاح وتفسير الأمر، وإصلاح الوضع".

وكانت مصر قد رفضت في وقت سابق منح تأشيرة دخول لرئيس اتحاد مقاولي ‬البناء الإسرائيليين للمشاركة في‮ ‬مؤتمر‮ ‬اليوروميد‮ ‬بالإسكندرية‮؛ بعدها أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بيانًا ‬وصفت فيه قرار مصر بأنه‮ "‬غريب‮".

و‬أعرب البيان عن‮ ‬استغراب‮ ‬وزارة الخارجية الإسرائيلية من القرار المصري، ‬وزعمت عدم وجود أسباب لرفض مصر منح تأشيرة دخول لرئيس اتحاد مقاولي‮ ‬البناء الإسرائيليين).

وأشار البيان إلي‮ ‬أن‮ ‬ما قامت به السلطات المصرية ليس بأمر جديد،‮ ‬وسبق أن دأبت مصر على‮ ‬القيام بمثل هذه الأمور،‮ ‬وقامت أكثر من مرة بتشديد إجراءات الدخول على‮ ‬الإسرائيليين المدعوين للمشاركة في‮ ‬مؤتمرات دولية تعقد داخل الأراضي‮ ‬المصرية‮. ‬

‬وهدد ‬يهودا تلمون رئيس اتحاد المنظمات‮ ‬غير الحكومية الإسرائيلية بالرد على‮ ‬الموقف المصري، وقال‮: "‬نقوم بدراسة الموضوع جيدا لاتخاذ الخطوات اللازمة"، كما أكد على ‬اعتزام رئيس اللجنة الاقتصادية في‮ ‬الاتحاد الأوروبي‮ ‬تقديم احتجاج رسمي‮ ‬لدى‮ ‬القيادة السياسية المصرية ضد ما سماه بتعنت السلطات المصرية في‮ ‬قضية منح‮ ‬يوس جوردون رئيس اتحاد مقاولي‮ ‬البناء الإسرائيلي) ‬تأشيرة دخول مصر‮. ‬

 وأكدت مصادر بالخارجية الإسرائيلية أن القنصل المصري‮ ‬رفض‮ ‬3‮ ‬مرات طلب افرايم جويولوني‮ ‬رئيس القسم الاقتصادي‮ ‬والاجتماعي‮ ‬باتحاد نقابات العمال الإسرائيلي) ‬للحصول على‮ ‬تأشيرة دخول مصر للمشاركة في‮ ‬مؤتمر اليوروميد،‮ ‬ثم وافق على‮ ‬طلبه أخيرا‮.‬ 

كل هذا يجري في الوقت الذي واصلت فيه وزارة الخارجية المصرية‮ ‬التزام سياسة الصمت التام مع تصاعد حملة الوقاحة الإسرائيلية.