ارشيف من :أخبار لبنانية
بهجة العيد لم تكتمل في ظل عتمة السياسة وغياهب دهاليزها فهل يفتح باب المصالحات الجارية كوة امل لبهجة عارمة؟؟
علي عوباني
انقشع هلال عيد الفطر المبارك وهل العيد السعيد هذا العام , ثم غاب عنا ولا عيدية ولا من يحزنون , اتى العيد ببهجة على أوجه اللبنانيين لكنها ليست بالبهجة التي اعتادوها , فهي بقيت غير مكتملة في ظل عتمة السياسة وغياهب دهاليزها التي لم تنقشع عن لبنان منذ عامين ونيف , والتي حرفت مساره التاريخي الناصع وزجت به في غمرة الفتن والمؤامرات الدولية الكبرى التي لا مكان فيها للضعفاء ولا للمصطفين على أبواب السفارات الغربية ولا غيرها .
على كل حال ونحن نعايد اللبنانيين في عيدهم نأمل ان يفتح باب المصالحات الجارية كوة امل لبهجة عارمة على وجوه اللبنانيين في عيدهم القادم , في وقت بقي فيه الأمن والسياسة طاغيا على حديث الناس , فيما ظل الكلام عن المصالحات والمصارحات متصدرا المواقف حتى اللحظة في ضوء الترقب للقائين هامين , لقاء الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والنائب الحريري ولقاء رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع.
في خضم ذلك , فإذا كان اللقاء الأول مؤجل لظروف أمنية وبانتظار عودة الحريري إلى لبنان , وفي هذا الاطار نقلت صحيفة السفير عن معنيين مباشرة بالاتصالات الجارية بين حزب الله وتيار المستقبل ، إن " الاسس التي ارتكزت عليها التحضيرات هي اسس ما زالت ثابتة وقوية ". واشارت المصادر الى " إن الصورة تتوضح اكثر مع عودة سعد الحريري الى بيروت، خصوصا وانه لم تبرز اية معطيات في الفترة الاخيرة، تفيد بتبدلات في المواقف، او بانطفاء الضوء الاخضر السعودي لاتمام المصالحة مع حزب الله .
وفي سياق المصالحات الجارية فقد لوحظ امس نوايا تصالحية غير صادقة حينما لجأت القوات اللبنانية الى محاولة افتعال نوع من البروباغندا الإعلامية حاولت من خلالها تظهير صورة المصالحة بأنها باتت وشيكة جدا في محاولة للإيحاء بان حزبها زاهد بالشروط وغير آبه بها وانه حريص على أجواء التصالح فيما الآخرون يتهربون منها , في وقت استكمل فيه رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع استدرار عطف الناخبين بالظهور من جديد بثوب البراءة الذي ارتداه لدى اعتذاره بداية واستكمله لاحقا في زعم انفتاحه على المصالحة .
لكن السؤال الأساسي الذي يثير اللبس في هذا الإطار هو لماذا كلما لجأ رئيس القوات اللبنانية الى خطوة ايجابية في ظاهرها يضمنها غموضا ملحوظا او يقدمها ناقصة نوعا ما , فهو يعتذر بشكل عام ومبهم ودون ان يسمي ويصالح فرادى ولا يبدي رأيه بالمصالحة المسيحية الشاملة ويتلطى وراء بكركي حينا او وراء شكليات معينة حينا آخر ؟. فهل يبغي جعجع من وراء ذلك السعي لفك الارتباط بين تيار المردة والوطني الحر , ومن ثم استهداف عزل التيار الوطني الحر , وهل هذا هو ما يسميه جعجع حسن تنظيم المعركة الانتخابية الذي سيكسبه المعركة في الانتخابات النيابية القادمة ؟؟ ثم هل يريد جعجع ان يكسب انتخابيا بعض الأصوات ويضع له موطئ قدم في شمال لبنان بعد ان سدت امامه الابواب في الدوائر الانتخابية الاخرى , ثم السؤال الأهم من ذلك هو لماذا الآن ؟؟... فهل فرضت الطبخة الانتخابية على جعجع تهدئة النار تحتها حتى لا تشيط ... فعمد الاخير الى تصوير الطرف الآخر بأنه هو المعرقل للمصالحة بعد ان باتت الكرة في ملعبه , وهو ما برز اليوم والأمس من مواقفه ومواقف نوابه التي سعت لحصر موضوع المصالحة بالامور الشكلية , لتختصرها بالمكان والزمان متناسية المسائل الجوهرية وغير المستجدة التي يطرحها تيار المردة منذ تحالفه مع التيار الوطني الحر والتي تشهد لها العبارة التي كان يرددها الوزير السابق سليمان فرنجية بشكل دائم ان "ما يوافق عليه العماد عون نحن معه وما يرفضه نرفضه ". وبالتالي فليس مستغربا ان يشترط تيار المردة حضور العماد عون للمصالحة وهو الذي ربط مصيره السياسي وتحالفه الانتخابي بمصير التيار الوطني الحر .
والى الأمن ومتابعة ما يجري في الشمال والحديث عن أفلام تحضر للمخيمات الفلسطينية واشاعت اجواء ارتياب لدى مخيم عين الحلوة تحديدا بعد حديث مغلوط نقل عن النائبة بهية الحريري في هذا الصدد مما استدعى إصدار الجيش اللبناني بيان نفي أي نوايا لدخول مخيم البداوي . وفي هذا الوضع ظل الحديث عن تسليح الجيش اللبناني محور اهتمام ومتابعة فبعد الدراسة الأميركية التي حذرت الادارة الاميركية من تسليح الجيش اللبناني , فقد شهدت بيروت حركة أميركية لافتة بعدما وصلتها في زيارة مفاجئة وغير معلن عنها مساعدة وزير الدفاع الاميركية ماري بسلونغ بعد ظهر أمس على متن طائرة عسكرية آتية من لارنكا في وقت تابع نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد هيل جولته على المسؤولين اللبنانيين وهو زار نائب رئيس المجلس النيابي سابقا النائب السابق ايلي الفرزلي في منزله في جب جنين في زيارة وصفت بانها لافتة كونها من المرات القليلة النادرة التي يلتقي فيها مسؤولون اميركيون قياديين في المعارضة الوطنية كما التقى هيل لاحقا النائب وليد جنبلاط حيث وتركزت أجواء المحادثات حول الوجود السوري على الحدود الشمالية وتسليح الجيش اللبناني على مدى طويل .؟