ارشيف من :آراء وتحليلات
نقطة حبر: الموت المحتوم

كتب حسن نعيم
في كتابه "منطق الطير" يقول العارف فريد الدين العطّار على لسان أحد الطيور: لا أساهم في السفر الى موضع العنقاء لأن الطريق طويل وأخاف أن أهلك, فيعترض عليه الهدهد قائلاً: ألم تعلم بأنك خلقت للموت؟
يمارس الانسان في حياته أعمالاً متعددة, وتشغله الكثير من الاهتمامات التي تستغرق وقته وتفكيره, وتسجنه داخل قضبانها المعيشية اليومية القاسية, لكنه لا يجد أمامه في نهاية المطاف سوى طريق واحد هو الموت. مهما تلوّى الانسان وانحنى في الطريق لن يجديه ذلك نفعاً، لأن الالتواء والسير المنحني لا ينقذ أحداً من الموت. فالأفعى تتلوى في حركتها وسيرها دائماً, لكنها حينما تريد أن تدخل الى جحرها, لا بد لها ان تدخل مستقيمة وبدون أي انحناء والتواء.
انها سنّة الله وقدره المكتوب في مخلوقاته, فلكل موجود من الموجودات الحية, موت خاص به, ولكن ليس لديها معرفة بالموت. لا يفكر أي موجود حي بالموت عدا الانسان, الذي يُعد الكائن الوحيد الذي يفكر في موته ويوضح معناه، والمفارقة هنا انه برغم إدراكه لحقيقة الموت فإنه كثيراً ما يغفل عنه في مسيرته الحياتية وسلوكه اليومي الذي يستغرقه الاهتمام به الى الحد الذي ينسيه أجله القريب قرب حياته نفسها.
فريد الدين العطّار يروي قصة للدلالة على اقتران الموت والحياة, فيقول: "قطع رجل شجرة خضراء وألقاها على الأرض, فمرّ رجل من أهل الألم وقال: لا زالت هذه الشجرة خضراء ولا تعرف ماذا حلّ بها, لكنها ستدرك بعد أسبوع ماذا حلّ بها".
ما يريد العطّار أن يقوله من خلال هذه القصة إن حياة الانسان كحياة الشجرة المقطوعة ميتة، وإن بدت خضراء. وإن الموت هو نهاية كل موجود في هذا العالم.
الانتقاد/ العدد 1304 ـ 7 تشرين الاول/ اكتوبر 2008
في كتابه "منطق الطير" يقول العارف فريد الدين العطّار على لسان أحد الطيور: لا أساهم في السفر الى موضع العنقاء لأن الطريق طويل وأخاف أن أهلك, فيعترض عليه الهدهد قائلاً: ألم تعلم بأنك خلقت للموت؟
يمارس الانسان في حياته أعمالاً متعددة, وتشغله الكثير من الاهتمامات التي تستغرق وقته وتفكيره, وتسجنه داخل قضبانها المعيشية اليومية القاسية, لكنه لا يجد أمامه في نهاية المطاف سوى طريق واحد هو الموت. مهما تلوّى الانسان وانحنى في الطريق لن يجديه ذلك نفعاً، لأن الالتواء والسير المنحني لا ينقذ أحداً من الموت. فالأفعى تتلوى في حركتها وسيرها دائماً, لكنها حينما تريد أن تدخل الى جحرها, لا بد لها ان تدخل مستقيمة وبدون أي انحناء والتواء.
انها سنّة الله وقدره المكتوب في مخلوقاته, فلكل موجود من الموجودات الحية, موت خاص به, ولكن ليس لديها معرفة بالموت. لا يفكر أي موجود حي بالموت عدا الانسان, الذي يُعد الكائن الوحيد الذي يفكر في موته ويوضح معناه، والمفارقة هنا انه برغم إدراكه لحقيقة الموت فإنه كثيراً ما يغفل عنه في مسيرته الحياتية وسلوكه اليومي الذي يستغرقه الاهتمام به الى الحد الذي ينسيه أجله القريب قرب حياته نفسها.
فريد الدين العطّار يروي قصة للدلالة على اقتران الموت والحياة, فيقول: "قطع رجل شجرة خضراء وألقاها على الأرض, فمرّ رجل من أهل الألم وقال: لا زالت هذه الشجرة خضراء ولا تعرف ماذا حلّ بها, لكنها ستدرك بعد أسبوع ماذا حلّ بها".
ما يريد العطّار أن يقوله من خلال هذه القصة إن حياة الانسان كحياة الشجرة المقطوعة ميتة، وإن بدت خضراء. وإن الموت هو نهاية كل موجود في هذا العالم.
الانتقاد/ العدد 1304 ـ 7 تشرين الاول/ اكتوبر 2008