ارشيف من :أخبار عالمية

طالبان تهدد بتعطيل الإنتخابات الرئاسية وتحذر المشاركين فيها بتحمل مسؤولية الخسائر التي تلحق بهم

طالبان تهدد بتعطيل الإنتخابات الرئاسية وتحذر المشاركين فيها بتحمل مسؤولية الخسائر التي تلحق بهم

دعت حركة طالبان اليوم إلى مقاطعة الدورة الثانية للإنتخابات الرئاسية الافغانية وامرت جميع عناصرها بمهاجمة هذه "العملية الاميركية" .

كما صعّدت طالبان من حركتها مهددة بتعطيل جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة في أفغانستان المقررة في السابع من تشرين الثاني القادم، لتعزز مخاوف السلطات من تأثير عامل الأمن على حجم المشاركة في العملية الانتخابية.

وقال بيان لحركة طالبان إن "الإمارة الإسلامية" تجدد إعلامها الشعب بضرورة عدم المشاركة في "العملية الأميركية" ومقاطعتها. وأوضحت الحركة أن عناصرها "مستعدون تماما لدحر هذه العملية".

وحذرت طالبان من أن المشاركين في الانتخابات سيتحملون المسؤولية عن الخسائر التي تلحق بهم إذا ما تعرضوا للأذى، وذلك في إشارة إلى الهجمات التي سيشنها عناصر الحركة.

وسبق أن دعت طالبان الى مقاطعة الدورة الاولى في 20 ووصفوها بعملية "تضليل منسقة من قبل الاميركيين" وهددوا بعمليات ثأرية ضد اي ناخب قد يصوت في ذلك اليوم.

و بالفعل فقد شهدت الدورة الاولى هجمات دامية تبنتها حركة طالبان، مما أثر على حجم المشاركة التي بقيت دون 40%. وقد سجلت السلطات 200 هجوم وتفجير خلال فترة الانتخابات شملت قطع أصابع الناخبين واستهداف مراكز اقتراع.

و اليوم تؤكد طالبان ان عناصرها جاهزون تماما للتغلب على هذه العملية، وان "اي ناخب يجرح سيكون مسؤولا عن وضعه".

كما جاء في الوثيقة ايضا "على الجميع ان يحشدوا قواهم للتغلب على هذه العملية، وشن هجمات على القواعد المعادية ومنع الناس من المشاركة في الانتخابات ووقف حركة تنقل السيارات الحكومية والمدنية على جميع الطرقات بدءا من عشية الاقتراع".

وبثت هذه التهديدات فيما بدأت السبت الحملة الانتخابية للدورة الثانية التي سيتنافس فيها الرئيس المنتهية ولايته حميد كرزاي ووزير الخارجية السابق عبدالله عبدالله، على ان تنتهي في الخامس من تشرين الثاني .

وقد وافق كرزاي هذا الاسبوع بعد ضغوط دبلوماسية قوية على اجراء دورة ثانية وهنأه المجتمع الدولي على قراره. واعلنت النتيجة النهائية للدورة الاولى الثلاثاء اي تحديدا بعد شهرين من اجراء الاقتراع.

والغي اكثر من مليون صوت لصالح كرزاي بسبب حصول عمليات تزوير، اي ثلث الاصوات التي حصل عليها بحسب نتائج اولية، مما خفض نسبة الاصوات المؤيدة له الى 49,67% بحسب النتيجة النهائية، مقابل 30,59% لعبدالله.

وبيان طالبان الذي بث اليوم السبت هو اول رد فعل للمتمردين منذ الاعلان عن اجراء الدورة الثانية، ويأتي ليؤكد مخاوف المراقبين الذين يعتقدون ان الامن سيكون عاملا مهما في نجاح هذه الانتخابات.

وافاد دبلوماسيون ان كرزاي وعبدالله ما زالا يتفاوضان سعيا للوصول الى اتفاق يجنب اجراء دورة ثانية.

و في إطار ردود الفعل ، أيد حلف الناتو الاستراتيجية الجديدة لمحاربة حركة "طالبان" التي أطلعهم عليها القائد الأعلى للقوات الأمريكية وقوات الحلف في أفغانستان ستانلي مكريستال.

وعبر وزراء حرب دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" عن تأييدهم لللإجراءات الموسعة مثل زيادة تدريب القوات الحكومية الأفغانية لكي تضطلع في وقت لاحق بمسؤولية الأمن في أفغانستان.

لكن الوزراء نحوا جانبا مسألة اتخاذ قرار بزيادة كبيرة في أعداد القوات الأجنبية في أفغانستان انتظارا لقرار من الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وأطلع القائد مكريستال، وزراء الحرب من دول حلف الأطلسي ومن دول شريكة على توصياته بضرورة نشر مزيد من القوات واقتراحه لزيادة حجم قوات الجيش والشرطة الأفغانيين إلى 400 ألف بدلا من العدد المستهدف في الوقت الحالي وهو 230 ألفا.

ومن جانبه، قال الأمين العام لحلف الأطلسي، إندرس فو راسموسن، إن هناك تأييد لهذه الإستراتيجية لمحاربة التمرد، وما نريده هو إستراتيجية أوسع بكثير تحقق الاستقرار للمجتمع الأفغاني ككل.

وبين راسموسن، أن وزراء الحلف يريدون أن تظهر الحكومة القادمة في أفغانستان اهتماما بمحاربة الفساد وتوصيل الخدمات للناس.
وذكر وزير الحرب الأمريكي روبرت غيتس، أن الحلفاء تحدثوا بإيجابية عن تقييم مكريستال، لكنه لم يكشف عما إذا كان يؤيد طلب الجنرال زيادة عدد القوات.

من جهته دعا كرزاي منافسه للانضمام إلى حكومته قائلاً إنه يريد انتخابات أفضل وأنظف، وعرض على منافسه، في لقاء مع صحفي يبث غداً الأحد، الانضمام إلى حكومة يقودها واصفا نفسه برجل الإجماع.

وتوقع المبعوث الأممي إلى أفغانستان كاي أيدي، متحدثا في اجتماع لوزراء دفاع حلف شمال الأطلسي في عاصمة سلوفاكيا، مشاكل أقل في جولة الإعادة، لكنه قال "لا أتوقع أن أستطيع القضاء على التزوير خلال أسبوعين".

وحسب مسؤولين في كابل، سيستبدل مسؤولون كثيرون في المقاطعات الأفغانية لتفادي التزوير.

المحرر الدولي + وكالات

2009-10-24