ارشيف من :أخبار لبنانية
خاص الانتقاد.نت: "حركة الجهاد الإسلامي" أحيت الذكرى الـ14 لاستشهاد مؤسسها فتحي الشقاقي ـ مصور
حسن زراقط
لمناسبة الذكرى الرابعة عشر لاستشهاد مؤسس "حركة الجهاد الإسلامي" وأمينها العام السابق فتحي الشقاقي، أقامت الحركة، الأحد، احتفالاً في قاعة "رسالات" ـ المركز الثقافي لبلدية الغبيري، في حضور ممثلين عن حزب الله وحركة أمل وقيادة الجيش اللبناني وممثلي عددٍ من الأحزاب الوطنية والفصائل الفلسطينية، وكذلك القائم بأعمال سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان، أمير حسينيان.
الإحتفال الذي تميز بحضور حاشد جاء من مختلف المخيمات الفلسطينية في لبنان، وبدأ بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم النشيدين اللبناني والفلسطيني، استهله رئيس المكتب السياسي في "الجماعة الاسلامية" علي الشيخ عمار مشدداً على أن "الظلامية هي صقة أولئك المتعاونين مع الإحتلال الذين يسهمون في تخريب المجتمع ويجرؤون على تجاوز الأعراف وينقلبون على نتائج الإنتخابات ويتآمرون على المقاومة". وأوضح الشيخ عمار أن "الذين يحاصرون الحالة الإسلامية لا يريدون تحرير فلسطين ويعملون على إبقاء المجتمعات الإسلامية في حال تخلف وفقر، مشيراً إلى أن "هذا هو المشروع الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية".
وذكَّر الشيخ عمار "حكومة تصريف الأعمال والحكومة المزمع تشكيلها بضرورة رفع الظلم عن الفلسطينيين ووقف الجرائم المرتكبة بحقهم عبر حرمانهم حقوقهم، وعدم إعمار مخيم نهر البارد"، داعياً في الوقت نفسه إلى الإفراج الفوري عن "جميع الموقوفين الإسلاميين الذين هم ضمانة الإستقرار الداخلي".
من جهته، استذكر نائب رئيس "الحزب السوري القومي الإجتماعي"، توفيق مهنا، صداقته مع الشهيد الشقاقي "الذي التقينا معه لإيماننا بان القضية أقوى من اختلاف العقائد"، محذراً من "مفهوم مشوّه للمصالحة الفلسطينية. نريد المصالحة التي تحمي خيار المقاومة لأنه الوحيد الذي يحمي الأرض". وتساءل مهنّا "ماذا جلبت لنا خيارات التسوية من كامب ديفيد التي حجّمت مصر، وأوسلو ومعاهدة وادي عربة"، مستغرباً "الحديث عن السلام والمسجد الأقصى يُسعى إلى تقويضه والمستوطنات تغزونا ومشروع الدول اليهودية يريد أن يصفّي آخر فلسطيني على أرض الـ 48".
أما كلمة حزب الله فألقاها عضو المكتب السياسي الحاج محمود قماطي الذي أكد أنه "ليس عبثاً أن المصالحات العربية أتت بعد انتصار غزة، وتوجُه الوفود إلى سوريا بعد هذا الإنتصار، لأن الرهان على القضاء على النقاومة فشل"، ونبّه من أن المقاومة "تعيش حال تآمر من لبنانيين آخرين، تآمروا وتواطئوا وما زالوا يسيرون في خط الإدارة الأميركية وينصبون لنا الحبائل ويحاولون حصار المقاومة واتهامها باتهامات متعددة وبعناوين دولية"، مستشهداً بحادتي طيرفلسيه واكتشاف أجهزة التجسس في حولا "وكيف تعاملت الأمم المتحدة مع الحادثتين". وأشار إلى أن "الرياح الدولية تريد تحويل التسييس برفع الحصار عن سوريا إلى فرضه على إيران"، موضحاً "إذا كان العالم يريد أن يواجه إيران عبر سلاحها النووي، فإيران قادرة على أن تحمي نفسها"، داعياً إلى "عدم استخدام الساحة اللبنانية في سبيل الضغط على إيران".
وفيما ذكّر قماطي بأن الشهيد الشقاقي "كان يعتبر الإمام الحسين (ع) النموذج الأعلى للإستشهاد ولعله كان الوحي له (الشقاقي) بالوحدة الإسلامية"، حذّر من أن "الإستكبار العالمي يدفع الملايين من أجل فك الإرتباط بين السنة والشيعة وهذا المشروع يسير لضرب الوحدة"، فـ"نرى أكثر الناس علمانية عند السنة والشعية يعملون باسم التشيّع المزيف والسنة المزيفة من أجل توسيع الشرخ والفرقة بين المسلمين وهم أبعد الناس عن الدين"، مجدداً التأكيد أن "السنة والشيعة في لبنان وفلسطين مشروع واحد تجاه عدو واحد"، و"لن يستطيعوا أن يحولوا المقاومة بقيادة حزب الله إلى مذهبية مقيتة تقاتل الطوائف الأخرى، وكذلك حركة حماس والفصائل الأخرى".
من جهة أخرى، ذكّر قماطي بأن شريحة كبيرة من الفلسطينين في لبنان "أصبحت مضطرة لأن تطالب الحكومة والبرلمان اللبنانيين بحق العودة إلى مخيم نهر البارد"، قائلاً "أخجل من كون رئيس الحكومة، التي نحن مشاركين فيها، هي في موقع الموقف السلبي من إعادة بناء البارد"، مطالباً "بتغيير هذا الموقف وأن يُعاد بناء المخيم"، متسائلاً عن مصير الوعود العربية لإعادة إعماره.
بدوره، شدّد ممثل "حركة الجهاد الإسلامي" في لبنان أبو عماد الرفاعي على أن "حلّ القضية الفلسطينية لا يتم عن طريق الحلول الجزئية أو الإستجداء أو المفاوضات العبثية"، مضيفاً "خطيئة (تقرير) "غولدستون" لا تُمحى إلا عند مراجعة كل النهج الذي أوصل إليها، ونعني به نهج التسوية وإفرازاتها داخل المجتمع الفلسطيني". وجدد الرفاعي التأكيد أن "لا سبيل اليوم للخروج من الإنقسام الداخلي إذا لم يتم إنجاز المصالحة بين فتح وحماس"، فـ"لتذهبوا لإنهاء الوضع القائم ولتشكلوا حكوم وحدة وطنية". وأوضح أن "رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ضرب بدعوته إلى إجراء إنتخابات تشريعية ورئاسية عرض الحائط بكل التحذيرات التي تطالبه بعد الإقدام على هذا الإجراء".
وحذّر الرقاعي من أن "إجراء الإنتخابات في الضفة الغربية بشكل منفرد يعدّ كارثة وطنية وسيكون لها تداعياتها الخطيرة على مستقبل القضية الفلسطينية"، مؤكدا أن "الأميركي والإسرائيلي هما اللذان ابتدعا بدعة الإنتخابات لإلهائنا وإبعادنا عن جوهر الصراع، وما زال الرهان في المنطقة على إدارة أوباما بالرغم من أنها أثبتت فشلها ولم يستطع أوباما إجبار نتنياهو على تجميد الإستيطان دقيقة واحدة".
كما دعا الرفاعي الحكومة اللبنانية الحالية إلى "إلغاء القوانين كافة المتعلقة بحق العمل والتملك وبإقرار الحقوق المدنية والقانونية للفلسطينيين في لبنان، والإسراع في إعمار مخيم نهر البارد"، مبيناً أن "الإبطاء أو التقاعس عن إعماره سيصب في مشروع التوطين وتذويب اللاجئين وطمس الهوية الفلسطينية، وإنهاء قضيتهم وشطب حقهم بالعودة".






الصور بعدسة عصام قبيسي
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018