ارشيف من :أخبار عالمية

مشعل: القدس لنا بكاملها ومصيرها تحسمه المقاومة لا المفاوضات

مشعل: القدس لنا بكاملها ومصيرها تحسمه المقاومة لا المفاوضات
دمشق ـ "الانتقاد.نت"
 
دعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل أهالي القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى "والالتحام" مع قوات العدو الإسرائيلي والمستوطنين الصهاينة "في معركة ستكون مباركة" لحماية المسجد من المخاطر التي تتهدده.

مشعل: القدس لنا بكاملها ومصيرها تحسمه المقاومة لا المفاوضاتوفي خطاب ألقاه مساء الأحد في دمشق عرض فيه لمستجدات الأوضاع على الساحة الفلسطينية، حذر مشعل من المخاطر الإسرائيلية التي تتهدد المسجد الأقصى المبارك والتي تزداد حدتها مع مرور الأيام.

ورأى أن محاصرة قوات الاحتلال للمسجد واقتحامه وتدنيسه "مقدمات لتقسيم الأقصى على غرار ما فعل الصهاينة بالحرم الإبراهيمي في الخليل، وفرض طقوسهم الدينية ونبش رمزياتهم المزعومة تمهيداً لهدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم مكانه".

وحضر الخطاب قادة فصائل المقاومة الفلسطينية التي تتخذ من دمشق مقراً لها ومنهم قادة حماس (نائب رئيس المكتب السياسي موسى أبو مرزوق وأعضاء المكتب السياسي في الخارج) وحركة الجهاد الإسلامي (الأمين العام رمضان شلح ونائبه زياد نخالة) والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة (الأمين العام أحمد جبريل ونائبه طلال ناجي) وجبهة النضال الشعبي الفلسطيني (الأمين العام خالد عبد المجيد) وجبهة التحرير الفلسطينية (أبو نضال الأشقر) ورئيس أركان جيش التحرير الفلسطيني اللواء محمد طارق الخضراء وغيرها من الفصائل وحشد من أعضاء المؤتمر الوطني الفلسطيني وممثلي الاتحادات والنقابات الفلسطينية.

وقال مشعل: إن إسرائيل تسعى لحسم قضية القدس بالأمر الواقع والعملي وتعمل على إخراجها من المفاوضات" قبل أن يؤكد على أن "القدس بأرضها وأهلها ومقدساتها هي لنا بالكامل، لا نقبل جزءاً منها ولا بديل عنها كاملة، ولا حق للصهاينة فيها على الإطلاق".

وقال مشعل إن "القدس ليست أبو ديس ولن نقبل جزءا منها أو بديلا عنها أو مجرد وجود رمزي فيها".

وبعد أن اعتبر مشعل أن "مصير القدس لن يحسم بالمفاوضات بل بالمقاومة والمواجهة"، طالب الدول العربية "بسحب المبادرة العربية للسلام وتعليق عرضنا للسلام معها"، كما ناشد الدول العربية والإسلامية "باستعمال مصالحها مع الولايات المتحدة للضغط عليها" لتضغط بدورها على إسرائيل، ودعا إلى مسيرات غضب وانتصار وتضامن مع الأقصى داخل فلسطين وخارجها.

وخص مشعل في مناشدته تركيا ورئيس وزرائها رجب أردوغان وقال "استذكر نخوة نرجوها من القيادة التركية التي عودتنا على الشجاعة" داعيا تركيا إلى استحضار تراثها العثماني. وتوجه لأردوغان قائلاً: "نريد منك موقفا كما المواقف التي عودتنا عليها" في إشارة إلى موقف أردوغان خلال مؤتمر دافوس الذي دافع فيه عن الفلسطينيين وانتقد فيه بشدة العدوان الإسرائيلي على غزة وذلك بحضور الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز.

وتطرق مشعل إلى المرسوم الذي أصدره الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجمعة ودعا فيه إلى إجراء انتخابات عامة رئاسية وتشريعية في 24 كانون الثاني المقبل.
وشدد مشعل على أنه "لا انتخابات دون مصالحة" وأكد في الوقت نفسه أن "الانتخابات ضرورية ولا نخشى الاحتكام لها" واصفاً مرسوم عباس بأنه "غير قانوني وغير دستوري ومن أصدره يدفع الساحة الفلسطينية لمزيد من الانقسام ويغلق باب المصالحة، ويخطأ إذا اعتقد أنه يبتزنا به".

مشعل: القدس لنا بكاملها ومصيرها تحسمه المقاومة لا المفاوضاتوقال مشعل: "إن لنا خياراتنا التي سنعلن عنها في الوقت المناسب" في حال إجراء الانتخابات قبل التوصل إلى مصالحة وطنية تنهي الانقسام الذي يعصف بالساحة الفلسطينية.

وأكد أن مرسوم الانتخابات الذي أصدره عباس "ليس خطوة تكتيكية" يراد من ورائها ممارسة الضغط على حماس لترضخ لشروط المصالحة "بل هي خطوة حقيقية نأخذها على محمل الجد ولا تخيفنا، وقال: ما رفضناه قبل الانتخابات لن نقبله بعدها.

وكشف مشعل عن الأسباب التي حالت دون توقيع حماس على الورقة المصرية النهائية للمصالحة الفلسطينية. وقال: درسنا الورقة المصرية فوجدنا فيها فروقاً واضحة في قضايا مهمة بينها وبين مجمل ما توافقنا عليه خلال الشهور الثمانية الماضية".

وعدد مشعل من هذه الفروق "عبارة (مهام منظمة التحرير الفلسطينية غير قابلة للتعطيل) بالإضافة إلى عبارات ملتبسة حول لجنة الانتخابات". مشدداً على مطلب حركته بضرورة التدقيق للفصل بين تعبيري الأمن والمقاومة.

وقال مشعل إن حماس طلبت إثر ذلك من الراعي المصري "بكل بساطة تدقيق الورقة النهائية ودراسة صياغاتها وضماناتها" متسائلاً: هل كثير علينا بعد كل التنازلات التي قدمناها من أجل إنجاح المصالحة أن ندقق في ورقتها وبعض الصياغات التي لها انعكاسات أثناء التطبيق العملي" على الأرض ؟.

وعرض مشعل "للتنازلات" التي قدمتها حماس "وللمواقف والمطالب الكثيرة" التي تراجعت عنها "من أجل إنجاح المصالحة" وقال: قبلنا بخطوات أمنية في غزة دون أن تكون متزامنة مع خطوات مماثلة في الضفة، وقبلنا بأن لا يكون الإفراج عن المعتقلين شرطاً للمصالحة بل أن يأتي ضمن عملية المصالحة، ولم نشترط رفع الحصار عن غزة كشرط للمصالحة ولم نشترط على الطرف الآخر (فتح والسلطة) أن يلتزم بالبرنامج السياسي الذي وقعه في اتفاق القاهرة 2005 ووثيقة الوفاق الوطني 2006 واتفاق مكة 2007 كما قدمنا تنازلات فيما يتعلق بقانون الانتخاب وتفاصيله.

وقال مشعل إن لحماس "مطلبين" من أجل إنجاز المصالحة "الأول هو التدقيق في الورقة المصرية والثاني أن يتم التوقيع على اتفاق المصالحة وإجراء حفل الاحتفال به في وقت واحد وبوجود كافة فصائل المقاومة" وذلك على غير الاقتراح المصري الذي دعا إلى أن يتم التوقيع أولاً ثم تأجيل الاحتفال به.
وأرجع مشعل هذا المطلب إلى أن المشكلة بين حركتي فتح وحماس هي "سياسية وليست شخصية".

ورأى مشعل أن حركة فتح والسلطة الفلسطينية تريد من وراء إنجاز المصالحة "استعادة غزة والذهاب إلى الانتخابات بظروف مواتية لهم ومشكوك بنزاهتها والفوز بها لإخراج حماس من المشهد السياسي والشرعية الفلسطينية وإيجاد قيادة جديدة مخولة بالمفاوضات مع إسرائيل والقبول بالتسوية".
2009-10-26