ارشيف من :أخبار عالمية

مقالات مترجمة: السياسات المدمرة للرئيس بوش

مقالات مترجمة: السياسات المدمرة للرئيس بوش
د. س. غرينواي - "بوسطن غلوب" الأميركية
يصعب تصديق المدى الذي انحدرت إليه هذه الجمهورية منذ تولي الرئيس جورج بوش السلطة. قبل ثماني سنوات ، كان لدى الولايات المتحدة فائض في الميزانية ، وسلام ورخاء ، وكانت أميركا تحظى باحترام على الصعيد العالمي. صحيح أن بيل كلنتون قد شوه سمعة مكتب الرئاسة برغباته الشخصية. وفي مذكراته ، عزا تورطه مع المتدربة في البيت الأبيض لأسوأ حافز على الإطلاق. فقد فعلها لأنه يستطيع. وهذا يتضاءل مقارنة بما فعله بوش بهذا البلد.أعتقد أن قرار اجتياح أفغانستان كان قرارا صائبا. لكن بدلا من إنهاء ما بدأ ، أفسد بوش العمل وأسرع نحو العراق ، الذي لم يكن يشكل تهديدا، ولم يلتزم أبدا بالمصادر الضرورية والاهتمام بأفغانستان. فالعراق هو، وكما كان دائما، بعيد عن التطرف الإسلامي. القاعدة لم تكن موجودة في بلاد ما بين النهرين قبل الإجتياح الذي نفذه بوش. وتعززت إيران بفضله بقدر كبير.هل تذكرون حديث دونالد رامسفيلد عن ضرب العراق بعد أحداث 11 أيلول ، ليس لأن هناك أي رابط بين العراق 11و أيلول بل لأن في العراق أهدافا يمكن قصفها أكثر مما في أفغانستان؟ ولم يسمح لأي مناقشة، أو معارضة، أو كلمة تحذير بالتأثير على قرار بوش.
عندما ندقق في الأسباب المختلفة لشن الحرب الاستباقية ضد العراق - أسلحة الدمار الشامل غير الموجودة ، ونشر الديمقراطية ، ومساعدة إسرائيل ، إلخ ، إلخ - فإنها تنتهي إلى واحد من أسوأ الاسباب ، فقد اجتاحها لأنه يستطيع ذلك.
وعد بوش بتقديم حل للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي قبل أن يترك السلطة، لكن جهوده الفاترة، والمتباعدة، والمثيرة للشفقة - صممت على الأغلب لتفشل.
العجرفة والغطرسة التي اتسمت بها ولاية بوش الأولى ما زالت تسمم آبار النوايا الحسنة التي تمتع بها هذا البلد ذات مرة. تقويض الدستور، وغرف التعذيب السرية قد شوهت سمعة هذه الإدارة أكثر من أي فضيحة داخلية رخيصة يمكن أن تحدث. واليوم نحن غارقون في حربين وعجز مالي لم يسبق له مثيل، مع أزمة مالية ضخمة لم نشهدها منذ أيام هيربرت هوفر. ولا يحظى الرئيس سوى بالقليل من الاحترام كما لو أنه ترك المسرح فعلا.الاقتصاد ينهار ، ويبدو كأنه يجر العالم معه. الادارة العاجزة والمدفوعة بالأيديولوجيا نفسها التي جلبت علينا العراق ، و"المهمة أنجزت" ، مسؤولة عن صفقة الأحباء التي سمحت بها لجنة الأمن والمبادلات لوسطاء الاستثمار بزيادة ديونهم بنسبة تعادل رأس مالهم ، ليفشلوا في السيطرة عليها بعد ذلك.هذا الاتفاق ، وفقا لما جاء في صحيفة النيويورك تايمز ، يلائم تماما ثقافة بوش العريضة في خفض القيود التنظيمية التي فتكت بكل شيء من "لجنة سلامة منتجات المستهلك ، ووكالة حماية البيئة ، إلى سلامة العامل ووكالات النقل".
لقد مضى وقت كان لخفض القيود التنظيمية فيه معنى ، لكن ، وكما في أمور كثيرة من حياة هذه الإدارة ، تجاوز بوش فيها كل الحدود.وكان بوش قد قال لبوب ودوارد في عام 2001 "سأنتهز الفرصة لتحقيق أهداف كبيرة". أما الآن ، في كتابه الرابع عن رئاسة بوش ، بعنوان "الحرب في الداخل" ، يستنتج ودوارد أنه في السنوات الثماني الاخيرة "أظهر بوش نفاذ صبر ، وتبجح ، واهتزاز في يقينه الشخصي حيال قراراته. وكانت النتيجة غالبا تهور وعدم اكتراث ، وما هو أكثر إثارة للقلق ، تأخر في رد الفعل تجاه الحقائق والنصائح التي تتعارض مع مشاعره... بالنسبة لاهدافه الطموحة للعام 2001 ، فقد فشل في تحقيقها".وبينما قال ذات يوم أنه سيوحد البلد ، فقد قسّمها بشكل متعمد ومدمر. وبانعزال غريب ، ترك نائبه يحيك الأطواق حوله ، ووكل آخرين بالقرارات التي كان يجب أن تكون قراراته. وكما يقول ودوارد ، في الأيام الأخيرة لرئاسته سيئة الحظ "لم يجتث بوش الإرهاب من جذوره من أي بلد كان. ولم يقم بتحقيق السلم العالمي. ولم يحرز النصر في الحربين اللتين خاضهما".والآن: هذا الانصهار المالي العظيم يأتي في الساعات الأخيرة لما سيحكم التاريخ بأنها أسوأ إدارة مرت علينا في تاريخنا. عندما تفكر في بوش وفريقه، يصعب عليك أن تصدق أن حفنة قليلة من الأشخاص قد تمكنت من إلحاق كل هذا الأذى.
2008-10-08