صوفيا ـ جورج حداد
اعلنت النشرة الالكترونية الروسية "غازيتا.رو" ان الرئيس الاوكراني الموالي للغرب فيكتور يوشتشينكو بدأ اليوم 8 تشرين الاول/ اكتوبر استشاراته لاجل حل البرلمان الاوكراني.
وتضيف النشرة انه غدا ستجري استشارات حول حل البرلمان الاوكراني الحالي قبل انتهاء ولايته.
وقد ارسل الرئيس برقيات بهذا المعنى الى رئيس البرلمان، ونائبيه، والى رؤساء الكتل السياسية الممثلة في البرلمان.
وبعد انفراط عقد التحالف السابق بين حزب الرئيس وكتلة رئيسة الوزراء يوليا تيموشينكو، أمهل الرئيس التشكيلات السياسية حتى 7 تشرين الاول كي تشكل ائتلافا جديدا. فاذا لم يحصل ذلك، فإن الرئيس له الحق في حل البرلمان، الا ان الدستور يلزمه باجراء استشارات قبل تقرير الحل والدعوة الى انتخابات جديدة.
ونذكر ان الازمة كانت قد بدأت في الشهر الماضي، على خلفية الموقف من النزاع في جيورجيا وطلب الانتساب الى حلف الناتو، حينما صوت البرلمان الاوكراني على قرارات تحد من صلاحيات الرئيس الذي اتخذ موقفا متطرفا مؤيدا للغرب.
وفي الاسبوع الماضي اتخذت الازمة طابع التحدي السافر بين الرئيس ورئيسة الوزراء، حيث ان الرئيس امتنع عن السفر الى روسيا للمشاركة في المباحثات حول تزويد اوكرانيا بالغاز الروسي. وقررت رئيسة الوزراء السفر بمفردها. ولكن الرئيس عمد الى وضع يده على الطائرة الرئاسية الخاصة بها، لعرقلة سفرها. الا ان تيموشينكو اصرت على السفر واستخدمت طائرة تشارتر عادية، وسافرت الى موسكو، حيث اجرت اللقاءات الضرورية مع رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، ووقعت اتفاقا على تزويد اوكرانيا بالغاز باسعار تفضيلية، وعلى اتفاق طويل الامد لرفع الاسعار تدريجيا كي توازي اسعار السوق بشكل سلس خلال مدة ثلاث سنوات. كما حصلت اوكرانيا على اتفاق للتزود بالكهرباء الروسية بأسعار تقل 12% عن اسعار السوق.
وكان يوشتشينكو يهدد سابقا بالحل الفوري للبرلمان واجبار تيموشينكو على تقديم استقالتها، ولكن بعد نجاح زيارتها الاخيرة لروسيا، اصبح يتردد في حل البرلمان وتعيين انتخابات جديدة، لعدم ثقته بالنتائج. ويرجح المراقبون انه سيستخدم المهلة القصوى للـ 30 يوما للاستشارات التي يسمح له بها الدستور. ومن الملاحظ ان يوشتشينكو الذي سبق له ان قدم الاسلحة وارسل خبراء اوكرانيين للقتال الى جانب سآكاشفيلي، وكان متحمسا كثيرا للانضمام الى حلف الناتو، لم يعد مؤخرا يتحدث عن الانضمام الى الحلف، بل عن "الوحدة الوطنية الاوكرانية".