ارشيف من :أخبار عالمية

القيادي الفلسطيني انور رجا يدعو الى البدء باقامة المرجعية الوطنية الفلسطينية المقاومة

القيادي الفلسطيني انور رجا يدعو الى البدء باقامة المرجعية الوطنية الفلسطينية المقاومة
يبدو ان المنطقة تسير على رمال متحركة، في ضوء التعنت والصلف الصهيوني المستمر، والذي بدأ يأخذ اشكالا مختلفة سواء عبر توسيع الاستيطان، او المحاولات الجارية لتهويد القدس والمواجهات المستمرة مع اهلها.

في ضوء هذه الاجواء، أجرت "الانتقاد.نت" اتصالا هاتفيا بالقيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة انور رجا، الذي اشار الى انه حينما تتبدد مطالب هذه الامة الى القضايا الضيقة، فيصبح لبنان اولاً، والاردن اولاً، ومصر اولاً، وكذلك الامر في داخل الساحة الفلسطينية، الانتخابات اولاً، وأمن السلطة اولاً، وتطغى هذه الثقافة الانعزالية على كل ما عداها من قضايا تتعلق بوحدة الموقف، فمن الطبيعي ان يتجرأ العدو على الخطوط الحمر والمسائل التي تضرب على "العصب الحساس" التي تتعلق بشرف وكرامة هذه الامة.

واضاف رجا قائلا، حينما يصبح التعاطي مع القضية الفلسطينية على اساس التجزئة وردود الفعل، وندخل في دائرة الغضب والشجب، كل هذا يدفع بالصهاينة للانتقال الى مرحلة الخطوات المعلنة مهما بلغت قسوتها، ومن هذا المنطلق جرى العدوان على غزة وأحرقت النساء والاطفال بالفسفور الابيض، ومن الزاوية ذاتها يعمل الصهاينة لتقويض اسس ودعائم المسجد الاقصى، وعلى ذات الارضية نرى كيف انهم يقومون في الضفة الغربية بكل انواع التهويد في القدس، ويبسطون احتلالهم ويجدون طرفا فلسطينيا يساكنهم ويبرر لهم تماما، كما حصل في تقرير غولدستون.

واعتبر رجا ان هذا الظلم الصهيوني ما كان ليتم، وهذه الحرب النازية على الارض ما كانت لتحصل، لولا حالة التداعي والانهيار في الموقف الرسمي، لافتا في الوقت ذاته الى الاشراقات المضيئة التي تحد شيئا من هذه الاندفاعة الصهيونية ألا وهي ارادة المقاومة التي انتصرت في جنوب لبنان بقيادة حزب الله، وارادة المقاومة التي انتصرت في غزة ، وأيضا العمق العربي المحدود للاسف وكذلك في هذه العلاقة ذات الرؤيا ما بين سوريا وايران.

واشار رجا الى انه ما عدا ذلك نحن امام حالة من العبث الخطير، لافتا الى ان مصير هذه الامة سيسأل عنه الاطراف التي كشفت الغطاء عن غزة سواء من داخل احصنة طروادة الفلسطينية او من احصنة اخرى.

واوضح رجا ان اللافت للنظر في هذا الشأن اننا انتقلنا من الحديث عن جوهر الصراع وطبيعة الصراع والنظرة الكلية الى هذا الصراع الى قضايا جزئية حيث استطاع العدو الصهيوني ان يأخذنا الى المربعات التي يريد ان يشغلنا بتفاصيلها، حول أزمة المياه او ملف المياه، واحيانا الى المعتقلين والاسرى واحيانا الممارسات التي ترتكب ضد شعبنا في اراضي الـ48، واصفا المشهد في ظل هذه التقسيمات بانه بات مشرذما، ومشيرا الى المحاولات الجارية للملمة هذه الشرذمة، وموضحا اننا نقع في المتاهة لاننا نحاول لملمة هذه الاوضاع من خلال "الغربال".

واسف رجا كيف تحول الجهد الذي يجب ان يكون موحدا ويتعامل مع الصراع من أصله وجذوره، الى ردات فعل حول تفاصيل وجزئيات متفرقة هنا وهناك.

وردا على سؤالنا حول ما هو المطلوب فلسطينيا لمواجهة هذا الوضع، اعتبر رجا انه بعيدا عن مبدأ العلاقات العامة ومحاولة الترقيع، فالحالة الفلسطينية باتت مخترقة ومنظمة التحرير التي يجب ان تكون هي المرجعية وهي القرار لا يمكن رصدها او رصد الاختراقات الواسعة فيها ضمن صيغتها الراهنة.

ولفت رجا الى اننا امام فصائل هشة للسلطة، يقودها محمود عباس الذي يختصر قرار منظمة التحرير وحركة فتح ويقف زورا كرئيس لسلطة غير شرعية فقدت شرعيتها الدستورية.

وشدد رجا على ان الحالة الفلسطينية اليوم تستدعي جهدا واضحا، وتتطلب موقفا حاسما من قبل المقاومة والممانعة تعلن فيه عن موقفها مما يجري داخل الساحة الفلسطينية، ومما تتعرض له من ضغوط على المستوى العربي والدولي، لافتا الى ضرورة تسمية الاشياء بأسمائها، والبدء جديا باقامة المرجعية الوطنية الفلسطينية المقاومة كمقدمة لاستعادة منظمة التحرير الفلسطينية.

واضاف القيادي في الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة انور رجا انه لم يعد مقبولا أي موقف وسطي بهذا الشأن لان الطرف الآخر، يحاول ان يستعيد زمام المبادرة رغم كل صورته المشوهة، وهو يجد من يقدم له كل انواع الدعم.

ولفت الى ان هذا الطرف الذي سار بخطوات خيانية، يستقوي علينا ببعض الاطراف العربية ويشعر انه بات يحقق خطوات متقدمة على حسابنا انطلاقا من الليونة التي ابديناها في مسائل الوحدة الوطنية والمصالحة.

واذ لفت رجا الى ان الفصائل المقاومة قدمت الكثير من التنازلات من منطلق الحرص، اشار الى ان هذه التنازلات باتت عبئا عليها، موضحا ان هذه التنازلات كان سببها الاساس، معاناة الشعب الفلسطيني داخل غزة وضغط الجغرافيا السياسية المصرية من خلال الاستمرار في اغلاق معبر رفح وابتزازنا في الداخل.

واضاف رجا قائلا انه نتيجة المرونة التي ابدتها فصائل المقاومة الفلسطينية وصل الامر نتيجة هذه الايجابية الزائدة عن الحد الى ان الطرف المصري لم يجد حرجا في ابتزازها وتوجيه الاوامر والاشارات والمهل الاستفزازية كي توقع على الوثيقة التي اعدت بتوافق اميركي – مصري – اسرائيلي مع سلطة عباس.

وعلق هذا الامر بالقول: " بصراحة كانوا في هذا الشأن في غاية الانحطاط السياسي حين قالوا ان هذه الورقة ليست للنقاش وانما هي للتوقيع"، قائلا :" نحن نعلم وندرك ان كل برنامج المصالحة بات مفضوحا ومكشوفا على حقيقته التي تريد محمود عباس للسلطة الموسادية الى غزة.
واعتبر رجا ان الاصرار على مسألة الانتخابات سواء داخل الورقة او عبر محمود عباس هو لمحاولة البحث عن شرعية زائفة، لاسقاط شرعية نسبية تحققت في انتخابات المجلس التشريعي الاخيرة في حركة حماس.

وجدد رجا تأكيده ان الحل الحقيقي هو بتسمية الاشياء بأسمائها، وان نبين لشعبنا الفلسطيني اننا ذهبنا الى ابعد مدى ممكن، والى آخر ما يمكن من ليونة، ومع ذلك فقد استثمرت هذه الليونة، من السلطات المصرية، ومن معظم النظام الرسمي العربي كي يضغطوا علينا أكثر، ويضخوا دماء جديدة في جسد هذه السلطة ويمدوا محمود عباس بالاوكسيجين اللازم .

واشار رجا الى انه جرى حتى الآن القيام باجراء الكثير من العمليات التجميلية لوجه السلطة الفلسطينية وزعيمها محمود عباس بعد ان أسقطوه في أوحال التآمر على شعبنا، سواء في الحرب على غزة، او في استمرار الحصار، او في فضيحة غولدستون التي لم تنطل علينا المناورة التي اعتمدتها السلطة.

وحول تقرير غولدستون اعتبر رجا ان التقرير اعيد بارادة الشعب، مشيرا الى ان عباس ارتضى الموافقة على اعادته بموافقة اميركية اسرائيلية، ولافتا الى انهم قبلوا بخسارة الصورة مقابل ان يربحوا عميلا استراتيجيا لهم، وهم يدركون ان هذا التقرير بالطبع سيواجه الفيتو الاميركي في مجلس الامن.

وختم رجا بالتأكيد على ان المطلوب الان انتفاضة سياسية في الساحة الفلسطينية الى جانب الانتفاضة الشعبية، تعيد بناء المرجعية السياسية، وتصويب القرار السياسي الفلسطيني في مناخ من الديمقراطية والمسؤولية، والادراك، لافتا الى ان كل ما يجري هو الفصل الساخن في الحرب المفتوحة مع العدو الصهيوني وعملائه، معتبرا ان هذا الفصل الساخن الذي قد تتعدد صفحاته او تتفرع عنه معارك هنا وهناك بالتأكيد هو الفصل الذي سيكون مقدمة للنهاية.

علي عوباني
2009-10-27