ارشيف من :أخبار عالمية
السباق الرئاسي الى البيت الابيض مستمر وسط تداعيات الازمة المالية الخطيرة والطويلة الامد على الاقتصاد الاميركي
علي عوباني
يستمر السباق الرئاسي الى البيت الابيض في واشنطن على حاله في وقت تلقي فيه الازمات المالية والاقتصادية الاميركية بظلالها على واقع الانتخابات الرئاسية المقبلة وتوحي بتداعيات خطيرة جدا قد تكون طويلة الامد على الاقتصاد الاميركي وتستمر لسنوات طويلة مع بروز ازمة ثقة في اوساط المؤسسات المالية الاميركية , فيما تشير المعلومات الى ان حجم الديون الاميركية سيتضاعف مع رحيل الرئيس الاميركي الحالي جورج بوش ليصل الى ما يفوق 11 تريليون دولار في وقت كان فيه حجم الديون 5,6 تريليون دولار مع بداية عهده , فضلا عن ارتفاع نسبة البطالة بين العاملين الى حدود خيالية بعد افلاس العديد من المصارف والشركات الصناعية الكبرى واكثر من ثلاثة ملايين مواطن اميركي من اصحاب قروض الرهن العقاري .
حجم الديون الاميركية يرتفع مع رحيل بوش الى ما يفوق 11 تريليون دولار |
وفي هذا الاطار يستمر المرشح الديمقراطي بتعزيز تقدمه على المرشح الجمهوري مع استفحال الازمة الاقتصادية الاميركية وخصوصا في الولايات الاميركية التي تأثرت بالازمة اكثر من غيرها . وقد أشارت نتائج استطلاع للرأي أجرته شبكة «سي إن ان » ونشرت صباح اليوم، الأربعاء، إلى أن 54% من المشاركين في الاستطلاع يعتقدون أن المرشح الديمقراطي باراك أوباما فاز في المناظرة الثانية مع المرشح الجمهوري جون ماكين والتي جرت مساء أمس، فيما رأى 30% أن ماكين هو الفائز في المناظرة التي هيمنت عليها الأزمة الاقتصادية الأمريكية، وتناولت كافة الملفات التي على جدول أعمال الإدارة الأمريكية.
54% يعتقدون أن المرشح الديمقراطي باراك أوباما فاز على ماكين في المناظرة الثانية |
المناضرة بين ماكين واوباما
هيمنت الأزمة المالية التي تعصف بالولايات المتحدة على المناظرة الثانية بين مرشحي الرئاسة الأميركية الجمهوري جون ماكين والديمقراطي باراك أوباما والتي استضافتها جامعة بلمونت في ناشفيل بولاية تينيسي. وتركز النقاش حول من يتحمل مسؤولية الأزمة المالية وما هي أفضل الحلول لها. وقد حمل أوباما مسؤوليتها للرئيس الاميركي الحالي جورج بوش وبالتبعية لماكين، واصفا إياها بالأسوأ منذ مرحلة الكساد الكبير.
اوباما يحمل مسؤولية الازمة الاقتصادية للرئيس بوش ويصفها بالأسوأ منذ مرحلة الكساد الكبير |
ماكين سيأمر وزارة الخزانة بشراء قروض الرهن العقاري المتعثرة |
وقال أوباما اوباما ان العاملين من الطبقة المتوسطة وليس فقط المؤسسات المالية في حاجة الى صفقة انقاذ تشمل تخفيضات ضريبية. واضاف انه يجب على حكومة الولايات المتحدة أن تضمن ألا يستفيد كبار مديري المؤسسات المالية من مكآفات سخية من الشركات المتعثرة. ومضى قائلا "نحن في اسوأ أزمة مالية منذ الكساد الكبير."
أما المرشح الجمهوري فقال إنه في حال انتخابه رئيسا سيأمر وزارة الخزانة بشراء قروض الرهن العقاري المتعثرة، أي بعبارة أخرى أن تساعد الحكومة الاتحادية أصحاب البيوت الذين تضرروا من الأزمة المالية.
وعزز اوباما تقدمه على مستوى الولايات المتحدة في استطلاعات الرأي قبل اقل من شهر من انتخابات الرئاسة التي ستجرى في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني وحقق تفوقا في ولايات حاسمة تحتدم فيها المنافسة في الاسابيع القليلة الماضية مع تركيز أزمة وول ستريت الاهتمام على الاقتصاد وهو مجال تظهر استطلاعات الرأي ان الناخبين الامريكيين يفضلون قيادة اوباما.
العراق
أما حول السياسة الخارجية الاميركية فقد ركز ماكين على تصوير أوباما بأنه قاصر عن قيادة القوات المسلحة، في حين وجه أوباما اللوم لماكين ودعمه للقرار الخاطئ بغزو العراق قبل الانتهاء من الوضع في أفغانستان، مع إشارته إلى أن بغداد لم تكن مسؤولة عن تفجيرات 11 أيلول 2001.
ماكين : سأعمل على سحب القوات الأميركية من العراق ولكن على نصر وليس على هزيمة |
اوباما : سحب الجنود من العراق وفق جدول زمني لزيادة عدد القوات في أفغانستان |
وبخصوص الانسحاب من العراق قال ماكين إنه سيعمل على سحب القوات الأميركية من العراق ولكن على نصر وليس على هزيمة كما يريد أن يفعل أوباما، في حين أن الأخير أكد على سحب الجنود من العراق وفق جدول زمني لزيادة عدد القوات في أفغانستان، مع إعطاء المزيد من المسؤوليات للحكومة العراقية.
إيران
وعلى صعيد آخر توافق المرشحان على منع إيران من الحصول على السلاح النووي، والعمل على ما سموه حماية إسرائيل من إيران إذا تطلب الأمر ذلك دون انتظار مجلس الأمن، وعلل ماكين ذلك بقوله إن الصين وروسيا ربما تضعان العراقيل أمام أي تحرك دولي.
وقال اوباما "لا يمكننا ان نسمح لايران بأن تحصل على سلاح نووي لان ذلك سيجعلها تغير قواعد اللعبة في المنطقة. ذلك لن يهدد فقط اسرائيل... بل سيوجد ايضا احتمال سقوط اسلحة نووية في أيدي الارهابيين."
اوباما : لا يمكننا ان نسمح لايران بأن تحصل على سلاح نووي |
ماكين : لن ننتظر مصادقة الامم المتحدة على توجيه ضربة عسكرية الى المنشات النووية الايرانية |
واضاف اوباما انه اذا في فاز في انتخابات الرئاسة في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني فان ادارته ستسعى الى تشديد العقوبات على ايران وتقييد واردات البنزين الي الجمهورية الاسلامية التي تعاني نقصا في المنتجات النفطية المكررة.
وقال سناتور ايلينوي "اذا أمكننا منعهم من استيراد البنزين الذي يحتاجونه والمنتجات البترولية المكررة فان ذلك سيجعلهم يبدأون تغيير تحليلهم لفوائد التكلفة وسيبدأ في وضعهم تحت ضغوط." وجدد القول بانه في حين انه مستعد لاجراء محادثات مباشرة مع ايران فان الخيارات العسكرية "ليست خارج الطاولة."
وقال سناتور اريزونا "اذا حصلت ايران على اسلحة نووية فان كل الدول الاخرى ستحصل عليها ايضا. وستتصاعد التوترات بشدة... لا يمكننا مطلقا ان نسمح بأن تحدث محرقة ثانية." واضاف ماكين انه يؤيد ايضا العمل مع حلفاء الولايات المتحدة لتشديد العقوبات لارغام الايرانيين على "تعديل سلوكهم".
وقال ماكين انه لن ينتظر مصادقة الامم المتحدة على توجيه ضربة عسكرية الى المنشات النووية الايرانية مرجحا ان روسيا والصين ستضعان عراقيل امام هجوم كهذا، واضاف انه لن يسمح لايران باي حال من الاحوال ارتكاب «هولوكوست» ثاني حسب زعمه .
وفي نفس الموضوع اتهم ماكين خصمه الديمقراطي بأنه سيجلس لمحادثة الإيرانيين دون مقابل، بينما أكد أوباما أنه سيستخدم الدبلوماسية مع الإيرانيين ولكنه "لن يرفع الخيار العسكري عن الطاولة".
الأزمة المالية
وبالعودة إلى الأزمة المالية فقد شدد المرشح الديمقراطي على ضرورة وضع ضوابط جديدة للسوق، وقال إن أميركا لا تزال تستخدم قيودا تعود إلى القرن العشرين "ونحن في القرن الواحد والعشرين".
وتعهد أوباما بالعمل على إيجاد مصادر مستقلة للطاقة بدلا من الاستيراد من نفط الشرق الأوسط كأولوية له، وأنه سيدعم الاستثمار في مجال الطاقة البديلة والنظيفة، ثم سمى الميدان الصحي كأولوية ثانية له، بينما ركز ماكين على الحد من الإنفاق والعمل على تجميده إلا لوزارة الدفاع وقدامى المحاربين.
واتهم كل من المتناظرين الآخر بأن سياسته المالية ستؤدي إلى زيادة الضريبة بدلا من خفضها، وكرر كل منهما مرارا أنه سيعمل على خفض الضريبة لمعظم الشعب الأميركي.
كما سئل المرشحان عن وزير محتمل للخزانة في إدارتيهما فذكر الاثنان المستثمر الشهير وارن بافيت وهو مؤيد للمرشح الديمقراطي.
يشار إلى أن أوباما عزز تقدمه على مستوى الولايات المتحدة في استطلاعات الرأي قبل أقل من شهر من انتخابات الرئاسة التي ستجرى يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وفي مناظرتهما هذه تلقى المرشحان الأسئلة من جمهور بلغ نحو ألف ناخب في ناشفيل لم يقرروا بعد لمن سيعطون أصواتهم، وقد تم اختيارهم من قبل مؤسسة غالوب لأبحاث الرأي العام.
أوباما وماكين يهاجمان روسيا
كما أوضح المرشحان رؤيتهما لروسيا ومحاولاتها استعادة دورها على مستوى السياسات العالمية، وقال أوباما إن موسكو تتصرف تصرفات "آثمة" بينما قال السناتور الجمهوري جون ماكين إن روسيا ربما تكون "امبراطورية للشر".
اوباما : موسكو تتصرف تصرفات "آثمة" |
ماكين : روسيا ربما تكون "امبراطورية للشر" |
وطلب من الاثنين الاجابة بنعم او لا على سؤال "هل تعتقد ان روسيا تحت قيادة فلاديمير بوتين هي امبراطورية للشر." واحجم الاثنان عن الاجابة بنعم او لا قاطعة لكنهما قالا بوضوح ان عندهما مشاكل مع روسيا.
وقال أوباما "أعتقد انهم انخرطوا في تصرفات آثمة وأعتقد ان من المهم ان نفهم انهم ليسوا الاتحاد السوفيتي القديم لكن مازالت لديهم دوافع قومية أعتقد انها خطيرة للغاية." وحينها قال مكين "ربما.. اذا قلت نعم فهذا يعني اننا نشعل الحرب الباردة القديمة من جديد. واذا قلت لا اكون قد تجاهلت تصرفاتهم."
وفي ردهما على سؤال سابق شجب ماكين وأوباما التوغل العسكري الروسي في اراضي جورجيا في اغسطس اب وهو أول هجوم من نوعه خارج الاراضي الروسية منذ انهيار الاتحاد السوفيتي السابق عام 1991 .
وقال مكين "أعتقد انه يمكننا التعامل معهم لكن عليهم ان يفهموا انهم يواجهون ولايات متحدة أمريكية صارمة جدا وصليبة الرأي ستدافع عن مصالحنا والدول الاخرى في العالم."
وكان الرئيس الأمريكي الاسبق رونالد ريغان هو أول من استخدم تعبير "امبراطورية الشر" في الثامن من مارس اذار عام 1983 في خطاب له أمام الرابطة القومية للانجيليين في اورلاندو بفلوريدا.
وقال ريغان حينها متحدثا عن "الدوافع العدائية لامبراطورية الشر" انه من الخطأ القول بان سباق التسلح هو سوء تفاهم كبير "ومن ثم تخرج نفسك من الصراع بين الحق والباطل والخير والشر."