ارشيف من :أخبار عالمية

الباحث محمد صادق الحسيني لـ"الانتقاد.نت": استدارة تركيا شرقا وتلاقيها مع ايران هو نوع من الرد العملي على مخططات العدو

الباحث محمد صادق الحسيني لـ"الانتقاد.نت": استدارة تركيا شرقا وتلاقيها مع ايران هو نوع من الرد العملي على مخططات العدو
تلاقي طهران وانقرة يدعم الجهود المشتركة لاحداث توازن قوى اقليمي في المنطقة



"الانتقاد.نت" - محمد حسين سبيتي

في الوقت الذي تستعد فيه الجمهورية الاسلامية الايرانية لصياغة تعديلاتها الخاصة بشأن "مشروع اتفاق" حول تخصيب اليورانيوم خارج ايران، وصل امس رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى العاصمة الايرانية في خطوة مزدوجة الاهداف: سياسية وتجارية، وذلك في حين وافقت ايران جزئيا على مشروع الاتفاق الدولي لتوفير الوقود النووي، معتبرة انه بحاجة الى "تعديلات كبيرة" فيما اشاد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بدعم رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان للبرنامج النووي الايراني.

الخبير والباحث في الشؤون الاستراتجية الايرانية السيد محمد صادق الحسيني شرح في حديث لـ"الانتقاد.نت" أبعاد زيارة رئيس الوزراء التركي الى طهران في وقت حساس ودقيق حيث ينتظر الغرب رد ايران على مسودة "فيينا"، فقال: "انا اعتقد ان زيارة اردوغان الى طهران تشكل منعطفا في تلاقي الجغرافيا الساسية فتجعل من ايران محورا متميزا ومركز ثقل اساسي لمقاومة الاملاءات الخارجية، خصوصا المحور الاميركي الاسرائيلي".

واضاف الحسيني: "هناك استدعاء قوي للتاريخ في اطار نوع من العثمانية الجديدة"، مشيرا الى "اننا نشهد صورة جديدة على الساحة الدولية تتعانق فيها العثمانية الجديدة التي يؤسسها اردوغان مع الخمينية المتجددة على ابواب محطة فيينا"، موضحا ان "المسلمين يعرفون ان فيينا تعني لهم الكثير تاريخيا حيث وصلوا على اعتاب فيينا ايام العصر الذهبي الاسلامي".

واردف الحسيني قائلا: "اتى اردوغان ليدعم معركة النووي الايراني من طهران حيث دعم البرنامج النووي الايراني بقوله إن من حق ايران ان يكون لديها هذا البرنامج، والخطر في مكان آخر اي في "اسرائيل"".

وحول المعركة التي يخوضها الفريقان الايراني والتركي، قال الخبير والباحث الايراني: "هذه المعركة التي يخوضها الفريقان الآن هي اهم من معركة تحرير قناة السويس التي خاضها جمال عبد الناصر واهم من معركة تأميم النفط ايام مصدق بداية الخمسينيات"، مضيفا ان المعركة النووية الايرانية هي معركة ليست استراتيجية سياسية اقتصادية فنية فقط انما علمية، لافتا الى انه لاول مرة تنظم دولة اسلامية التكنولوجيا العلمية.

وحول رد ايران على مسودة "فيينا"، اشار الحسيني الى ان طهران اجابت بـ"نعم" وستجيب بـ"لا"، اجابت سابقا بنعم كدليل على حسن نيتها تجاه قضية النووي الايراني، وستجيب بـ"لا" لانها تريد الاحتفاظ بمخزونها الاستراتيجي من اليورانيوم المخصب فلا تسلمه كاملا كما فعلت دول اخرى.

وحول التلاقي التي تشهده المنطقة في اطار مربع التعاون الذي دعت اليه ايران سابقا وتقوم ببلورة افكاره عمليا، شدد الباحث الحسيني على ان هذا التلاقي في اطار مربع التعاون (سوريا/ العراق/ تركيا /ايران) يهدف الى انعاش المنطقة الاسلامية والعربية واعادة الاعتبار الى دول المنطقة، معتبرا انه آن الاوان لصعود النجم العربي الاسلامي وافول نجم اميركا و"اسرائيل"، مؤكدا على وجود تكتل عربي اسلامي يواجه الغرب ويقول لهم اما ان تعترفوا بنا كتكتل جديد، واما ان تبدأوا بدفع فاتورة ترحيل معسكراتكم وقواعدكم من المنطقة.

وحول مواقف تركيا الممانعة لمخططات محور الشر، قال الباحث في الشؤون الايرانية ان "تركيا وقفت بجدية ووضوح ضد الغزو الاميركي للعراق وهي اليوم تمنع اي تهديد لايران من خلال دعمها الواضح لمشروع ايارن النووي، كما تدعم القضية الفلسطينية".

وختم الخبير والباحث في الشؤون الاستراتجية الايرانية السيد محمد صادق الحسيني حديثه لموقعنا الاكتروني بقوله: "تحرك تركيا يعني آنيا ان انقرة تتجه لقطع علاقاتها مع العدو الاسرائيلي ولو على المدى المتوسط، واستدارة تركيا شرقا وتلاقيها مع ايران هو نوع من الرد العملي على المخططات العدوانية الغربية".

2009-10-28