محمد حسين سبيتي

لا تزال القدس المحتلة تعيش وضعا مزريا في اطار مسلسل التشريد والتهويد الذي شهد امس حلقة جديدة من مسلسل بدأ قبل 61 عاما عندما اقدمت جرافات الاحتلال على هدم 8 شقق سكنية مخلّفة عائلات فلسطينية بلا سقف يؤويها، وتتكاثر القيود المفروضة على الفلسطينيين في الضفة الغربية، فبالاضافة الى جدار الفصل العنصري والمشاريع الاستيطانية التي تتوسع يوما بعد يوم، يقوم العدو الصهيوني بالسيطرة على الموارد المائية في الضفة الغربية وتحويلها الى المستوطنات بدل البلدات الفلسطينية.

نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور موسى ابو مرزوق شرح لـ "الانتقاد.نت" الواقع الفلسطيني الذي يتفاقم يوما بعد يوم بسبب الغطرسة الصهيونية الفادحة والواضحة امام العلن، فقال: "ان ما يجري في القدس المحتلة يعود الى مخطط طويل الامد يقوم العدو بتنفيذه"، مضيفا بانه كانت هناك مواجهة مفتوحة وتصدّ واضح للاحتلال واجراءاته قبل وجود السلطة الفلسطينية واثناء وجودها من قبل المقاومة الشريفة في فلسطين".

واضاف أبو مرزوق: "أصبح العدو أكثر حرية ويفعل ما يشاء في القدس المحتلة مع وجود السلطة الفلسطينية التي تتساهل في تعاطيها مع مخططات العدو التي تشكل تهديدا لمستقبل القدس في ظل حكومة رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتانياهو".

واعتبر نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "ان الزيارات شبه الرسمية التي يقوم بها المستوطنون الاعداء الى المسجد الاقصى لاباحته تهدف الى فرض امر واقع لسنا بغافلين عنه، حيث نقوم بكل ما بوسعنا للدفاع عن مقدساتنا"، مشيرا الى ان العدد القليل من الفلسطينيين الذي يحاول منع المستوطنين الصهاينة من الدخول الى المسجد الاقصى سوف يظل يقاوم ما دام يستطيع ذلك.

وأردف الدكتور ابو مرزوق قائلا "ان اجراءات العدو الاسرائيلي على الارض الفلسطينية تهدف الى تفريغ القدس المحتلة من سكانها ليسكن محلهم المستوطنون حتى تصبح نسبة العرب بالنسبة لليهود أقل من 20%".

واسترسل موسى ابو مرزوق بالقول: "ان الخطط الصهيونية تتسارع مثلما كان يقوم الاحتلال الاسرائيلي في الايام الاولى لاحتلاله فلسطين، حيث جرفوا الابنية وازالوا حارة "الشرف" وحارة "المغاربة" ودمروا الاحياء السكنية التي يسكنها الفلسطينيون منذ عشرات السنين".

واوضح ابو مرزوق بانه في ظل تقويض برنامج المقاومة وفي ظل السياسة التي يتحدث عنها رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته محمود عباس، فهذا سوف يمهد للصهاينة المستوطنين أن يفعلوا ما يشاؤون، بدون اي رادع يردعهم، مستنكرا التواطؤ غير المباشر للسلطة الفلسطينية مع العدو الصهيوني.

وتابع المسؤول في حركة حماس قوله: "بالنسبة لاستباحة المياه الفلسطينية من قبل العدو الصهيوني، فهذا مشروع مخطط بقوانين منذ بدء الاحتلال حيث منعوا حفر الآبار وحددوا كمية المياه للفلسطينين وسحبوا جزءاً من هذه الخزانات الى داخل الكيان الصهيوني، وبنوا مستوطنات فوقها حتى يحرموا الفلسطينيين منها، وهذا يهدف الى ان يحرموا الفلسطينيين من اقتصادهم وأن يفرغوا الارض من ساكنيها".

وفي رده على سؤال حول موقف حركة حماس من تحديد محمود عباس موعد الانتخابات في 25 كانون الثاني/يناير، اجاب نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور ابو مرزوق: "نحن اوضحنا انه لا يمكن تحديد موعد للانتخابات قبل المصالحة"، معتبرا خطوة ابو مازن بتحديده موعد الانتخابات اجراء غير دستوري
لان ابو مازن منتهية ولايته.

واضاف ابو مرزوق "التوافق الوطني هو الذي يعطي الحق لابو مازن باصدار مرسوم الانتخابات".


وفي سؤال له حول صحة ما تناقلته بعض وكالات الانباء من زيارة قريبة لحركة حماس الى القاهرة، اجاب الدكتور ابو مرزوق "ليس هناك من زيارة الى القاهرة