ارشيف من :أخبار عالمية

الرئيس الأسد من كرواتيا: على أوروبا "إحياء" عملية السلام لضمان "الأمن والاستقرار في العالم"

الرئيس الأسد من كرواتيا: على أوروبا "إحياء" عملية السلام لضمان "الأمن والاستقرار في العالم"
"الانتقاد.نت"

أجرى الرئيسان السوري بشار الأسد والكرواتي ستيبان ميسيتش مباحثات "شفافة ومعمقة" في زغرب بهدف "وضع أسس استراتيجية متينة" لعلاقات بلديها الاقتصادية والسياسية.
ووصل الرئيس الأسد إلى كرواتيا اليوم الأربعاء في زيارة عمل تستمر يومين تلبيه لدعوة من الرئيس ميسيتش.
وفي تقرير لها تناول العلاقات السورية الكرواتية، قالت وكالة الأنباء السورية سانا إن هذه الزيارة "تشكل محطة مهمة ضمن التحرك السوري لبناء علاقات أوسع مع أوروبا على الصعيد الاقتصادي وإيجاد مناخ سياسي داعم للقضايا العربية وفي مقدمتها قضية الصراع العربي الإسرائيلي وحشد الجهود لتحقيق السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط".
وأِشارت سانا إلى إن "العلاقات السورية الأوروبية تتجه إلى مزيد من التعاون السياسي والاقتصادي ويظهر ذلك في تنامي الزيارات المتبادلة للمسؤولين الأوروبيين والسوريين على جميع المستويات".
وأجرى الرئيسان اليوم مباحثات ثنائية وأخرى موسعة ثم عقدا مؤتمراً صحفياً تطرق فيه الرئيس الأسد إلى عملية السلام في الشرق الأوسط "التي فشلت خلال العقدين الماضيين" ودعا الدول الأوروبية إلى العمل "على إحيائها" لأنها "تضمن الأمن والاستقرار للشرق الأوسط وأوروبا والعالم".
وجدد الرئيس السوري موقف بلاده "الساعي لتحقيق السلام العادل والشامل المبني على أساس قرارات الشرعية الدولية ومقررات مؤتمر مدريد والذي يتطلب وجود شريك من الطرف الإسرائيلي لإتمام هذه العملية".
ورداً على سؤال يتعلق بإمكانية استئناف المفاوضات السورية الإسرائيلية ودور تركيا في هذه العملية قال الرئيس الأسد: في سورية يوجد دعم شعبي للاستمرار في المفاوضات من أجل الوصول إلى السلام وهذا شيء مهم جداً لنا كحكومة وكدولة لافتاً إلى أن الحل يجتمع عندما يكون هناك شريك من الجانب الإسرائيلي مستعد أيضاً للسير بنفس الاتجاه.
ولفت الرئيس السوري إلى أهمية وجود "وسيط أو راعٍ لعملية المفاوضات" بين سورية وإسرائيل منوهاً في هذا المجال بالدور الذي لعبته تركيا العام الماضي برعايتها مفاوضات سلام غير مباشرة بين الجانبين لمدة ثمانية أشهر والتي أوقفتها سورية رداً على العدوان الإسرائيلي على غزة أواخر العام الماضي وقال الرئيس الأسد "كان الوسيط التركي ناجحاً جداً في إدارته لعملية الوساطة" وحثَّ الدول الأوروبية "بدعم هذا الدور التركي في المرحلة الحالية".
وربط الرئيس الأسد بين عملية السلام والوضع الإنساني في الأراضي الفلسطينية وقال إنهما "لا يمكن أن ينفصلان وبالتالي لا بد من فتح المعابر التي تسمح للأراضي والمواطنين الفلسطينيين بالتواصل مع العالم الخارجي بالإضافة إلى رفع الحصار وإزالة المستوطنات من الأراضي الفلسطينية".
بدوره، أكد الرئيس الكرواتي أن حل الأزمة في الشرق الأوسط يكون "على أساس مفهوم دولتين فلسطينية وإسرائيلية مؤكداً دعم بلاده لتحقيق هذا الهدف".
ووصف الرئيس ميسيتش الوضع في الشرق الأوسط بأنه "يثير القلق المشروع في العالم بأسره" وقال إن هذا الوضع "مصدر كثير من المشاكل التي تواجه المجتمع الدولي اليوم وحله يعني الكثير ليس فقط بالنسبة لبلدان المنطقة ولكن سيكون له أثر إيجابي على المسرح العالمي".
وفيما يتعلق بالعلاقات السورية الأوروبية، قال الرئيس الأسد إنها "تتطور بشكل جيد" وأشار إلى وجود "محوران" لهذه العلاقة هما "محور التعاون ومحور الشراكة" معتبراً أن "الشراكة هي إطار من أجل التعاون وهي إطار قانوني ولكن في سورية أعطينا الأولوية للتعاون الآن وليس للشراكة".
وأرجع الرئيس الأسد ذلك إلى أن "الشراكة من الناحية القانونية والفنية بحاجة لبعض المناقشات التي لم تنته بعد لكي ننظر إليها كإطار يحقق مصالح سورية بشكل كامل".
وأعرب الرئيس الأسد خلال حديثه عن ارتياحه "الكبير" للتطورات التي تشهدها العلاقة بين إيران والغرب فيما يخص ملفها النووي وأشاد "باتباع سياسة الحوار (لحل هذه الأزمة) والذي أكدتُ دائماً أنه الأسلوب الوحيد لحل مشاكل المنطقة".
ولفت الرئيس الأسد إلى "الحق الشرعي للدول والشعوب في الاستفادة من الطاقة النووية للأغراض السلمية" مذكراً في الوقت نفسه "بموقف سورية الثابت بشأن جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل".
ووصف الرئيس الأسد مباحثاته مع الرئيس ميسيتش بـ"الشفافة والمعمقة" وقال إنها هدفت إلى "وضع أسس استراتيجية متينة لعلاقات بلدينا الاقتصادية والسياسية وتباحثنا في الاتفاقيات المطلوب توقيعها والتي تساعد على المزيد من التعاون فيما بين البلدين".
وأشار الرئيس الأسد إلى أنه سيتم الإسراع بدراسة مشاريع الاتفاقيات بين البلدين "بهدف توقيعها وفتح الأبواب أمام القطاع الخاص في البلدين ومجالس رجال الأعمال لكي تقوم بتوسيع التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة بين البلدين".
ومن بين مشاريع الاتفاقيات المشار إليها يوجد اتفاقيتين للتعاون الاقتصادي وحماية الاستثمار واتفاقيات في مجال النقل البري والبحري للوصل ما بين الشواطئ الشرقية للبحر المتوسط في سورية وشواطئ البحر الادرياتيكي في كرواتيا إضافة إلى التعاون في المجال السياحي بين البلدين.
وأكد الرئيس الأسد "ضرورة ربط الموانىء بين سورية وكرواتيا وهذا يبدأ باتفاقية النقل البحري".
وقال الرئيس الكرواتي إن محادثاته مع الرئيس السوري "جرت في جو من الصداقة والانفتاح ما يدل على وجود رغبة في تحسين العلاقات بين البلدين"، وعبر عن سروره بزيارة الرئيس الأسد لكرواتيا بعد عام فقط من زيارته لسورية (في كانون الأول/ديسمبر الماضي) في أول زيارة يقوم بها رئيس كرواتي إلى دمشق لافتاً إلى أن الرئيس الأسد هو أول رئيس سوري يزور كرواتيا "وهذه الحقيقة نفسها هي تأكيد لرغبة كل من الطرفين في الارتقاء بالعلاقات الثنائية والتعاون في المجالات المتعددة إلى مستوى أعلى وهذه الإمكانيات متوافرة بلا شك".
وأوضح الرئيس ميسيتش ان الجانب الكرواتي "لم يستغل استغلالاً تاماً الفرصة التي أتيحت له خلال زيارته (السابقة) لسورية" وعبر عن أمله "في تحقيق ما لم يتحقق آنذاك وذلك في سبيل تعزيز وتوسيع التعاون بين البلدين وخاصة في المجال الاقتصادي" معتبراً زيارة الرئيس الأسد "خطوة إلى الأمام في تطوير التعاون السوري الكرواتي على أساس المصلحة المتبادلة".
وتستثمر كرواتيا نحو مليار دولار في سورية عبر شركة إينا النفطية المتواجدة في البلاد منذ عشر سنوات، وتنتج حالياً أكثر من مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي وتستخدم أكثر من 500 خبير كرواتي يتواجدون على مدار العام في سورية.
وترتبط سورية وكرواتيا باتفاقية تجنب الازدواج الضريبي واتفاقية تبادل الخدمات الجوية
ويرافق الرئيس الأسد في زيارته وفد رسمي رفيع المستوى يضم نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبد الله الدردري، ووزير الخارجية وليد المعلم، ومعاون وزير الخارجية عبد الفتاح عمورة
2009-10-28