ارشيف من :أخبار عالمية

موسم الزيتون سجل عجزاً بلغ نحو 12% مقارنة بإنتاج العام الماضي

موسم الزيتون سجل عجزاً بلغ نحو 12% مقارنة بإنتاج العام الماضي
موسم الزيتون سجل عجزاً بلغ نحو 12% مقارنة بإنتاج العام الماضي

غزة ـ فادي عبيد
للعام الثاني على التوالي خابت آمال مزارعي الزيتون الفلسطينيين، لاسيما في قطاع غزة الذي يفصل سكانه نحو شهر ونصف عن تاريخ شن الحرب العدوانية الصهيونية التي استهدفتهم على مدار 23 يوماً، ذاك العدوان الذي حرقت خلاله آلة حرب الاحتلال الأخضر واليابس في القطاع، وهو ما أدى إلى انخفاض ملحوظ في نتاج محصول "الزيتون" مقارنة مع الأعوام الماضية التي شهدت نتاجاً لطالما وصف بالممتاز.
يقول المزارع أبو ناصر: " بكل حسرة ما أملكه من أرض ومساحتها 20 دونماً لم تعد تنتج كالسابق بفعل عمليات التوغل المتكررة، وهذا العام بالكاد أنها أعطت إنتاج نظراً لأن عدداً كبيراً من أشجار الزيتون التي أملك قد جُرّف خلال الحرب الأخيرة،  ناهيك عن تلف غالبية ما تبقى بسبب التلوث الذي أصابه، جراء قذائف الفسفور الأبيض التي تساقطت عليه".
الحرب دمرتنا
ويضيف أبو ناصر وهو معيل لأسرة مكونة من (22 فرداً)، أن آماله التي كان يعلقها على هذا الموسم بأن يسدد جزءاً من ديونه المتراكمة قد "تبخرت"،  فمن جديد عاد ليجنى المزيد من الديون.
حال الحاج أبو منار، لم يكن بالأفضل، إذ أنه خسر ضعف خسارة العام الماضي، فبعد أن كان يعتاد على استئجار أرضاً زراعية مساحتها (5 دونمات)، راح واستأجر هذا الموسم (8 دونمات).
يقول أبو منار، وهو من سكان بلدة خزاعة الحدودية شرق مدينة خانيونس: "العام الماضي طلبت من أحد أقاربي المتواجدين في الخارج أن أتضمن جزءاً من أرضه لكنني خسرت، وهذا العام أردت تعويض تلك الخسارة فطلبت منه زيادة المساحة المستأجرة،  لكن الحرب دمرتنا مجدداً ".
أما سكان القطاع الذين أثقل الحصار والفقر كاهلهم ، فعبروا عن استيائهم مما تعرض له المزارعون من ضعف في الإنتاج،  كونهم سيدفعون ثمن ذلك سواء في سعر الزيتون نفسه، أو حتى في سعر الزيت.
يقول رائد، وهو موظف حكومي ويعيل أسرة مكونة من (6 أفراد): "الواحد مش عارف شو يعمل.. يعني الزيت اللي طول عمر أهلنا وإحنا ما بنشتريه غير بالصفيحة مش قادرين نشتري ربعها".
يشرح رائد أن سعر صفيحة الزيت كانت في أكثر المواسم غلاء لا يتعدى المائة دينار أردني ، أما هذا الموسم فسعر تجاوز المائة والستين ديناراً، وهو سعر لا يقوى الكثيرون على تسديده، وهو رأي أيده فيه الحاج أبو رفيق الذي قال: "عشنا وشفنا إحنا أهل الزيت ما نقدر نشتريه.. حسبنا الله ونعم الوكيل".
حاجة وبدائل
بينما شددت الحاجة سعدية (70 عاماً) على أن هذه الأسعار تعد مرتفعة جداً بالنظر إلى قلة جودة ونظافة الزيت الذي يجري استخراجه في القطاع ، مقارنة بما كان يسمح بدخوله سابقاً من الضفة الغربية المحتلة.
الجهات الرسمية الفلسطينية المختصة، ممثلة بوزارة الزراعة أرجعت قلة محصول الزيتون هذا الموسم، وارتفاع أسعاره، لعمليات التجريف التي استهدفت ما يقرب من 4000 دونم مزروعة بالزيتون في الحرب الأخيرة من أصل ما يزيد عن 20 ألف دونم تختص بهذا المحصول.
وقال حسن أبو عيطة الوكيل المساعد للمصادر الطبيعية في الوزارة :" إن ضعف موسم الزيتون سجل عجزاً بلغ نحو 12% مقارنة بإنتاج العام الماضي،  فضلاً عن العجز الذي يتوقع أن يسجل في كميات الزيت ، فالمعطيات تشير إلى أن الإنتاج هذا العام قد يبلغ 190طناً".
وعن البدائل التي يمكن اللجوء إليها لتعويض هذا النقص بما يلبي متطلبات المواطنين، قال أبو عيطة:" بالرغم من ضعف إنتاج الزيتون في الضفة، إلا أننا سنضطر للاستيراد منها إذا ما فتحت المعابر على اعتبار أن زيتون الضفة وزيتها يتمتع بجودة عالية ويحظى بثقة الجمهور".
2009-10-29