ارشيف من :أخبار عالمية

خاص الانتقاد.نت: برغم الاستهداف المباشر لهم..

خاص الانتقاد.نت: برغم الاستهداف المباشر لهم..

فلسطين المحتلة – فادي عبيد
خاص الانتقاد.نت: برغم الاستهداف المباشر لهم..صحيح أن الإعلام بات سلاحاً رئيسياً في معارك وحروب هذا العصر عسكريِّها وحتى سياسيِّها، ولعل ما يتعرض له الصحفيون الفلسطينيون في القدس المحتلة من اعتداءات متلاحقة خير دليل على ذلك، فهم يعملون في واقعٍ معادلته تقول: " الحقيقة = حريتك أو حياتك"، لكن ومع ذلك تجدهم أكثر إصراراً على مواصلة طريقهم.
"الانتقاد.نت" وفي إطار متابعتها لواقع الإعلاميين المقدسيين حاولت التعرف الى حقول الأشواك التي يعبرونها، من خلال الحديث إلى عدد منهم.
تقول ديالا جويحان،  وهي تعمل مراسلة لوكالة "قدس.نت" الالكترونية للأنباء: إنها وغيرها من الصحفيين تواجه جملة من الصعوبات، في مقدمتها حرمانهم من البطاقات الصحفية التي تخولهم من دخول المدينة المقدسة، حيث لا يعترف جنود الاحتلال الموجودون على الحواجز العسكرية المنتشرة على مداخل المدينة ببطاقات التعريف التي تصدرها وزارة الإعلام الفلسطينية.
لا تراجع
وعن الاعتداءات التي تعرضت لها شخصياً، أوضحت جويحان أنها اعتقلت مرتين، الأولى كانت على خلفية كتابتها لبعض التقارير الخاصة بالقدس والأوضاع فيها، أما المرة الثانية فجاءت أثناء التقاطها صوراً ترصد اقتحام مجموعة من المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك من الجهة الغربية.
عمليتا الاعتقال التي تعرضت لهما ديالا لم تمنعاها من مواصلة طريقها الوعرة في فضح جرائم الاحتلال بحق المقدسات، حيث كانت من بين الصحفيين الذين أصيبوا في المواجهات الأخيرة التي شهدتها القدس ومسجدها المبارك.
وعن تفاصيل ما جرى معها، حدثتنا جويحان: "بينما كنت أحاول التقاط بعض الصور التي تظهر همجية عناصر الوحدات الإسرائيلية الخاصة الذين انهالوا بالضرب على النساء والمصلين، حاول جنود الاحتلال اعتقالي، إلا أنني أفلت منهم بعد أن صادروا ذاكرة الكاميرا الخاصة بي، ومن ثم توجهت مسرعةً باتجاه أحد أبواب قبة الصخرة المشرفة حيث توجد المعتكفات.. عندها عاود الجنود محاولة اعتقالي فهربت منهم، لكنهم مزقوا بعض ملابسي الخارجية واعتدوا عليّ بالضرب على الرقبة والرأس والكتف، وبقيت أتألم إلى أن تمكن المسعفون من الوصول إلي بعد ما يزيد عن نصف ساعة وتم تحويلي لمستشفى المقاصد الخيري".
وختمت جويحان ـ التي بدت أشد صرامة من ذي قبل ـ حديثها بالتساؤل عن أن أي سلام يتحدث الغرب والأوربيون في ظل استمرار مسلسل الجرائم الصهيونية بحق القدس حجرها وبشرها وشجرها؟!!!.
خاص الانتقاد.نت: برغم الاستهداف المباشر لهم..أما الصحفي راسم أحمد عبد الواحد، الذي يعمل مراسلاً ومصوراً لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية الرسمية "وفا" ، فأكد أنه وبعد إقدام سلطات الاحتلال على بناء جدار الضم والتوسع العنصري، ومضاعفة أعداد الحواجز العسكرية في كافة أنحاء المدينة، باتت عملية التواصل مع الأحداث جد صعبة وتتطلب وقتاً طويلاً، مذكراً في الوقت ذاته بأعباء حرية الحركة الناجمة عن حرمان الصحفيين الفلسطينيين من الحصول على بطاقة الصحافة التي تصدرها سلطات الاحتلال لأسباب تصفها بالأمنية.
وجود المحرك
عبد الواحد لم يكن أوفر حظاً من زميلته ديالا وباقي الإعلاميين المقدسيين، فقد تعرض خلال تغطيته للأحداث المتجددة والمتلاحقة في المدينة المقدسة للإصابة أكثر من مرة بحروق في قدميه بسبب القنابل الصوتية الحارقة وغيرها، فضلاً عن احتجازه واستجوابه بصورة شبه دورية، بالإضافة إلى تحطيم كاميرته.
ويشير عبد الواحد إلى أن آخر الاعتداءات الصهيونية التي تعرض لها كان منتصف الأسبوع المنصرم ، حيث حطّم جنود الاحتلال كاميرته في البلدة القديمة قبل أن يقتادوه للتحقيق لأكثر من سبع ساعات.
أما عن أبرز العوامل التي تحفز الصحفيين على تغطية أحداث القدس وخاصة ما يتعلق منها بالمسجد الأقصى المبارك برغم كل المصاعب والمخاطر التي تواجههم، فقال عبد الواحد: "هذا الموضوع تُحركه عوامل كثيرة أهمها الواجب الديني والوطني، والرغبة في إبراز وفضح انتهاكات الاحتلال وتدنيس قواته وجماعاته المتطرفة للمقدسات سواء أكانت إسلامية أو مسيحية".
ما لمسناه في حديث الزميلين عبد الواحد وجويحان، بلا شك يبعث الأمل من جديد في نفوس أصحاب الضمائر الحية في الأمتين العربية والإسلامية بأن القدس ما زالت بخير، وإن كان جرحها غائرا ويشكو غياب مداويه.
الانتقاد/ العدد 1370 ـ 30 تشرين الاول/ اكتوبر 2009
2009-10-29