ارشيف من :آراء وتحليلات
خلف القناع: دروس للتعلم..

كتب مصطفى خازم
يبدو أن أزمة الرهن العقاري الاميركي انسحبت على النظام العالمي المالي التابع للقطب الأوحد، فبدأت الانهيارات تتوالى في أوروبا.. ولاحقا آسيا وعما قريب بحسب الخبراء سنسمع الصراخ في الاسواق العربية.. التي لم تفعل ما فعلته إيران من التقليل التدريجي من الاعتماد على الدولار وتحركت نحو سلة عملات كان الدولار أقلها استخداماً..
أرقام جديدة باتت تتداول في المقالات الاقتصادية والمالية لم تكن تستخدم من قبل الا ما ندر.. وكلها كمن ينفخ في النار, الهبوط مستمر.. في البورصات.
إنه السم الذي أشربته اميركا للاتحاد السوفياتي السابق قطرة قطرة حتى انهار، ها هي تتجرعه بالجملة..
صوّت الكونغرس على خطة لانتشال الاسواق من الازمة، ولكن السؤال الذي يطرح.. عندما تدفع الحكومة الاميركية مليارات الدولارات مقابل ديون.. ماذا يبقى لديها ليومها الاسود.. الجواب البديهي.. مستقبل أسود.
هي نفس اللعبة، ولكن قيصر روسيا الجديد أتقن فن الجودو.. فرفع مستوى بلاده وسد العجز المالي، واليوم بات بإمكانه دعم دولة مثل "ايسلندا" بمليارات من اليورو من دون ان يتأثر احتياط بلاده..
هل يمكن الحديث عن عودة نظرية القطبين في العالم، قد يكون من المبكر ذلك، ولكن يمكن توقع ذلك ولا سيما أن روسيا تسير قدماً نحو تعزيز وضعها في العالم.. ما اضطر رئيس حكومة تصريف الاعمال في كيان العدو لحزم حقائبه والتوجه إلى العاصمة الروسية لتقديم إغراءات هي من كيس موسكو التي تعرف ذلك جيداً..
فتقديم ملكية أرثوذكسية قديمة لميدفيدف لن تغري الساحر بتغيير موقعه.. وبالخصوص بعد حرب جورجيا..
روسيا اليوم لاعب اقليمي عائد الى المنطقة وبقوة.. السلاح..
ميدفيدف يدرك جيداً من ساهم في "تكبير رأس" ساكشفلي.. ويعلم جيداً الدور الاميركي في أوكرانيا لذا لن يرف جفنه وهو يرسل فرقاطاته نحو البحر المتوسط.. ولن ينزع الخوذة في ظل احتدام المعركة..
هي أزمة نظرية ضيقة الأفق.. لا ترى في الإنسان الا سلعة يجب بيعها أو امتلاكها ولو بالتقسيط..
قبل أعوام نبه الإمام الخميني المقدس غورباتشوف الذي انطلق يومها في ما عرف بـ"البروسترويكا" إو إعادة البناء.. بعدم الالتفات إلى سراب جنة الرأسمالية والعالم الحر، بل بالبحث عن الانسان بروحه بعيدا عن المادة.. ومما قاله:
"إن مشكلة بلدكم الأساسية لا تكمن في مشكلة الملكية والاقتصاد والحرية؛ بل إن مشكلتكم الأساسية هي فقدان الإيمان الحقيقي بالله؛ وهي نفس مشكلة العالم الغربي التي قادته إلى الانحطاط وإلى الطريق المسدود، أو ستجره إلى ذلك؛ إن أزمتكم الحقيقية تكمن في محاربتكم الطويلة والعقيمة لله مبدأ الوجود والخلق".
"وتابع: ومن الممكن أن يبدو العالم الغربي أمامكم وكأنه جنان خضر. فهذا نتيجة للأساليب الخاطئة والسياسات المنحرفة لأقطاب الشيوعية السابقين في المجال الاقتصادي؛ ولكن الحقيقة هي في مكان آخر".
اليوم يبدو ان في روسيا من تعلم الدرس وأنقذ نفسه، وأميركا متوجهة نحو الانهيار..
مئات المليارات ستغرق في السوق لشراء الاصول التالفة..
وبالاصل هناك عجز في الميزانية منذ فترة طويلة لم يسمح حتى اليوم بتأمين الصيانة للعديد من الجسور الكبرى فضلاً عن دفع تعويضات الاعاصير والفيضانات المتتالية.. والآتي أعظم..
هو الانهيار الثاني القادم بعد الانهيار الاول..
فمن سيتعلم الدرس..
الانتقاد/ العدد1305 ـ 10 تشرين الاول/ اكتوبر 2008
يبدو أن أزمة الرهن العقاري الاميركي انسحبت على النظام العالمي المالي التابع للقطب الأوحد، فبدأت الانهيارات تتوالى في أوروبا.. ولاحقا آسيا وعما قريب بحسب الخبراء سنسمع الصراخ في الاسواق العربية.. التي لم تفعل ما فعلته إيران من التقليل التدريجي من الاعتماد على الدولار وتحركت نحو سلة عملات كان الدولار أقلها استخداماً..
أرقام جديدة باتت تتداول في المقالات الاقتصادية والمالية لم تكن تستخدم من قبل الا ما ندر.. وكلها كمن ينفخ في النار, الهبوط مستمر.. في البورصات.
إنه السم الذي أشربته اميركا للاتحاد السوفياتي السابق قطرة قطرة حتى انهار، ها هي تتجرعه بالجملة..
صوّت الكونغرس على خطة لانتشال الاسواق من الازمة، ولكن السؤال الذي يطرح.. عندما تدفع الحكومة الاميركية مليارات الدولارات مقابل ديون.. ماذا يبقى لديها ليومها الاسود.. الجواب البديهي.. مستقبل أسود.
هي نفس اللعبة، ولكن قيصر روسيا الجديد أتقن فن الجودو.. فرفع مستوى بلاده وسد العجز المالي، واليوم بات بإمكانه دعم دولة مثل "ايسلندا" بمليارات من اليورو من دون ان يتأثر احتياط بلاده..
هل يمكن الحديث عن عودة نظرية القطبين في العالم، قد يكون من المبكر ذلك، ولكن يمكن توقع ذلك ولا سيما أن روسيا تسير قدماً نحو تعزيز وضعها في العالم.. ما اضطر رئيس حكومة تصريف الاعمال في كيان العدو لحزم حقائبه والتوجه إلى العاصمة الروسية لتقديم إغراءات هي من كيس موسكو التي تعرف ذلك جيداً..
فتقديم ملكية أرثوذكسية قديمة لميدفيدف لن تغري الساحر بتغيير موقعه.. وبالخصوص بعد حرب جورجيا..
روسيا اليوم لاعب اقليمي عائد الى المنطقة وبقوة.. السلاح..
ميدفيدف يدرك جيداً من ساهم في "تكبير رأس" ساكشفلي.. ويعلم جيداً الدور الاميركي في أوكرانيا لذا لن يرف جفنه وهو يرسل فرقاطاته نحو البحر المتوسط.. ولن ينزع الخوذة في ظل احتدام المعركة..
هي أزمة نظرية ضيقة الأفق.. لا ترى في الإنسان الا سلعة يجب بيعها أو امتلاكها ولو بالتقسيط..
قبل أعوام نبه الإمام الخميني المقدس غورباتشوف الذي انطلق يومها في ما عرف بـ"البروسترويكا" إو إعادة البناء.. بعدم الالتفات إلى سراب جنة الرأسمالية والعالم الحر، بل بالبحث عن الانسان بروحه بعيدا عن المادة.. ومما قاله:
"إن مشكلة بلدكم الأساسية لا تكمن في مشكلة الملكية والاقتصاد والحرية؛ بل إن مشكلتكم الأساسية هي فقدان الإيمان الحقيقي بالله؛ وهي نفس مشكلة العالم الغربي التي قادته إلى الانحطاط وإلى الطريق المسدود، أو ستجره إلى ذلك؛ إن أزمتكم الحقيقية تكمن في محاربتكم الطويلة والعقيمة لله مبدأ الوجود والخلق".
"وتابع: ومن الممكن أن يبدو العالم الغربي أمامكم وكأنه جنان خضر. فهذا نتيجة للأساليب الخاطئة والسياسات المنحرفة لأقطاب الشيوعية السابقين في المجال الاقتصادي؛ ولكن الحقيقة هي في مكان آخر".
اليوم يبدو ان في روسيا من تعلم الدرس وأنقذ نفسه، وأميركا متوجهة نحو الانهيار..
مئات المليارات ستغرق في السوق لشراء الاصول التالفة..
وبالاصل هناك عجز في الميزانية منذ فترة طويلة لم يسمح حتى اليوم بتأمين الصيانة للعديد من الجسور الكبرى فضلاً عن دفع تعويضات الاعاصير والفيضانات المتتالية.. والآتي أعظم..
هو الانهيار الثاني القادم بعد الانهيار الاول..
فمن سيتعلم الدرس..
الانتقاد/ العدد1305 ـ 10 تشرين الاول/ اكتوبر 2008