وصلت وزيرة الخارجية الاميركية منذ يومين الى باكستان في زيارة تستمر لثلاثة ايام هي الاولى لها بعد توليها منصبها.

وتعتبر كلينتون ارفع مسؤول أمريكي يزور باكستان منذ أن وضع الرئيس باراك أوباما هذا البلد في قلب ما يسمى بمعادلة مكافحة تنظيم القاعدة، وجعل الحرب في أفغانستان المجاورة أولوية لسياساته.

وبعد ساعات من وصولها، دوى انفجار ضخم في باكستان ناجم عن سيارة مفخخة اوقع المئات بين جرحى وقتلى.

وفي مؤتمر صحفي عقدته الاربعاء، قالت كلينتون " باكستان تخوض كفاحا متواصلا ضد الجماعات المتطرفة العنيدة والوحشية التي تقتل الأبرياء وتروع المجتمعات"، مضيفة "هذا كفاحنا نحن أيضا، ونشيد بالجيش الباكستاني لقتاله الشجاع، ونقف جنبا إلي جنب مع الشعب الباكستاني في قتاله من أجل السلام والأمن"، كما تابعت "سنمدكم بالمساعدة التي تحتاجون إليها".

وأكدت كلينتون أن زيارتها تشكل "صفحة جديدة" في العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان، التي تمحورت حتى الآن علي مكافحة الإرهاب".

وأعلنت كلينتون، عن دفعة جديدة من المساعدات الاميركية لباكستان، تريد تخصيصها لتحسين صورة الولايات المتحدة لدى "باكستان الحليفة".

فبعد خطة بقيمة 125 مليون دولار لتحسين امدادات الكهرباء ومساعدة بقيمة 85 مليون دولار لصندوق عام لمكافحة الفقر، وعدت كلينتون بتقديم 45 مليون دولار اضافية للتعليم العالي.

كما اعلنت وزارة الخارجية عن جهد بقيمة 103,5 ملايين دولار، لمساعدة الشرطة التي تعمل على الحدود بين افغانستان وباكستان.

وفي السياق ذاته، وعدت هيلاري كلينتون التي دعيت للتحاور مع طلاب في لاهور (شرق) ثاني مدن البلاد والعاصمة الثقافية لباكستان، ان الولايات المتحدة ستمول تشغيل شبكة التواصل الاجتماعي الباكستانية "صوتنا" (هومارو اواز) التي تعمل على اساس رسائل نصية يتم تبادلها بالهواتف النقالة.

وردا على سؤال لطالبة "لماذا تجبر الولايات المتحدة باكستان على خوض الحرب على حدود افغانستان؟"، قالت كلينتون "ماذا سيحدث اذا كان هناك ارهابيون في كندا يطالبون بجزء من شمال الولايات المتحدة؟"، واضافت ان "حكومتنا ستفعل ما تفعله حكومتكم تماما ونحن معجبون بها لهذا السبب".

من جهة اخرى، اضطرت وزيرة الخارجية الاميركية، لتقديم توضيحات عن قانون كيلي لوغار بيرمان الذي اعتمد اخيرا.

وينص هذا القانون على زيادة المساعدة الاميركية لباكستان ثلاثة اضعاف، ورفعها الى 7,5 مليارات دولار على مدى خمس سنوات، لكن المعارضة ومعظم وسائل الاعلام يرون فيه وسيلة من واشنطن لاملاء ما تريده على الباكستانيين.

ومن المقرر ان تلتقي كلينتون، اليوم الجمعة، مندوبين من الباشتون ومن ثم تقوم بعدة لقاءات مع الصحافة والشرطة ورؤساء الكتل البرلمانية.

وفيما خص عناصر تنظيم القاعدة، أعربت كلينتون عن استغرابها لعدم اعتقال قادة القاعدة المعروف انهم مستقرون جزئيا في المناطق القبلية شمال غرب باكستان.

وأشارت كلينتون الى ان "القاعدة وجدت ملاذا في باكستان منذ 2002. ويصعب علي ان اصدق ان لا احد في حكومتكم يعرف اين هم ولا يقدر اعتقالهم لو اراد ذلك حقا"، مضيفة ان "من مصلحة العالم ان يعتقل ويقتل اشخاص يعتبرون العقول المدبرة لهذه المجموعة الارهابية. انهم على علمنا في باكستان".

وبينما كانت كلينتون تقوم بزيارتها شن الجيش الباكستاني هجوما على المقاتلين الاسلاميين في منطقة وزيرستان القبلية.

ويتوقع أن تقوم وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بزيارة إلى فلسطين المحتلة والضفة الغربية في نهاية هذا الأسبوع. وستكون الزيارة الثانية التي تقوم بها للمنطقة منذ تولى باراك أوباما منصبه في رئاسة الولايات المتحدة قبل نحو عشرة أشهر.

المحرر الدولي