ارشيف من :أخبار عالمية

خاص الانتقاد.نت: جدل واسع في فرنسا حول وثائقي عن المقاومة الفرنسية

خاص الانتقاد.نت: جدل واسع في فرنسا حول وثائقي عن المقاومة الفرنسية
المقاوم السابق والدبلوماسي ستيفان هيسل:
المقاومون كانو قلة في فرنسا وشرعية المقاومة لا تؤخذ من التأييد الشعبي بل من نبل عملها


باريس – نضال حمادة
لم ينزل فيلم "العودة إلى المقاومة" بعد إلى صالات العرض الفرنسية، والمقرر عرضه في 4/11/2009، ولكن ما ان بدأت ملامح السيناريو والحبكة تظهر للجمهور حتى توالت ردود الأفعال عليه وعلى المنتج والشهود تتوالى من مختلف الفئات الفرنسية. وكان اهم تلك التعليقات من رئيس مجلس النواب الفرنسي "برنار أوايه" الذي وجه انتقادات لاذعة لمنتج الفيلم الوثائقي "جيل بيريه" قائلا: "إن الوسائل المستعملة في هذا الوثائقي ترقى إلى مستوى الفضيحة. هو يخلط بين حقبتين زمنيتين غير ذات صلة. إنها المتابعة الايديولوجية نفسها التي استعملها الستالينيون.. وأنا اشعر بصدمة عميقة".
رد فعل آخر أتى من محافظ
خاص الانتقاد.نت: جدل واسع في فرنسا حول وثائقي عن المقاومة الفرنسيةوتجدر الإشارة إلى ان الوثائقي المذكور من انتاج "المجلس الوطني للمقاومة الفرنسية" الذي تأسس في الخامس عشر من آذار/ مارس عام 1944 إبان الاحتلال الألماني لفرنسا، والذي وقف وراء القرارات لتي بنيت على اساسها الجمهورية الفرنسية بعد التحرير من الاحتلال الألماني. وقد عرض الفيلم مجموعة ممن بقي على قيد الحياة من المقاومين القدامى في صفوف المقاومة الفرنسية، وكانت الشخصية الرئيسة فيه "والتر باسان" رجل في الثالثة والثمانين من العمر، يعيش في منطقة "هوت سافوا" مع زوجته، ويقوم منذ فترة طويلة بتحركات ضمن صفوف من بقي من رفاق السلاح وعائلات المقاومين السابقين للعودة الى قيم المقاومة الفرنسية التي أسسها المجلس الوطني للمقاومة.
وقد اثار هذا الفيلم حفيظة اليمين الفرنسي خصوصا انه لم يتوقف عن انتقاد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، متهما إياه بالبعد الكلي عن قيم المقاومة الفرنسية. وقد ركز الوثائقي على موقع "تلة غليار" حيث قاوم خمسمئة جندي فرنسي ما يقارب العشرة آلاف جندي ألماني لمدة شهرين قبل ان تسقط التلة.
وقد ركز المتحدثون من المقاومين على البرنامج السياسي والاجتماعي للمجلس الوطني للمقاومة، الذي كان وراء قرارات مهمة مثل الضمان الصحي والضمان الاجتماعي وحرية الصحافة وحرية العمل النقابي.
كلام المقاومين عن المقاومة الفرنسية لم يخل من صراحة لاذعة، حيث قال "ستيفان هيسيل" (مقاوم سابق ودبلوماسي سابق أيضا) إن المقاومة الفرنسية لم تحظَ بتأييد غالبية الشعب الفرنسي الذي كان مؤيداً لحكومة " فيشي"، مضيفا أن المقاومين كانوا أقلية في فرنسا، غير ان هذا لا يمكن بأي حال من الأحوال ان يضع المقاومة وعمل المقاومة في دائرة التشكيك او في اتهام عدم المشروعية بسبب عدم التأييد الشعب لأن شرعيتها تنبع من نبل عملها.
وقال هيسيل إن الذي يقرر تاريخ الشعوب ومصائر الدول هو المجموعات الأكثر نشاطا وحركية، والتي تحمل على عاتقها تغيير الواقع القائم، وإن الاكثرية الصامتة في هذه الحال ليست مؤثّرة، وليس لمواقفها اهمية.
والتر بدوره اعتبر أن مشروعية المقاومة لا تنبع من حجم التأييد الشعبي لها، ولكن شرعيتها تكمن في شرف قضيتها الذي يحمله المقاومون.
فيلم "العودة الى المقاومة" وثائقي يعرض في قاعات السينما الفرنسية في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، وقد عرض المنتج الفيلم في قاعة سينما "ايسباس سان ميشال" لعائلات قدامى المقاومين والمحاربين وكان لـالانتقاد.نت" شرف تلبية الدعوة وحضور الوثائقي.
فهل يعتبر المشككون في شرعية المقاومة في بلادنا من أساتذتهم في فرنسا؟

2009-10-30