ارشيف من :أخبار عالمية

تضارب في المواقف بين أميركا والكيان الصهيوني ازاء الملف النووي الايراني مقابل ترحيب اوروبي

تضارب في المواقف بين أميركا والكيان الصهيوني ازاء الملف النووي الايراني مقابل ترحيب اوروبي

أكد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية محمود أحمدي نجاد ان بلاده على استعداد للتعاون النووي مع الدول الغربية، معتبراً أن الظروف أصبحت مؤاتية الآن لمثل هذا التعاون.

نجاد، وفي كلمة له أمام حشد من سكان مدينة مشهد، أشار الى ان توفير الوقود النووي لمفاعل طهران البحثي يشكل فرصة لتقييم مدى صدقية بعض الأفراد والحكومات والوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشددا على ضرورة ان تلتزم الحكومات المعنية بمحادثات فيينا بتعهداتها السابقة.

من جهته، ممثل الوفد الايراني في الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية، لفت الى ان ايران تتابع حوار فيينا بنظرة ايجابية، داعيا الى الاخذ بعين الاعتبار البعدين الاقتصادي والفني في كيفية توفير وقود المفاعل النووي في طهران.

من جهة ثانية، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية "ايرنا" أمس الجمعة عن مسؤول لم تذكر اسمه قوله إن "ايران أعلنت عن رأيها فقط بايجابية المفاوضات" وأنه استنادا إلى الاهتمامات الفنية والإقتصادية بشأن وقود للمفاعلات "فإن إيران على استعداد لمواصلة المحادثات".

وأوضحت الوكالة الرسمية أن الرسالة التي قام بتسليمها المبعوث الإيراني إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الخميس في فيينا "لم تكن تحمل رد إيران على مقترح الوكالة الدولية وأن ايران سوف تتوسع في طرح وجهة نظرها في حال اجراء جولة جديدة من المحادثات".

وفي هذا الاطار، قال مسؤول أمريكي الجمعة، إن الولايات المتحدة مصرة على تلقي "توضيحات" من إيران حول مضمون ردها على العرض الدولي المقدم لحل أزمتها النووية، من خلال نقل اليورانيوم المنخفض التخصيب الوجود لديها إلى الخارج لزيادة تخصيبه.

وأضاف المسؤول أن إيران قدمت في واقع الأمر عرضاً مقابل للطرح الدولي، حيث عرضت تخصيب اليورانيوم من قبل طرف ثالث وتحت رعاية الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولكن على الأراضي الإيرانية، أو شحن اليورانيوم إلى الخارج على دفعات عوض إرسال كامل الكميات في شحنة واحدة.

وبحسب المسؤول، فإن الرد الإيراني يقترح أيضاً حصول مفاوضات بين واشنطن وطهران حول مسائل فنية تتعلق بسلامة المفاعلات، معتبراً أن ذلك قد يكون مناورة تهدف لجر البيت الأبيض إلى مفاوضات ثنائية.

بدورها اشارت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، إلى أن الولايات المتحدة تحاول أن تحدد بدقة ما تريده طهران، وما إذا كان ردها على مشروع الاتفاق لا يزال أوليا أو نهائيا، أو أنه بداية الوصول إلى ما يرغب المجتمع الدولي في أن تصل إليه إيران.

هذا وقد أظهر اتفاق فيينا الى العلن الخلاف الحاصل بين اميركا والعدو الصهيوني وحتى داخل الكيان الصهيوني.

ففي الوقت الذي أعرب فيه رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، أمس الجمعة، عن دعمه لجهود الرئيس الأمريکي باراك أوباما الرامية الى التفاوض حول التوصل الى تسوية مع ايران بشأن برنامجها النووي، أبدى وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك رد فعل على الاقتراح.

وفي هذا السياق، بررت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي الاستياء الاميركي من الموقف الصهيوني.

فقد نقلت القناة العاشرة عن مصادر سياسية القول ان التحول في الموقف الصهيوني من النووي الايراني جاء بعد أن أرسل المسؤولون في واشنطن برسائل لحکومة نتنياهو على مدار الايام الماضية يعربون فيها عن غضبهم ازاء رد الفعل السلبي من جانب باراك على مشروع الاتفاق وطالبوا بأن تتبنى "اسرائيل" نفس خط الغرب حيال الاقتراح.

وعلى الصعيد الدولي، شدد رئيس المفوصية الاوروبية خوسيه مانويل باروسو على اعتراف الاوروبيين بحقوق طهران النووية.

باروسو، وفي ختام القمة الاوروبية في بروكسل، لفت الى ان الموقف الاوروبي هو نفسه موقف الولايات المتحدة وهو التوصل الى حل شامل لتسوية المسألة النووية، والاعتراف بحقوق ايران في امتلاك الطاقة النووية.

من جانبه، قال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني ينبغي ان نطلع على تفاصيل الرد الايراني ولكنني قلق ازاء المطالبة بالتخصيب التدريجي لليورانيوم خارج ايران، واذا كان ذلك يعني استغراق وقت طويل فانا لست موافقا.

هذا وأكد الرئيس الروماني ترايان باسيسكو ان مبادرة ايران وتصريحات احمدي نجاد الاخيرة، اعطت مؤشرات قوية ومهمة في اتجاه الحل الصحيح، وانا على قناعة بانه على الاتحاد الاوروبي العمل على اشراك قدرات ايران في مجالات استتباب الامن والمتعلقة بنا وبايران ايضا.

المحرر الاقليمي

2009-10-31