ارشيف من :أخبار عالمية
خاص "الانتقاد.نت" : انفتاح تركى على أكراد العراق وأنقرة تمد جسور التعاون مع أربيل
أنقرة ـ حسن الطهراوي
جاءت زيارة وزير الخارجية التركى احمد داود اوغلو التى وصفت بالتاريخية الى اقليم كردستان العراق لتمهد الطريق ـ على ما يبدو ـ لاعتراف رسمى من قبل تركيا بشرعية الاقليم والتعامل مع الواقع السياسي والجغرافي القائم حاليا فى العراق، وهو فى حد ذاته تطور مهم ويعكس توجها تركيا جديدا اذا عرفنا ان انقرة ظلت من اشد المعارضين للواقع السياسي الموجود فى شمال العراق، وتخشى من انتقال عدوى الحكم الذاتى والفيدرالية من اكراد العراق الى اكراد تركيا، ففي السياسة والاعلام لا تستخدم كلمة كردستان او اقليم كردستان، بل يقال شمال العراق، وكانت لا تقبل التعامل مع المسؤولين الاكراد العراقيين بصفتهم الكردية، بل العراقية فقط، واعترضت اكثر من مرة على وجود وزير او مسؤول من حكومة الاقليم فى اي وفد عراقي يزور تركيا، ان لم تكن له صفة او مركز فى الحكومة المركزية فى بغداد، وكانت من اواخر الدول التى استقبلت الرئيس العراقي جلال الطالباني ولم تستقبل حتى الان مسعود البرزاني بصفته رئيسا لاقليم كردستان.
اذاً زيارة احمد داود اوغلو وهي الاولى لوزير تركي للاقليم تعد اول خطوة عملية لسياسة انقرة الجديدة تجاه شمال العراق ومد جسور التعاون مع اربيل، وكذلك انتهاج سياسة الانفتاح على الكل العراقي بجميع الوانه السياسية ومذاهبه الدينية واعراقه القومية، وربما افتتاح قنصليتين جديدتين فى البصرة والموصل وقريبا فى اربيل سيساعد تركيا فى تحقيق سياستها الجديدة، لكن ذلك لا يعني بالطبع انتهاء المشاكل وحل الملفات العالقة بين الطرفين، واهمها مستقبل مدينة كركوك ورفض انقرة لمساعي الاكراد ضم المدينة الى اقليم كردستان، ووجود اكثر من 5000 مسلح من حزب العمال الكردستاني فى معسكرات فى شمال العراق ومشكلة اكثر من 11000 لاجئى من اكراد تركيا يقيمون فى مخيم - مخمور - الذي تشرف عليه الامم المتحدة، وتسعى تركيا حاليا من خلال عملية الانفتاح الديمقراطي التي اطلقتها الحكومة مؤخرا لعودة اللاجئين والمسلحين من شمال العراق، وقد عبر الرئيس مسعود البرزاني بعد لقائه الوزير التركي عن دعمه لجهود تركيا الهادفة لحل المشكلة الكردية بالطرق السلمية، واعتبر الزيارة بانها مهمة وجاءت فى وقت حساس وعبّر عن سعادته بالتقارب التركي مع حكومة الاقليم، لكن الواضح ان المرحلة القادمة ما زالت بحاجة الى المزيد من الخطوات الجريئة، وهو ما قاله صراحة داود اوغلو فى اربيل، وتحدث عن مواقف متقاربة ورؤية مشتركة، وانه حان الوقت لبناء شرق اوسط جديد من سكانه الاصليين بمختلف اعراقهم ومذاهبهم، رافضا الخوض فيما اذا كانت زيارته لاربيل تعني اعترافا رسميا بالاقليم. وقال ان بلاده تعترف بالعراق وهو فيه نظام فيدرالي شبيه بالولايات المتحدة الاميركية، وتساءل هل زيارة ولاية تكساس مثلا تعنى اعترافا؟
الواضح ان تركيا تركز فى سياستها الخارجية على تجاوز او تجميد نقاط الخلاف والبحث عن سبل التعاون انطلاقا من المبادئ الاساسية لصانع هذه السياسة وزير الخارجية الحالي احمد داود اوغلو الذى يدافع عن فكرة " تصفير المشاكل واقصى حد ممكن من التعاون مع دول الجوار".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018